الرسول حذر منه والعلم الحديث يؤكد مخاطره

الوشم يحدث الكثير من المضاعفات الضارة بصحة الإنسان

 الوشم يحدث الكثير من المضاعفات الضارة بصحة الإنسان
  • 4030
«لعن الله الواشمة والمستوشمة» حديث صحيح ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورغم وضوح نص الحديث وتحريمه لهذا العمل إلا أن هذه العادة قد انتشرت على نطاق واسع بين الفتيات والفتيان ضاربين بهذا الحديث عرض الحائط جريا وراء الموضة أو أحدث صيحات مراكز التجميل التي تبني مكاسبها وأرباحها بخداع الشباب والشابات ببدع الغرب المستوردة.
ولأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا ينطق عن الهوى ولا ينهى عن شيء إلا وفيه خير العباد فقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها هيئة الغذاء والدواء الأمريكية «F.D.A» على الفتيات والسيدات اللاتي يرسمن الوشم أنه يحدث الكثير من الآثار الجانبية الضارة بصحة الإنسان وأنها تسبب تورم وتشقق الجلد وظهور ندبات وحبوب بالإضافة إلى حدوث التهابات مزمنة حول العيون والشفاه بالإضافة إلى صعوبة تناول الطعام وعدم القدرة على الكلام بشكل طبيعي.
الدكتورة (سعيدة.ر) قسم علم النفس أكدت ذلك وقالت: للأسف الشديد فتياتنا غير واعيات بالشكل الكافي سواء من الناحية الدينية أو من الناحية الصحية فنجدهن بمجرد الإعلان عن افتتاح مركز تجميل سواء لزيادة كثافة الشعر أو تصغير الأنف أو دق الوشم تجدهن يجرين وراءه محاولات قدر الإمكان تقليد الفتيات الغربيات دون وازع ديني أو صحي أو اجتماعي وذلك حتى يشعرن أنفسهن بسعادة وفرحة نفسية لا تدوم طويلا. وأضافت: الإنسان الذي يتمتع بصحة نفسية جيدة واستقرار نفسي لا يتأثر بكم الإعلانات التي ترد عن مراكز التجميل المختلفة.. كما أنه يكون غير راض بخلقة الله التي خلقه عليها.. فالإنسان غير السوي هو الذي يريد تغيير نفسه وتجديد خلقته وتكون النتيجة إلحاق الضرر بنفسه ومعاناته من أمراض جسدية كان في غنى عنها.. لذلك أنصح كل الفتيات أن يتمسكن بدينهن ويحافظن على تقاليد مجتمعهن ولا يجرين وراء الموضة والتقليد الأعمى للغرب.
التفسير الاجتماعي
وعن التفسير الاجتماعي لهذه الظاهرة قالت الدكتورة (ابتسام.ع) أستاذة علم الاجتماع: نحن مجتمع له عادات وتقاليد، خاصة لابد أن يحافظ عليها ليتمتع بهويته.. لكن للأسف الشديد هذه العادات بدأت تختفي تدريجيا يوما بعد يوم بسبب الانفتاح على الغرب وعصر القنوات المفتوحة. لقد أصبح المجتمع صورة من المجتمع الغربي سواء في نوعية الملابس التي ترتديها الفتيات والسيدات أو في مظاهر الترفيه.. لقد أصبحت الفتيات يقلدن الغربيات في تسريحة الشعر ودق الوشم ضاربات عرض الحائط بقيم وعادات المجتمع ومبادئ ديننا الحنيف.. فبكل أسف ضاعت هوية المجتمع في الوقت الحالي وهشت عاداته واختفت تقاليده. وأضافت: ليت كل جديد يكون مفيدا فنحن نقلد الغرب في المظهر والشكل فقط ونترك الأهم وهو المضمون والمحتوى ليتنا نقلدهم في الحفاظ على الوقت والاهتمام بالعمل.

موقف الدين
وعن موقف الدين من هذا الموضوع قال الدكتور سعيد عيادي قسم الشريعة جامعة قسنطينة: يثبت العلم الحديث يوما بعد يوم عظمة هذا الإسلام وتشريعاته التي جاء بها الصادق المصدوق منذ أكثر من أربعة عشر قرنا من الزمان.. فإذا كان الأطباء الباحثون أثبتوا ضرر الوشم على صحة الإنسان وأثره على جلده فقد نبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث صحيح له إلى حرمة الوشم فقال: «لعن الله الواشمة والمستوشمة» فبين أنه يدخل في دائرة اللعن «الطرد من رحمة الله».. كما بين أن من يقوم بعملية الوشم أو من يطلب إجراء هذه الجراحة رجلا كان أو امرأة أو أي شيء تحرمه الشريعة الإسلامية إنما يكون لضرر فيه سواء أدركنا ذلك بعقولنا أم لم ندركه.. فالشريعة الإسلامية تبيح كل ما هو نافع لصحة الإنسان وتحرم كل ما هو ضار فلا ضرر ولا ضرار.. والإنسان منهي عن أن يلحق بنفسه الأذى أو الضرر بأي شكل من الأشكال وإذا كان العلم قد أثبت ضرر الوشم فإنه سوف يثبت في كل يوم جاء به الإسلام سواء أوجبه على الناس رحمة بهم ونفعا لهم أو حرمة عليهم اتقاء لضرره وأذيته وسيظل دائما الإسلام منبعا للأحكام التي تقدم للبشرية الخير في كل زمان ومكان وستظل عجائب وآيات هذا الدين مستمرة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فالحق تبارك وتعالى قال: «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق».