في ظل الدعم والمرافقة المستمرة للدولة

اهتمام متزايد بالفلاحة الجبلية بالبليدة

اهتمام متزايد بالفلاحة الجبلية بالبليدة
  • القراءات: 410
ب. ل ب. ل

أضحت الفلاحة من أبرز الأنشطة التي يمارسها سكان المناطق الجبلية بولاية البليدة، لا سيما في ظل الدعم والمرافقة اللذين توفرهما الدولة لترقية هذا النشاط، الذي يساهم في دعم التنمية المحلية الاقتصادية والاجتماعية.

وتسجل مختلف البلديات الجبلية بالولاية، خلال السنوات الأخيرة، تطورا لافتا للفلاحة التي تزاولها مختلف العائلات القاطنة بهذه المناطق، وحتى ملاّك الأراضي الموجودة عليها، في ظل إقبال المستهلكين الكبير على منتجاتها الزراعية، حسب ما أكدت المديرية المحلية للمصالح الفلاحية.

وشهدت جل المناطق الجبلية بالولاية التي تتميز بإنتاجية عالية على مدار السنة، لاسيما الجهة الشرقية منها؛ على غرار حمام ملوان والأربعاء وبوقرة وصوحان، انتعاش الفلاحة. وأصبحت بالنسبة للعديد من سكان هذه المناطق، مصدر دخلهم الأساس، وفقا للمكلفة بملف الفلاحة الجبلية، جميلة داودي.

وقد حرصت الدولة على تقديم الدعم لممارسي الفلاحة الجبلية، ومرافقتهم في إطلاق مشاريعهم الخاصة، التي تتنوع ما بين زراعة الأشجار المثمرة، وتربية الحيوانات، خاصة أن منتجات الجبال سهلة التسويق؛ للإقبال الكبير عليها من قبل المستهلك.

وقامت مديرية المصالح الفلاحية منذ سنة 2019 إلى يومنا هذا، بتوزيع أكثر من 4000 خلية نحل مملوءة، و71 عصارة نحل، بالإضافة إلى 228 تجهيز خاص بممارسة هذه الشعبة الفلاحية؛ تجسيدا للتدابير التي أقرتها الدولة لترقية وتطوير الفلاحة الجبلية.

وأكدت السيدة داودي تواصل هذه العملية التي استفاد منها إلى غاية اليوم، أكثر من 400 قاطن بالمناطق الجبلية، منهم 20 امرأة، حتى تغطية جميع الطلبات التي قاربت 6000 طلب.

وتم أيضا خلال نفس الفترة، غرس 13296 شجرة زيتون عبر مناطق متفرقة من الولاية، بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة، بالإضافة إلى 18267 شجرة مثمرة، 3000 منها من صنف أشجار اللوز، التي أصبحت من الأصناف الأكثر توسعا خلال السنوات الأخيرة، بفضل مردودها المادي مقارنة بأصناف أخرى.

وتتنوع الأصناف الأخرى بين أشجار الرمان لا سيما على مستوى منطقة حمام ملوان (شرق)، وأشجار التين، وحب الملوك، والمشمش، حسب السيدة داودي. وتتكفل لجنة تقنية تضم ممثلين عن محافظة الغابات والفلاحة والغرفة الفلاحية، وكذا المعاهد الفلاحية، بدراسة الطلبات المودعة، وتحديد أصناف الأشجار التي تتلاءم مع علوّ كل منطقة، وطبيعة التربة.

برنامج خاص بزراعة أشجار الخروب بالمناطق الجبلية

ومن أجل ترقية الفلاحة الجبلية، أقرت الوزارة الوصية أيضا، برنامجا خاصا بزراعة أشجار الخروب بهذه المناطق لسنة 2023- 2024؛ بهدف توفير مصدر دخل إضافي لسكان هذه المناطق. ومن المرتقب أن يتم خلال السنة المقبلة، غرس أكثر من 8000 شجرة خروب كمرحلة أولى، على أن يتم توسيعها حسب الطلبات المودعة، وفقا للمكلفة بملف الفلاحة الجبلية بالمديرية المحلية.

وأصبحت شعبة زراعة الخروب، خلال السنوات القليلة الأخيرة، تحظى باهتمام لافت من قبل الفلاحين؛ لسهولة تسويقه، نتيجة توسع مجالات استخداماته؛ سواء في الصناعة الصيدلانية، أو مستحضرات التجميل، وكذا الغذائية.

وبخصوص برنامج التهيئة الريفية الرامي إلى تثبيت سكان المناطق الجبلية بمقر إقامتهم وفك العزلة وتشجيع ممارسة الفلاحة الجبلية، قامت محافظة الغابات منذ سنة 2020، بتهيئة 48 كلم، وفتح 14 كلم من المسالك الريفية تضاف إلى عملية أخرى يُرتقب تسلّمها قريبا، تخص تهيئة وفتح 5 كلم من المسالك، وفقا للمكلف بتسيير مصلحة توسيع الثروات الغابية، وحماية الأراضي بمحافظة الغابات، عبد الحق رزيق.

وإلى جانب المسالك الريفية التي تتصدر انشغالات ممارسي هذا النوع من الفلاحة نظرا لدورها الهام في نقل وتسويق منتجاتهم، تُعد الكهرباء الريفية من أبرز احتياجاتهم، خاصة بالنسبة لمربي الدواجن والأبقار.

وتحرص المصالح المختصة بمديرية الفلاحة، على تغطية جميع الطلبات المتعلقة بهذا الملف، حسب توضيحات مهندس الدولة بمصلحة التهيئة الريفية وترقية الاستثمارات، حسان ساحل.

وتم إلى غاية الآن، إيصال الطاقة الكهربائية إلى العديد من المناطق الجبلية الواقعة بكل من حمام ملوان (شرق)، وعين الرمانة (غرب)، على أن تمس هذه العملية مستقبلا، مناطق أخرى من الولاية.

وأوضح أحمد أحد الفلاحين في العقد الثالث من العمر ينشط بمنطقة حمام ملوان التي تشتهر بالفلاحة الجبلية، أن بعد تحصله على شهادة ليسانس في تخصص البيولوجيا، فضّل الاستثمار في هذا المجال. وبدعم من مديرية الفلاحة نجح في غرس أشجار الرمان، وفي تربية النحل. وأضحت منتجاته مطلوبة من زبائن خارج الولاية؛ بفضل "جودتها العالية، ومذاقها المتميز"، كما قال.

ويطمح أحمد مستقبلا، لغرس أصناف جديدة من الأشجار المثمرة، وتجربة شعبة تربية الحيوانات، وإنتاج الحليب، مشيرا إلى أن أبرز مشكل يعاني منه جل سكان المناطق الجبلية، هو توفير المياه المخصصة للسقي، خاصة خلال السنوات الأخيرة؛ نتيجة تراجع منسوب المياه الجوفية، وتأثير ذلك على مردود الآبار.

وبدوره، تمكن الفلاح محمد الذي شارف على بلوغ 80 سنة من العمر، رفقة عدد من أبنائه القاطنين بمنطقة "سيدي رابح" أعالي بلدية موزاية (غرب)، من مواصلة نشاط أجداده؛ بغرس الأشجار المثمرة، وتربية الحيوانات، كما قال، لافتا إلى أن الدعم المقدم من قبل الدولة، ساعده كثيرا، على تطوير نشاطه الفلاحي.