استهلاك خبز الشعير يعود من جديد

المطاحن الشعبية بتيزي وزو تنتعش في رمضان

المطاحن الشعبية بتيزي وزو تنتعش في رمضان
  • 704
س.زميحي س.زميحي

أدى إقبال العائلات على إعداد خبز الشعير، إلى إنعاش المطاحن الشعبية خلال شهر رمضان في ولاية تيزي وزو، حيث تشهد المطاحن يوميا، إقبالا كبيرا من طرف العائلات، بغرض الحصول على طحين القمح والشعير وغيرهما، وإعداد أطيب وألذ خبز، يرافق مائدة رمضان بنكهته وفوائده الصحية.

تسجل المطاحن الشعبية بولاية تيزي وزو منذ بداية الشهر الفضيل، طلبيات لا متناهية على منتجاتها من القمح والشعير وغيرهما، حيث تشهد إقبالا يوميا للعائلات، حسبما أوضحه بعض أصحاب المطاحن في تصريحهم لـ"المساء"، حيث أكدوا أن العودة إلى استهلاك منتجات فلاحية مفيدة للصحة، من جهة، ومن جهة أخرى، تمكين أفراد العائلة من تناول خبز صحي، لاسيما بعد صيام يوم كامل، يعتبر أفضل صدقة يمكن أن يقدمها شخص لآخر، خاصة أن المطاحن تختار منتجات ذات جودة ونوعية. قال "دا ارزقي" صاحب مطحنة قرية ثالة تقانة ببلدية فريحة، أن مطحنته تستقبل يوميا العائلات، لاقتناء ما ترغبه من المنتوجات التي تقوم بتوفيرها، موضحا أن العائلات أخذت مؤخرا تطلب بقوة إنتاج المطاحن الشعبية، وقد ازدادت انتعاشا أكثر خلال الشهر الفضيل، مما كان وراء زيادة ساعات العمل، لتلبية طلبيات الزبائن، مع الاستعانة بدفتر لتسجيلها حتى تكون جاهزة عند قدوم الزبون.

أعقب المتحدث أن المطحنة التقليدية توفر الطحين للزبائن، كل حسب رغبته، منهم من يطلب الشعير أو القمح أو الفول، وكذا طحين البلوط والحمص والعدس أيضا، لاستعماله في أطباق مختلفة، حيث يقدر الثمن بين 70 و100 دج للكيلوغرام الواحد من مادة معينة، مؤكدا أنه لا يبخل على الزبائن بإضافة أكثر من المطلوب وتقديمه بالمجان، بمعنى دون تسديد قيمته، خاصة مع الزبائن الأوفياء الذين يترددون باستمرار على المطحنة. تشهد مطحنة "أث زلال" ببلدية صوامع، بدورها، إقبالا كبيرا للزبائن، حيث تعرف هذه المطحنة بسمعتها الجيدة، خاصة أن النساء يتكفلن بغسل الحبات وتعريضها للشمس، قبل أن يتم طحنها وتجهيزها للزبون، ولعل هذا العمل جعل الكثيرين يقصدون المطحنة دون تردد. وخلال زيارة للمطحنة، تبين أن صاحبها وبحكم علم الجميع بعمله المتقن وعدد الزبائن الذين يقصدونه، يقوم بتحضير الطحين بكميات كبيرة، طبعا، حسب الأنواع التي يكثر عليها الطلب، كالقمح والشعير، كما لا يقتصر عمله على الطحين فحسب، حيث عمد أيضا إلى تزويد محله بالتوابل المشكلة التي تناسب مختلف الأطباق التقليدية، ويمكن للزبون طلب نوع معين من التوابل دون إضافة أنواع أخرى، ولعل الرائحة التي تنبعث منها، تجعل كل من تقع عيناه عليها يطلب كيسا منها، خاصة القصبر الجاف، الفلفل الأحمر، الفلفل الأسود، القرفة، الكركم وغيرها.

ذكر "دا شعبان" أن محله يفتح أبوابه يوميا، وحرصا على تفادي تسجيل أعطاب أو تعطلات في آلاته يقوم بتفقدها باستمرار، على اعتبار أن هناك من الزبائن من يحضر معه المادة الأولية ويطلب طحنها أمامه، حيث تتميز المطحنة بنظافة دائمة، رغم أن عملية الطحن يترتب عنها تطاير الغبار، مما يضفي جمالا على المحل ويرمز لكل من لا يعرفه أنه العنوان الصحيح الذي يقصده الباحث عن الطحين. أكدت زبونة، كانت تنتظر دورها ومعها كيس من القمح، أنها تقصد كل رمضان هذه المطحنة لطحن ما لديها من حبوب تجمعها من حقولها، وقامت بادخارها للشهر الفضيل، مضيفة أنه منذ صغرها، كانت تأتي إلى المطحنة رفقة والدها، لاقتناء طحين الشعير الذي كان والدها يستهلكه بكميات كبيرة، إلى جانب طحين البلوط، منوها بأهمية العناية بالصحة لأنها كنز ثمين، بتناول أطباق صحية. أشار زبون آخر، إلى أن عائلته تعودت على أن يكون طحين الشعير موجودا ضمن مستلزمات شهر رمضان، لذلك يحرص شخصا على التنقل إلى المطحنة التي تعود التوجه إليها كل سنة، لاقتناء ما يلزمهم من أجل إعداد "الكسرة والمطلوع"، مؤكدا أن الخبز المصنوع من "الفرينة" لا يدخل بيته طيلة الشهر الفضيل، موضحا أن المعدة الفارغة تتطلب أكلا صحيا وغير مضر بالقولون، الذي يشتكي منه الأغلبية خلال رمضان، بسبب تراكم الأكل فيه، وأنه يتناول خبز الشعير الذي يضمن الذوق والصحة في آن واحد.