يوم دراسي حول المخطط التوجيهي للمرونة الحضرية وشغل الأراضي بالعاصمة
بدوي يدعو لسياسة وطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية
- 894
دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية والبيئة، السيد نور الدين بدوي إلى ضرورة تطبيق سياسة وطنية شاملة بالتنسيق مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي والعلمي لمواجهة التحديات والكوارث الكبرى على مستوى العاصمة والمدن الأخرى، مشددا على وجوب وضع أنظمة ومخططات تكوينية فعالة في مجال تعزيز البنى التحتية لفهم الخطر وتعزيز منظومة المجابهة في الميدان. السيد بدوي أكد أمس في كلمة خلال فعاليات يوم دراسي نظم بنزل "السفير" بالعاصمة حول "المخطط التوجيهي للمرونة الحضرية والخريطة ثلاثية الأبعاد وشغل الأراضي لمدينة الجزائر"، قرأها نيابة عنه الأمين العام للوزارة، حسين معزوز، على ضرورة التعجيل في إرساء استراتيجية وطنية لمواجهة الكوارث الطبيعية الكبرى كالزلازل والفيضانات، قائمة على لامركزية التدخل لتأمين المدن الكبرى من خطورة هذه الظواهر الطبيعية لاسيما مدينة الجزائر العاصمة التي يعرف طابعها العمراني هشاشة كبيرة بسبب قدمها إلى جانب موقعها الجغرافي الممتاز بنشاطه الزلزالي العالي. وأضاف المتحدث في هذا الإطار، أنه يتعيّن على كافة الخبراء والتقنيين والمهندسين التفكير في الآليات الكفيلة بوضع مخططات حماية للمدن الكبرى المعرضة للنشاط الزلزالي والتغيّرات المناخية كالفيضانات، مع تعزيزها بمنظومة قوية للتدخّل في الوقت المحدد للتقليل من حجم الخسائر المحتملة، مشيرا إلى أهمية مراعاة طبيعة الأراضي وأنماط البناء والبنى التحتية للحد من انعكاسات التحديات المطروحة في الميدان.
ومن جهته، أكد والي العاصمة، السيد عبد القادر زوخ في كلمة له أن هذا اليوم الإعلامي والتحسيسي يأتي استجابة لانشغالات الجماعات المحلية حول كيفية مواجهة المخاطر الكبرى من خلال إيجاد آليات وتقنيات حديثة تواكب التطورات العالمية في هذا المجال الهام. وأوضح السيد زوخ في هذا الشأن، أن ولاية الجزائر، وفي إطار تجسيد مخطط توجيهي لحماية المدن من الكوارث الطبيعية، قامت بتحسين وتحديث المخطط الاستعجالي لتنظيم التدخلات للسنة الجارية 2016، ومخطط التدخل لمجابهة أخطار الفيضانات بعنوان الموسم الشتوي 2015-2016 أخذا بعين الاعتبار تجارب التدخلات أثناء الكوارث الطبيعية التي شهدتها الولاية من فيضانات باب الوادي بتاريخ 10 نوفمبر 2001 وزلزال بومرداس في 2003 بالاضافة إلى مخططات التدخل للوحدات ضد مخاطر الحرائق والانفجارات ومخططات تنظيم الإسعافات التي يتم تحيينها كل سنة. وأشار المتحدث إلى المصادقة على المخطط المذكور بتاريخ 02 ديسمبر 2015 حيث تم تنفيذه بواسطة 21 مقياسا يحدد المهام الموكلة لأعوان وإطارات الولاية بمختلف مصالحها مع إبراز الأماكن الخاصة بتدخلهم، كما أوضح فيما يخص مخطط التدخل لمجابهة أخطار الفياضات بعنوان "الموسم الشتوي 2015-2016"، أن هذا الأخير يتضمن كافة المناطق المعرضة لأخطار الفيضانات عبر كافة بلديات الولاية.
وذكّر والي الولاية، أن مصالحه قامت بإنجاز عدة مشاريع قطاعية في مجال الموارد المائية والأشغال العمومية للتصدي بفعالية لمختلف الكوارث، بالإضافة إلى برمجة عمليات ميدانية للقضاء على السكنات الفوضوية والهشة المعرضة للفيضانات المتواجدة على مستوى ضفاف الأودية، موضحا أنه قد تم وضع جهاز يقظة على مستوى كل المقاطعات الإدارية والبلديات والمديريات والمؤسسات الولائية لمتابعة الفيضانات على مستوى إقليم الولاية طبقا لتعليمات وزارة الداخلية والجماعات المحلية، وهو الأمر الذي مكّن ـ كما قال ـ المصالح التقنية من التدخل الفوري وتفادي مختلف الأخطار التي تعرقل السير الحسن لمعيشة المواطنين. ودعا الوالي في الأخير كافة المشاركين خلال هذا اليوم الدراسي إلى ضرورة القيام بمرافقة تقنية لكل ما يتعلق بمخططات تهيئة المناطق المعرضة للمخاطر وتسطير برنامج ثري لتسيير الكوارث المحتملة بولاية الجزائر العاصمة، تحسبا لعرض هذا المشروع على المجلس الشعبي الوطني للمصادقة عليه وتفعيله رسميا. وعرفت الفترة المسائية من عمر هذا الحدث الذي نظمته ولاية الجزائر عدة تدخلات لخبراء ومختصين في مجالات تسيير الكوارث الطبيعية، قدّموا مداخلات وعروض تقنية تخص مختلف الآليات والأنظمة المعتمدة في تسيير هذه الظواهر، مع الاستدلال بتجارب عدة دول أوربية في المجال، حيث تخلّلتها نقاشات حادة بين الأعضاء المشاركين.