سكان الضريح بـ"ماسينيسا" في قسنطينة
المطالبة بوضع حد لعصابات الأحياء والسوق الفوضوي

- 115

وجّه سكان حي "ماسينيسا" المعروف بالضريح ببلدية الخروب بقسنطينة، نداء استغاثة عاجلا إلى السلطات الولائية، وعلى رأسها الوالي عبد الخالق صيودة، مطالبين إياه بالتدخّل السريع لوضع حدّ لما وصفوه بالوضعية الخطيرة التي يعيشها الحيّ منذ سنوات نتيجة تفاقم الفوضى، وغياب المتابعة الميدانية من المصالح المعنية.
أكّد السكان في شكوى موجّهة للوالي، أنّ حيهم الذي يُعدّ من الأقطاب السكنية الجديدة منذ سنة 2018، تحوّل من فضاء عمراني واعد إلى منطقة تعاني من التدهور والتهميش؛ بسبب غياب المرافق الأساسية، وغياب الرقابة الأمنية والإدارية. وأوضح أنّ معاناتهم اليومية تتجلى في انتشار سوق فوضوي أمام العمارات، وعلى الطريق العام، يسيطر عليه أشخاص يوصفون بـ"عصابات الأحياء" ؛ حيث يفرضون إتاوات على الباعة مستعملين الأسلحة البيضاء والكلاب؛ ما تسبّب في ازدحام خانق، وتراكم للنفايات، وتدهور في النظافة العامة. كما تحدّث المشتكون لـ "المساء" عن تصرّفات غير أخلاقية، وتلفُّظ بكلمات بذيئة أمام المواطنين، بما في ذلك سبّ الذات الإلهية، وهو ما عدّوه مسّاً بالقيم الدينية والأخلاقية.
وأشار السكان إلى أنّ الشجارات اليومية وتعاطي المخدرات وبيع الكحول، أصبحت مشهدا مألوفا في الحي، حتى أمام المساجد والمصلين، وسط غياب تام للرقابة الأمنية، مؤكّدين أنّ بعض الأطفال والنساء أصبحوا عرضة للمضايقات والاعتداءات. كما توقفوا عند تفشي ظاهرة السرقة في وضح النهار والاعتداءات التي تطول الممتلكات الخاصة، فضلا عن انتشار عصابات منظّمة، تستغل الأطفال الصغار في تنفيذ السرقات.
وأضاف القاطنون في شكواهم أنّ بعض التجار استولوا على الأرصفة بالقوّة، وقاموا بإنشاء محلات إضافية عشوائية فوق الرصيف؛ الأمر الذي حرم السكان من حقّهم في التنقّل بأمان. كما لفتوا إلى أنّ عددا من المحلات المغلقة باتت تُستغل في ممارسة أنشطة إجرامية، وتعاطي المخدرات والكحول، في حين تحوّلت بعض محلات المكتب الولائي للترقية والتسيير العقاري، إلى مكبات للنفايات.
كما أعرب المواطنون عن استيائهم من انتشار الكلاب داخل العمارات بطريقة عشوائية من قبل عصابات الأحياء؛ ما يشكّل مصدر خوف دائم، خاصة للأطفال وكبار السن، إضافة إلى انتشار سيارات الأجرة غير القانونية التي تسبّبت في فوضى مرورية مستمرة أمام ملحق البلدية وفرع "أوبيجيي" في ظلّ غياب أيّ تنظيم لحركة النقل الحضري. وطالب سكان "ماسينيسا " بنقل محطة الحافلات الحالية إلى موقع آخر خارج الكتلة السكنية؛ نظرا لما تسبّبه من اختناقات ومناوشات متكرّرة. كما أشار السكان إلى أنّه سبق لهم أن راسلوا المصالح المعنية في أكثر من مناسبة، لعرض معاناتهم اليومية، ومطالبتهم بالتدخّل، إلاّ أنّ الوضع بقي على حاله دون أيّ تحرّك ملموس؛ ما دفعهم هذه المرة، إلى رفع نداء استغاثة علني؛ أملا في أن يصل صوتهم إلى السلطات العليا بالولاية.
ودعا السكان في ختام استغاثتهم إلى تدخّل عاجل من الجهات الأمنية والإدارية من أجل إزالة السوق الفوضوي، ومحاربة عصابات الأحياء وتجار المخدرات، ووضع حدّ لتعدي التجار على الأرصفة، وإغلاق المحلات التي تُستغل في الأنشطة الإجرامية، مناشدين السلطات لتوفير حاجز أمني دائم لحماية السكان، وزيادة وسائل النقل الحضري، وتسريع وتيرة إنجاز المركز الأمني الجاري بناؤه، فضلا عن إنشاء مستوصف صحي لتلبية احتياجات المرضى، وتخصيص فضاءات مهيأة لفائدة المتقاعدين وكبار السن. وختم سكان الحي رسالة شكواهم بدعوة الوالي صيودة إلى زيارة ميدانية للاطلاع على معاناتهم عن قرب، مؤكّدين أنّ الوضع لم يعد يحتمل مزيدا من الانتظار، وأنهم فقدوا الإحساس بالأمان داخل حي يُفترض أنه سكن اجتماعي حديث.