"قصابة كمال" بـ"رود الكوزينة" في باتنة

المحتاج أولى بأكل اللحم.. وصية وجب تنفيذها

المحتاج أولى بأكل اللحم.. وصية وجب تنفيذها
  • القراءات: 1661
ع. بزاعي ع. بزاعي

تعرف "قصابة كمال" بحي النصر في باتنة بالممرات التي يطلق عليها "رود الكوزينة"، إقبالا كبيرا للمواطنين الذين يتهافتون على شراء  أنواع اللحوم، تحسبا لشهر رمضان المعظم، والذي وضع صاحبها عبد الرحيم جلول، أسعار اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء في متناول المواطنين

وفي جولة قادتنا إلى "رود الكوزينة"، الذي يعرف حركية تجارية كبيرة طوال السنة، بالنظر إلى عدد القصابات المتواجدة بهذه الممرات، وقفنا على حقيقة تهافت المواطنين على شراء اللحوم بنوعيها الحمراء والبيضاء، إذ يفضل العديد من مواطني مدينة باتنة، التسوق بهذه الممرات، لما تمتاز به من وفرة اللحوم، وأكد العديد من المواطنين ممن تحدثت إليهم "المساء"، أنهم يفضلون شراء اللحوم من عند القصاب عبد الرحيم، إذ لا يتعدى سعر اللحوم الحمراء عنده في كل الأحوال 2200 دج، وبحسبهم، فإن الأسعار مقبولة مقارنة بما توفره أسواق باتنة وقصاباتها.يعد القصاب عبد الرحيم، الذي اختار لقصابته اسم الشهرة "كمال"، نسبة لوالده كمال الذي وافته المنية خلال شهر فيفري 2010، ومنه تعلم الحرفة، كما أردف.

ويعد والده كمال من أوفياء المناصرين لفريق شباب باتنة، ومن الأوائل الذين امتهنوا الحرفة بحي النصر، حيث بدأ نشاطه سنة 1982 في مدينة عين التوتة، قبل أن يفتح قصابة ببيته سنة 1986، ثم انتقل إلى "رود الكوزينة " سنة 1999. وقد اشتهر على مر هذه الفترة، بمساعدة الفقراء واعتماد أسعار لأنواع لحومه، تعد مقبولة، بشهادة جميع سكان الحي

ورغم المنافسة التي يفرضها عليه العديد من الجزارين، الذين انتشروا بشكل ملفت، فإنه ظل وفيا لتقاليده  في "القصابة"، التي ورثها من أبيه، كما أردف عبد الرحيم، مضيفا أن الواجب يقتضي في شهر الرحمة، تخفيض الأسعار في حدود المستطاع، رغم عدم استقرار أسعار اللحوم بنوعيها البيضاء والحمراء في السنوات القليلة الماضية، لكسب الزبون والرفق بالفئات المعوزة والمحرومة.ويضيف  عبد الرحيم، أنه بقناعته تنتعش تجارته خلال الشهر الفضيل، الذي تصل فيه مبيعاته اليومية إلى أكثر من 20 جزرة يوميا، على خلاف باقي أشهر السنة، التي تقتصر فيه مبيعاته المحدودة للمارة وأصحاب الحي والجيران. 

وذكر المتحدث، أنه رغم الصعاب التي يتلقاها بالنظر إلى غلاء سعر الماشية والعلف، لتوفير أنواع اللحوم من ماعز وخرفان وعجول، فإنه يعمل على إرضاء الزبون، مضيفا أنه يحرص طوال السنة رفقة أخيه عبد الجليل وابن عمه مهدي جلول والعامل مديازة هيثم، على إرضاء قاصدي محله وتقديم الخدمة باحترافية. أكد محدثنا، أن أسعار اللحوم الحمراء، ارتفعت خلال الأيام الأخيرة قبل حلول شهر رمضان الذي يزيد فيه استهلاك اللحوم إلى حوالي 2200 دج، فيما ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء إلى 450 دج، مرجعا ذلك إلى منطق يفرضه الموالون الذين يشتكون بدورهم غلاء الأعلاف  والجفاف الذي ضرب المنطقة مؤخرا

كما استحسن محدثنا، تنفيذ برنامج التموين باللحوم الحمراء القادمة من الجنوب، والذي من شأنه تلبية احتياجات السوق، وتسقيف سعر عجل الجنوب عند 1800 دج للكيلوغرام، فيما اعتبر ارتفاع سعر العجل المحلي إلى 2300.00 دج، شأنه شأن سعر الخروف المحلي الذي ارتفع إلى 2200.00 دج، بالنظر إلى ارتفاع أسعار الأعلاف وما يفرضه منطق الموالين

على خلاف ذلك، وتبعا للإنجازات المحققة، ووفرة الإنتاج الفلاحي حسب مصادر من  المصالح الفلاحية بالولاية، فإن الإنتاج الفلاحي والثروة الحيوانية، عرفتا ارتفاعا قياسيا، حيث يشكل نسبة 12.7 بالمائة من الإنتاج الوطني، فضلا عن اللحوم البيضاء والتطور في شعب أخرى، مثل إنتاج الحليب، الذي بلغ 150569250 لتر. أما إحصائيات الثروة الحيوانية، فتشير إلى وجود 60757 رأس بقر، و1095412 رأس غنم، و2695851 رأس ماعز.