التحق أزيد من 19 ألف متربص بمؤسسات التكوين والتعليم المهنيين للدورة الجديدة لفيفري 2022، على مستوى ولاية بومرداس، منهم أزيد من 6 آلاف متربص جديد موزعين على 154 تخصص، من بينها 14 تخصصا جديدا، أغلبها في قطاعات الفلاحة والصناعة والمناجم، وتم التركيز على فتح تخصصات ذات صلة مباشرة بطابع الولاية، بهدف تأهيل يد عاملة تتماشى مع احتياجات سوق الشغل المحلي.

وزعت التخصصات الـ14 الجديدة عبر 9 مؤسسات تكوينية، نذكر منها صناعة الأجبان، إضافة إلى تركيب وكساء الواجهات بمركز التكوين المهني والتمهين، الكائن ببلدية حمادي، وكذا تخصص دهن "الإبوكسي" للأرضيات والجدران بمركز خميس الخشنة، وتخصص صناعة البلاستيك بمركز أولاد موسى (2)، إضافة إلى تخصص تركيب الألواح الجصية بمركز شعبة العامر، فيما يحتضن مركز برج منايل (2) التخصص الفلاحي بامتياز، يتلخص في زراعة النباتات الطبية والعطرية والأعشاب، وهو التخصص، أو بالأحرى التوجه، الذي شهد في السنوات الأخيرة رواجا كبيرا، بالنظر للإقبال اللافت على منتجات الطبيعة من أجل التداوي، لاسيما في أوج تفشي جائحة "كورونا". دفعت هذه الوضعية، القائمين على قطاع التكوين، إلى فتح هذا التخصص الذي يرتقب أن يشهد إقبالا متزايدا عليه، مقابل فتح تخصص آخر له صلة بالقطاع الفلاحي، وهو تخصص زراعة المحاصيل تحت التدفئة الذي اختير له مركز التكوين المهني لبلدية دلس، لاحتضان أول دفعة تكوينية له، بينما يحتضن مركز بلدية سي مصطفى تخصصا فلاحيا آخر، يتمثل في إنتاج الخضروات، كما يحتضن تكوينات تتعلق بصناعة "البيتزا"، وصناعة المصاعد، في محاولة للجمع بين تخصصات فلاحية وأخرى صناعية تعكس طابع الولاية رقم 35.

كما يسجل معهد التكوين المهني والتمهين لبلدية يسر، فتح تخصص صناعة غذائية آخر، وهو صناعة المشروبات والمعلبات، بينما انفرد معهد التكوين المهني والتمهين "طالب عبد الرحمان" الكائن ببلدية قدارة، بفتح تخصص خاص بقطاع المناجم، حيث فتحت على مستوى هذا المركز تخصصات الوقاية والأمن المنجمي، وسائق آلات استغلال المناجم، إلى جانب تخصص ميكانيك تصليح آلات الري. حسب السيدة هاجر بولحليب، مستشارة تكوين مهني ورئيسة مصلحة بمديرية التعليم والتكوين المهنيين، في تصريح لـ«المساء"، أن هذه التخصصات في المناجم في إطار التمهين، استقطبت أزيد من 20 ممتهنا، ينتظر أن يجدوا في مختلف المحاجر المترامية بإقليم بلدية قدارة أو ببلدية خروبة المجاورة، أبوابا مفتوحة لإجراء تربص تطبيقي قبل ولوج عالم الشغل من بابه الواسع، بالنظر للحاجة إلى مثل هذا التخصص، ومختلف التخصصات التي يوفرها قطاع التكوين والتعليم المهنيين بشكل عام، حيث تشير المعطيات إلى أن ما بين 60 و70 بالمائة من خريجي هذه المنظومة، يجدون منصب شغل في أقل من سنة عن تخرجهم.

تجدر الإشارة إلى أن قطاع التكوين المهني ببومرداس، أبرم 23 اتفاقية مع مختلف القطاعات خلال عامي 2021-2022، بهدف انفتاح القطاع على المحيط الاقتصادي، وهو ما من شأنه تحديد المؤهلات والمعارف التي يحتاجها المتعاملون الاقتصاديون والاجتماعيون. كما ننوه إلى أن الدورة التكوينية الجديدة لفيفري 2022، عرفت تنظيم عدة حملات تحسيسية قبيل انطلاقها لفائدة شباب الولاية، لاسيما في المناطق النائية والمعزولة، بهدف إعلامهم بمختلف التخصصات المبرمجة للدورة الجديدة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب نحو منظومة التكوين التي يعول عليها، لضمان يد عاملة مؤهلة لسوق الشغل وفي مختلف التخصصات.