المعهد الوطني للتكوينات البيئية

برنامج تحسيسي وتكويني للحد من أمراض الصيف

برنامج تحسيسي وتكويني للحد من أمراض الصيف
  • 647
❊م.أجاوت ❊م.أجاوت

سطّرت المصالح والهيئات التي تعنى بحماية وترقية المحيط البيئي والوسط الإيكولوجي، برنامجا تحسيسيا ووقائيا لمواجهة مختلف الأمراض التي تزداد خلال فصل الصيف. يرتكز هذا البرنامج على تنظيم دورات تكوينية لتوضيح كيفيات الوقاية من المخاطر التي تهدد الأوساط البيئية والصحة العمومية على حد سواء، لاسيما البرية والمائية كالشواطئ والبحيرات والأماكن التي يزداد الإقبال عليها في هذه الفترة من السنة.

يسعى هذا البرنامج التحسيسي المتنوّع ـ حسب المعهد الوطني للتكوينات البيئية الذي يعدّ فاعلا هاما فيه ـ إلى تقديم صورة توضيحية دقيقة وشاملة عن مختلف الرهانات والمخاطر التي تهدّد سلامة المحيط البيئي لفائدة الجمهور الواسع، بالاستعانة بخبراء ومنشطين بيئيين مختصين يتكفّلون بذلك عبر ورشات تكوين مفتوحة متنقلة عبر بلديات العاصمة، والفضاءات الأخرى التي تستقطب الزوّار والعائلات.

ويعمل أخصائيون في مجال البيئة وحماية المحيط، تابعون للمعهد ودار البيئة المنضووين تحت وصاية وزارة البيئة والطاقات المتجددة، على مرافقة المصطافين عبر الشواطئ والفضاءات الترفيهية، وتحسيسهم بخطورة التلوث الذي قد يصيب هذه الفضاءات البيئيةّ، حيث سيشرفون على دورات تكوينية وورشات مفتوحة لتسليط الضوء أكثر على هذه الانشغالات البيئية.

وخصّص المشرفون على معهد التكوينات البيئية في السياق، حيّزا هاما من الاهتمام بالأسباب الرئيسية المتسببة في أمراض الصيف، وعلى رأسها التسممات الغذائية وما يصاحبها من انعكاسات خطيرة على الصحة العمومية، حيث تم في هذا الإطار، تسطير برنامج خاص بالتنسيق مع المصالح التجارية المختصة وناشطي منظمات وجمعيات حماية المستهلك للتحسيس بخطورة التسممات الغذائية على الصحة، من خلال توعية المصطافين على مستوى الشواطئ ومحلات وأكشاك الأكل السريع غير المراقبة، ناهيك عن الوجبات والأطعمة التي يقدّمها الباعة المتجوّلون في مختلف هذه الفضاءات التي تستقطب الزوار خلال موسم الاصطياف.

كما يتم تقديم إرشادات قيّمة لقاصدي هذه الفضاءات لاقتناء الوجبات المحضّرة منزليا معهم، عوض المخاطرة بصحتهم في استهلاك مأكولات ومشروبات يجهل مصدرها أو كيفية تحضيرها، وما قد ينجر عن ذلك على سلامتهم، وهو ما يسعى أعوان المركز إلى تفاديه كلّ موسم اصطياف، خاصة على مستوى شواطئ البحر لاعتبارها الوجهة الأكثر استقطابا للمواطنين والعائلات خلال الصيف.

من جهة أخرى، خصّص المعهد في هذا المجال دائما، جانبا من النشاط التحسيسي والتوعوي في إطار مواجهة مخاطر أمراض الصيف، لموضوع التلوّث بمفهومه الواسع والشامل والمشاكل الرئيسية المتسبّبة فيه، وعلى رأسها النفايات بشتى أنواعها، ومدى انعكاسها الكبير على البيئة والأوساط الحية، حيث ستنظم ورشات متنقلة على مستوى الشواطئ لتوعية المصطافين بأهمية مشاركة الجميع خاصة الأطفال الصغار في محاربة التلوث والحفاظ على بيئة سليمة، وهذا من أجل تكوين جيل يضع البيئة وكيفية حمايتها ضمن أولوياته، من خلال دعوتهم لعدم رمي النفايات والقمامة وبقايا الأطعمة والمشروبات على الشواطئ، كونها المصدر الرئيسي لتلوّث المحيط، وبالتالي تهديد البيئة والصحة العمومية بشكل عام.

كما سيشرع في هذا الشأن، في تنظيم دورات تكوينية على مستوى دور البيئة بالبلديات الساحلية كالعاصمة، بومرداس وتيبازة... وغيرها، تتناول موضوع التلوث والنفايات خلال فصل الصيف وكيفية مواجهتها، حيث ستعطى خلالها مقترحات وحلول قيّمة حول كيفية التخلص منها والتقليل من تأثيرها على البيئة للوصول إلى ما يعرف بالاقتصاد الأخضر، إلى جانب شرح مختلف الطرق والتقنيات المعمول بها في مجال رسكلة وإعادة تدوير النفايات المنزلية والصناعية والاستفادة منها في الحياة اليومية.