البليدة
برنامج لإنجاز مفرغة عمومية في كل بلدية
- 1762
سطرت مصالح ولاية البليدة برنامجا يقضي بإنجاز مفرغة عمومية على مستوى كل بلدية؛ بهدف تخفيف الضغط عن مختلف مراكز الردم التقني، وكذا المفرغات العمومية التي بلغ أغلبها نسبة "تشبّع متقدمة جدا"، حسبما أعلن عن ذلك الوالي يوسف شرفة نهاية الأسبوع المنصرم، الذي أوضح على هامش زيارة لبلدية صوحان الجبلية (شرق الولاية)، أنه "تقرر في إطار المساعي المتواصلة للتكفل بالجانب البيئي على مستوى الولاية، إنجاز مفرغة عمومية على مستوى كل بلدية".
ذكر المسؤول أن "العائق الوحيد الذي يقف أمام تجسيد هذا المشروع، هو نقص العقار المناسب على مستوى عدد من البلديات لاحتضان مثل هذه المشاريع، لاسيما أن ذلك يتطلب مواصفات محددة، تتعلق خاصة بحماية الصحة العمومية والمحافظة على المحيط". وحسب المسؤول فقد تم رصد أغلفة مالية معتبرة لتجسيد هذا البرنامج البيئي، مشيرا إلى مباشرة مصالح البلديات إجراءات البحث عن الأوعية العقارية المناسبة؛ بغية بعث الأشغال في أقرب الآجال، على أن تُمنح الأولوية في البداية للبلديات التي تحصي كثافة سكانية مرتفعة على غرار أولاد يعيش وبوفاريك.
وفي هذا السياق، وقف الوالي في إطار هذه الزيارة ببلدية الأربعاء، على مشروع إنجاز مفرغة عمومية مراقبة، تتربع على مساحة أربعة هكتارات، ينتظر تسلّمها في غضون أربعة أشهر القادمة، مسديا تعليمات بإغلاق المفرغة المحاذية لها مطلع السنة المقبلة بعد بلوغها نسبة تشبع متقدمة. وكشف المسؤول عن تخصيص مبلغ مالي قدر بـ 35 مليار سنتيم لإنجاز مركز للردم التقني، سيتم بعث أشغاله قريبا، وهو المشروع المنتظر تسلمه خلال السداسي الأول من السنة المقبلة، ليتم الانطلاق بعدها في إنجاز مشروعين مماثلين في حال توفر الأوعية العقارية.
من جهة أخرى، تفقّد السيد شرفة وضعية الطريق الوطني رقم 08 الرابط بين بلدية الأربعاء (شرق البليدة) وتابلاط (ولاية المدية)، الذي أُغلق في شهر فيفري المنصرم بعد انهيار الطريق جراء انجراف التربة، حيث استمع لعرض حول مختلف المقترحات الكفيلة بإعادة تهيئة هذا الطريق الهام الذي يشهد كثافة مرورية كبيرة.
يُذكر أنه عقب إغلاق هذا الطريق الممتد على مسافة 18 كلم، تم استحداث طريق انحرافي يربط ما بين هذا الأخير والطريق الولائي رقم 46، وهي الوضعية التي تؤرق مستعمليه، الذين دعوا الوالي من عين المكان، إلى إيجاد حل لهذه الوضعية في أقرب الآجال.
إغلاق مفرغة بوقرة في جوان المقبل
قررت السلطات الولائية بالبليدة إغلاق المفرغة العمومية المتواجدة ببلدية بوقرة (شرق الولاية)، بصفة نهائية شهر جوان المقبل، بعد أن بلغت مرحلة "تشبع متقدمة جدا". وجاء هذا القرار في أعقاب الاحتجاجات الأخيرة المتكررة من سكان البلدية، الذين طالبوا بالإغلاق الفوري لهذه المفرغة العمومية، لاسيما أنها أضحت، حسبهم، "تشكل خطرا على الصحة العمومية في ظل تواجدها بمحاذاة الوادي وكذا العديد من البساتين والمستثمرات الفلاحية".
وبهدف تفادي كارثة بيولوجية خاصة في ظل تراكم كميات كبيرة جدا من النفايات على مستوى هذه المفرغة العمومية الواقعة بمدخل المدينة، تقرر جعلها تستقبل نفايات البلديات التابعة لدائرة بوقرة (أولاد سلامة وحمام ملوان وبوقرة) دون غيرها، بعدما كانت تستقبل سابقا نفايات مختلف البلديات.
وحظي هذا القرار الذي انتظره سكان البلدية منذ فترة طويلة، بترحيب كبير للسكان، الذين اعتبروه بمثابة "الحل المؤقت"، الذي سيضع حدا لمختلف المشاكل الصحية والبيئية التي طالما شكلت هاجسا للسكان؛ نتيجة الروائح الكريهة المنبعثة منها، والتي تسببت في إصابة العديد منهم بالحساسية، يقول عضو بجمعية "جيل الغد" وممثل عن المجتمع المدني بهذه البلدية، إسماعيل شامة.
وبهدف ضمان عدم عودة الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المفرغة المتربعة على نحو عشرة هكتارات، طالب سكان البلدية على لسان ممثلهم السيد شامة، بتوظيف شباب من المنطقة؛ لمراقبة النفايات التي تُكب في هذه المفرغة، التي كانت تستقبل خلال السنوات الماضية شتى أنواع النفايات من زوائد ومخلفات الدجاج، وأخرى استشفائية؛ الأمر الذي زاد من مخاوف السكان من تعرضهم وأبناءهم لأمراض الحساسية والجلد.
وحسب شهادات سكان هذه البلدية، فقد أجبرت هذه الوضعية العديد من العائلات على تغيير مقر إقامتها؛ خوفا من تعرض أفرادها لمختلف الأمراض الناجمة عن انبعاث الروائح الكريهة؛ كضيق التنفس وانتشار الحشرات الضارة.
وفي هذا السياق، عبّر سمير القاطن بمحاذاة هذه المفرغة، عن أمله الذي يتقاسمه معه سكان البلدية في استغلال هذه الأخيرة عقب إغلاقها بشكل نهائي شهر جوان المقبل لإنجاز مشاريع تنموية، على غرار مشاريع سكنية ومساحات خضراء، مستدلا بوادي الحراش بالجزائر العاصمة، الذي حُول إلى منتزه بعد أن كان أكبر نقطة سوداء بالعاصمة.
استحداث مراكز لتجميع النفايات
في إطار المساعي المتواصلة للتكفل بالجانب البيئي، تم استحداث لأول مرة بالولاية، مركز لتجميع النفايات ببلدية الصومعة، دخل حيز الخدمة منذ نحو أسبوع، سيساهم في تخفيف تنقّل شاحنات نقل النفايات نحو المفرغات العمومية. ويشكل هذا المركز الجديد من نوعه، مقصد مختلف شاحنات نقل النفايات التابعة لبلديات الجهة الشرقية للولاية، التي تقوم بكبها في هذا المركز، لتتكفل شاحنة كبيرة أخرى بقدرة حمولة تقدر بـ 40 طنا، بنقل النفايات إلى المفرغات العمومية، حسبما كشف عنه السيد شرفة.
ومن المنتظر أن يتم اقتناء شاحنات مماثلة مستقبلا، مع العلم أن حمولة الشاحنة الواحدة تعادل ما تنقله عشر شاحنات لنقل النفايات، حسب المتحدث، الذي كشف عن مشروع استحداث مركز مماثل على مستوى الجهة الغربية للولاية.