الجلفة
بعث مشروع مركز مكافحة السرطان
- 1392
نظم مئات المواطنين بمدينة الجلفة مساء أول أمس السبت، مسيرة سلمية للمطالبة ببعث مشروع مركز مكافحة مرض السرطان، حسبما لوحظ. وانطلقت المسيرة بطابعها السلمي في حدود الساعة الخامسة مساء من وسط المدينة بمحاذاة مقر البلدية في اتجاه الشارع الرئيس المؤدي إلى مقر الولاية، حيث رفع المحتجون الذين كان أغلبهم يلبسون سترات بيضاء، بالونات بنفس اللون ولافتات وقصاصات ورقية تحمل مطلبهم كمقترح؛ من أجل ”فك العناء عن مرضى الولاية، الذين يتكبدون مشقة عناء السفر إلى مستشفيات العاصمة والبليدة”.
في تصريح لوأج أكد عزيز بوزكري أحد الشباب ممن كان في الصفوف الأولى للمسيرة، أن ”الغرض من تنظيم هذه الوقفة والمسيرة السلمية البيضاء هو إسماع صوتنا السلطات المركزية، للاستجابة للمطلب الواحد والموحد لمواطني الولاية، الذي يتعلق بضرورة بعث مشروع إنجاز مركز لمكافحة مرض السرطان”. وأضاف شاب آخر كان يدافع هو وأقرانه بقوة عن مشروع مركز مكافحة السرطان: ”آهات المرضى هي ما جعل من هذا التحرك ضرورة ملحّة من أجل أداء الواجب وعدم التنصل من مسؤولية الوقوف إلى جانبهم؛ فمنهم من لم يجد من يتكلم عنهم ويسمع آلامهم، ومنهم من عانى إرهاق رحلات العلاج سنوات وسنوات دونما الحديث عن أمل الشفاء”.
وأكد لوأج السيد صباح، أحد المرضى الذي عانى مع ”المرض الخبيث” 10 سنوات، أن ”المعاناة التي يعرفها مريض السرطان والتي تبدأ برحلات العلاج ومضاعفاته؛ من ارتفاع جنوني لدرجة حرارة الجسم، يضاف إليها ما يكابده المريض من عناء السفر بعد ذلك مباشرة، يحتّم ضرورة وجود مركز علاج قريب من المرضى بولاياتهم”.
من جانبه، أكد الجامعي والباحث بن سالم المسعود أن ”مشاركته في هذه المسيرة بمثابة وفاء لضحيتين من أقاربه، عانتا من المرض الخبيث، وعانتا أكثر من مشقة السفر للعلاج وأخذ الحصص الكميائية والإشعاعية، ليفارقا الحياة بدون رجعة”. وبهذه الحسرة يقول: ”أردت أن يكون لمواطني ولايتي الحق في مركز علاج قريب منهم؛ لعله يبعث أمل الشفاء”.
وجاء في بيان صحفي تم توزيعه في المسيرة من طرف المبادرين الذين جمعتهم منصة التواصل الاجتماعي، عدة مطالب، منها ”رفع التجميد فورا وبدون أي تأجيل، عن مشروع مركز علاج السرطان” الذي تقدر طاقة استيعابه بـ 140 سريرا، وسبق أن تم تسجيله لصالح الولاية، وتم إنجاز دراسته، ليتم بعد ذلك تجميد مشروعه. كما جاءت في البيان عدة مطالب أخرى في نفس النسق. وأعاب البيان سلسلة تأجيلات المشروع وتجميده بداعي التقشف في مشروع يكتسي أهمية لولاية مليونية ذات نمو ديمغرافي كبير، حسب نفس النص، الذي أبان عن أن معطيات تفشي مرض السرطان تكشفها عدة دلالات، أهمها تكفل جمعيتين بالمرضى، ومنها جمعية شعاع الأمل التي تسجل أزيد من 1500 مريض تتكفل بهم في كثير من المناحي.
وبعد أن سارت الحشود باتجاه مقر الولاية، وهي المسيرة التي جمعت كل أطياف المجتمع من نواب برلمانيين سابقين وفعاليات المجتمع المدني ومن الحركة الجمعوية ومواطنين وكذا أقارب مرضى عانوا من مرض السرطان، جلس المحتجون على قارعة الطريق؛ في سلوك حضاري، أريد به تمرير رسالة جماعية، وهي المطالبة بمركز مكافحة السرطان، لتُختتم التظاهرة بإطلاق بالونات هوائية بيضاء تعالت في السماء.