بلدية جيملة بجيجل
المواطنون يطالبون بحلول لأزمة العطش
- 648
يعيش سكان بلدية جيملة الحدودية بولاية جيجل، التي تقع بين 3 ولايات (جيجل، وسطيف، وميلة) خلال هذه الأيام، على وقع أزمة عطش حادة جراء جفاف الحنفيات والتذبذب الحاصل في توزيع المياه، بسبب الشح الذي مس أغلب الينابيع وبعض الآبار التي يعتمدون عليها، وكذلك انخفاض منسوب المياه بمنبع "عش الباز" المتواجد ببلدية غبالة، الذي يتزود منه معظم سكان البلدية منذ سنوات، سواء أحياء مركز البلدية، أو أغلب القرى والمشاتي، ما دفع بالسلطات المحلية للبلدية، إلى البحث عن حلول مؤقتة، باقتراح محطة متنقلة لتصفية المياه انطلاقا من سد تابلوط بجيملة، الذي انتهت أشغاله منذ سنوات ولم يستغل بعد.
عبّر سكان البلدية وبعض الأحياء والمناطق العمرانية المجاورة، عن تذمرهم واستيائهم الشديدين من مشكل النقص في التزود من المياه الصالحة للشرب منذ أشهر، جراء ضعف التموين، حيث أوضحوا لــ"المساء"، أن نصيبهم من الماء لا يتعدى في الغالب مرة في الأسبوع، وهذه الأيام يتم تزويدهم مرة في الأسبوع لفترة زمنية قصية لا تتعدى 15 دقيقة. كما إن معظم المشاتي تتخبط في مشكل انعدام مصادر التموين الكافية لتغطية احتياجات السكان اليومية من هذه المادة الحيوية، كمشاتي ظهر طالع، وأولاد عيسى، وزدامة، والعظامة، وبوجوادة، ومرج عبد الله، وكذا الولجة وبن وازع، حيث يموّنون من منبع "عش الباز" المتواجد بأعالي منطقة غبالة الذي يصب جزء من مياهه بالوادي، ما يتسبب في ضعف شبكة توزيع هذه المادة الحيوية. وتشحّ الحنفيات عند حلول فصل الصيف. وما زاد الطين بلة خلال هذه الأيام، جفاف منبع "عشّ الباز" أمام تزايد الطلب على هذه المادة الحيوية خلال فصل الحر والجفاف الذي عصف ببلدية جيملة، ما يضطر بالسكان للاستعانة بمياه الصهاريج التي يجلبونها من البلديات المجاورة بأثمان باهظة، أثقلت جيوب المواطنين، خاصة ذوي الدخل المحدود.
وأوضح ممثلو المجتمع المدني لبلدية جيملة، لــ "المساء"، أن أزمة المياه ازدادت سوءا خلال السنوات الأخيرة، إذ أصبح مشكل غياب الماء عن حنفيات السكان، يلازمهم طوال السنة وفي الفصول الأربعة، الأمر الذي يضطرهم لقطع مسافات بعيدة، خاصة في بعض المشاتي التي لا تتوفر على شبكة مياه الشرب، لجلبه من ينابيع شحيحة التدفق بعد طوابير طويلة وقضاء ساعات أمامها في انتظار الدور، متسائلين عن سبب تأخر السلطات في تزويد سكان بلدية جيملة انطلاقا من سد تابلوط الذي انتهت أشغاله منذ سنوات وهو ممتلئ عن آخره، لكن لم يدخل حيز الخدمة بعد. وطالب القاطنون السلطات الولائية بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناة المواطنين مع هذه الأزمة، حيث أصبح مشكل المياه هاجسا وكابوسا يوميا لمواطني كل أحياء ومشاتي البلدية.
ومن جهته، أوضح رئيس المجلس الشعبي البلدي لجيملة توفيق الياوراسي لـ "المساء"، أن بلدية جيملة بكل أحيائها ومشاتيها تعيش هذه الأيام، وكلما حل فصل الصيف، أزمة حقيقية في التزود من المياه الصالحة للشرب، والسبب في ذلك يعود إلى الاعتماد على منبع وحيد وهو منبع "غار الباز" الذي يمون تقريبا كل سكان البلدية، إلا أن ذلك غير كاف. كما أضاف المسؤول أن المجلس الشعبي البلدي، راسل الجهات المعنية للتخفيف من معاناة المواطنين مع أزمة مياه الشرب، باقتراح تزويد المنطقة بمصفاة متنقلة من سد تابلوط كحل مؤقت، لتدعيم شبكة المياه، لأن الحل الذي قامت به البلدية مؤخرا، غير كاف، من خلال تزويد السكان بمياه الصهاريج التي تجلب من بلدية تاكسنة يوميا، في ظل الكثافة السكانية الكبيرة، ومدى الحاجة الماسة إلى هذه المادة الضرورية بشكل يومي.