بعدما بدأت معالم المحطة البرية ببئر مراد رايس تظهر

نهاية وشيكة للاختناق المروري بالمدخل الغربي للعاصمة

نهاية وشيكة للاختناق المروري بالمدخل الغربي للعاصمة
  • القراءات: 485
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

 الأشغال الكبرى بالمحطة انتهت في انتظار تجهيزها

سباق مع الزمن لإنهاء شبكة الطرق المحيطة بالمحطة

❊ مسلك جـديد يخفف زحمة المـرور

قطعت مديرية الأشغال العمومية للجزائر العاصمة، أشواطا متقدمة في إنجاز المسالك المرتبطة بالمحطة البرية متعددة الأنماط ببئر مراد رايس، التي انتهت بها الأشغال الكبرى، في انتظار تجهيزها؛ إذ دُشن، الأسبوع الماضي، طريق اجتنابي بالقرب من المحطة، أدى إلى إحداث سيولة مرورية محسوسة، حسبما لاحظت "المساء"، وذلك بتحويل حركة مرور المركبات المتجهة نحو الطريق السريع في اتجاه المطار، إلى المسلك الجديد.

استحسن مستعملو الطريق الوطني رقم واحد، في جزئه الموجود بحي "لاكوت"، قرار مديرية الأشغال العمومية بالعاصمة، التعجيل بفتح أول مسلك اجتنابي بالقرب من المحطة البرية متعددة الأنماط، وعدم انتظار موعد انتهاء مشروع المحطة الذي تشرف عليه مديرية التجهيزات العمومية لولاية الجزائر، والذي لم تنطلق بعدُ عملية تجهيزه.

وقد أدى فتح الطريق الجديد إلى تخفيف الضغط عن مفترق الطرق المؤدي إلى وسط مدنية بئر مراد رايس، أو وجهة بن عكنون، في انتظار استكمال باقي مشروع مديرية الأشغال العمومية، لإنشاء مفترق طرق دوّار بالطريق الوطني رقم واحد، والانتهاء من مشروع المحطة الذي تعرف أشغاله تقدما ملحوظا.

ويعترف مستعملو الطريق الجديد بأن حركة المرور بدأت تعرف سيولة بمفترق الطرق لمخرج العاصمة على مستوى منطقة "لاكوت" بالتحديد بعد فتح المسلك الجديد، مستحسنين هذا القرار، لا سيما أن الطريق الوطني رقم واحد، يُعد مدخل قلب العاصمة بالجهة الجنوبية.

وقد أصبح من السهل اليوم على مستعلي الطريق المتجهين نحو طريق المطار، استعمال المسلك الجديد بدون المرور على مفترق الطرق القديم الذي يمر تحت الجسر والمؤدي إلى الوجهات الأخرى؛ كوسط المدينة، وبن عكنون، أو حتى العودة إلى الطريق الوطني رقم واحد باتجاه البليدة.

المسلك الجديد أحدث سيولة مرورية بالمكان

وقد لاحظت "المساء" السيولة المرورية التي ميزت المكان بهذا المسلك الذي يتفرع منه طريق آخر نحو بن عكنون، سيتم استعماله لاحقا - وبشكل مؤقت- عند إغلاق مفترق الطرق؛ للسماح بمواصلة أشغال توسيع النفق بالطريق الوطني رقم واحد. لكن سيتم إغلاقه تماما فيما بعد، والسماح لمستعملي الطريق نحو بن عكنون بالانعطاف نحو الطريق السريع عن طريق المحول المجاور لشركة "سيفيتال".

ويُعد مشروع المحطة البرية متعددة الأنماط ببئر مراد رايس وشبكة الطرق المستحدثة المؤدية إليه، من بين المشاريع التي تعوّل عليها ولاية الجزائر؛ كمرفق حيوي هام، يدخل ضمن استراتيجية المديرية الولائية للنقل، الرامية إلى فك الخناق، وتنظيم حركة المرور بالعاصمة، وإحداث السيولة المرورية، لا سيما بالجهة الغربية، خاصة أن المشروع يضم حظيرة ضخمة لركن السيارات تحت الأرض، تستوعب 800 مركبة، علما أن أشغال إنجازها تقدمت بشكل ملحوظ.

وحسب بعض المتابعين للأشغال، فإن فتح المسلك الجديد قبل الانتهاء من مشروع المحطة، جاء لتحضير مستعملي الطريق لاستعمال المسالك الجديدة، وترك المجال لاستكمال أشغال تمديد النفقين الحاليين، وإنجاز مفترق طرق دوّار علوي، ومحطة "تراموي" بالقرب منه، ستتدعم بها المحطة الجديدة.

وفي تنقّلنا إلى مكان المشروع، لاحظنا أن الأشغال الكبرى انتهت منها الشركة المكلفة بالإنجاز شنيني منذ مدة، ومنها تركيب الهياكل المعدنية للقبة التي تعلو مبنى المحطة، في انتظار الانتهاء من الترتيبات الإدارية والمالية لتجهيز المحطة، واستكمال مرافقها، ومنها مدخل الحافلات، وحظيرة الركن... وغيرها.

"التجهيزات العمومية" ترفع التحدي وتساؤلات عن موعد تجهيز المحطة

معلوم أن مشروع المحطة البرية متعددة الأنماط ببئر مراد رايس، يعود إلى سنة 2013؛ إذ كان تابعا لمديرية النقل؛ باعتبار الأرضية كانت محطة لركن الحافلات قبل أن تقرر السلطات العمومية غرس أول مشروع لمحطة متعددة الأنماط، فأُوكل لشركة إسبانية، تخلت عنه في 2017 في بداية الطريق، ليعاد ترتيب الأمور القانونية، وتحويل المشروع إلى مديرية التجهيزات العمومية لولاية الجزائر، التي أصبحت صاحبة المشروع، ورفعت التحدي لاستكماله؛ حيث أعلنت حينها، عن مناقصة لإعادة بعث المشروع، فازت بها مقاولة شنيني التي انطلقت في السنوات الأخيرة في استكمال المشروع، وإخراجه من الأرض، بالانتهاء من الأشغال الكبرى السنة الماضية، وتركيب الهيكل المعدني للقبة التي تعلو مبنى المحطة.

لكن ما يلفت الانتباه هو توقف الأشغال منذ الأشهر الأخيرة بالمحطة؛ لأسباب لم تفصح عنها مديرية التجهيزات العمومية، في وقت تسابق مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، الزمن لاستكمال ما عليها من إنجاز شبكة الطرقات المرتبطة بالمحطة، وما جاورها.

المحطة البرية مشروع حيوي يخفف الضغط عن العاصمة

وسيمكّن هذا المرفق الحيوي الهام مستعملي الحافلات القادمة من غرب البلاد، من الوصول إلى العاصمة عبر هذه المحطة، وتمكين المسافرين نحو الوجهات الأخرى عبر خط يربط المحطتين وحافلات أخرى للنقل الحضري وشبه الحضري عبر وجهات أخرى؛ إذ من المنتظر استقبال291 حافلة من الحجم الكبير، وتوفير خطوط قصيرة تربط المحطة ببعض المناطق بالعاصمة، فضلا عن خط "ترامواي"، الذي سيتم ربطه بالمحطة الجديدة انطلاقا من محطة المعدومين، ومرورا ببئر مراد رايس.

ومن جهة أخرى، سيوفر هذا المشروع الحيوي مئات الأماكن لركن السيارات، مما يساعد في تمكين المواطنين وزوار العاصمة من قضاء مصالحهم، وتخليصهم من متاعب الوصول إلى وجهاتهم، ومن عناء البحث عن أماكن لركن السيارات، في وقت لم تعد حظائر العاصمة المقدر عددها بـ 11 حظيرة تصل سعتها الإجمالية إلى 5000 مكان، تستوعب العدد الهائل من السيارات.

كما تخفف المحطة البرية ببئر مراد رايس، الضغط عن محطة "سوقرال" بالخروبة، التي تستقبل يوميا أزيد من 13 ألف مسافر من مختلف جهات الوطن؛ بمعدل 3.5 ملايين مسافر سنويا؛ حيث تصبح الحافلات القادمة من غرب الوطن، تحط رحالها بهذه المحطة الجديدة المذكورة آنفا.

وتعكف مقاولة الإنجاز الخاصة "شنيني" التي فازت بالمشروع على خلفية انسحاب المؤسسة الإسبانية في وقت سابق، بمبررات تتعلق بالعجز المالي، على استكمال الأشغال، وتسليم هذا المرفق الاستراتيجي في وقته. وذكر لنا أحد عمال المقاولة أن الأشغال الكبرى عرفت تقدما ملحوظا؛ حيث انتهى إنجاز هيكل المحطة الذي يضم طابقين تحت الأرض، وعدة طوابق علوية.