بلديات معسكر تغرق في النفايات

بلديات معسكر تغرق في النفايات
  • 2784
❊ ع. ياسين ❊ ع. ياسين

لم تشهد معسكر من قبل عجزا في جمع النفايات المنزلية كالذي تعيشه اليوم؛ الأمر الذي خلّف استياء كبيرا لدى سكان بلديات الولاية، الذين ذكروا أنهم استعملوا جميع المنابر للتنديد بالتدني الكبير لخدمات المؤسسة العمومية المكلّفة بالتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية، لكن الأمور بقيت على حالها، معلقين آمالهم على صفقة دعم حظيرة شاحنات مؤسسة النظافة وجمع النفايات، التي ستظهر ثمارها قريبا.

أينما يُولِ المواطن وجهه في أي حي من أحياء بلديات ولاية معسكر يصطدم بالحجم الهائل للنفايات المنزلية المتراكمة في ركن كل حي، منثورة عمدا على الرصيف وجنبات الطرق الحضرية والريفية والغابات والوديان.

ويلاحظ الزائر أن مئات الأطنان من النفايات المنزلية التي يخلّفها يوميا المواطنون، عجزت أمامها المؤسسة العمومية المكلفة بالتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية بروبريك، التي أُعلن عن إفلاسها في الكثير من المناسبات رغم محاولات السلطات الولائية إنعاشها سواء بدعم مالي أو مادي.

الوضع الحالي للمؤسسة العمومية المكلفة بالتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية، حسبما جاء على لسان والي معسكر حميد بعيش والناجم عن عدم امتلاكها العدد الكافي من شاحنات نقل النفايات، لا يمكّنها من أداء مهامها على أحسن وجه، الأمر الذي تطلّب اتخاذ جملة من الإجراءات، أهمها تخصيص مبلغ مالي هام قدره 40 مليار سنتيم لاقتناء 35 شاحنة، بالإضافة إلى الترخيص لعدد من البلديات باقتناء 12 شاحنة.

وكشفت مصالح ولاية معسكر في صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، عن أنه تنفيذا لصفقة اقتناء 35 شاحنة لنقل النفايات المنزلية، ستشرع مصالح الولاية ابتداء من يوم الخميس المقبل، في تسلم الحصة الأولى من الشاحنات قبل أن تليها أخرى خلال الأيام المقبلة، حتى يتم تجديد العتاد المهترئ للمؤسسة العمومية المكلفة بالتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية، وتمكينها من تقديم خدمات نوعية.

وأكد مصدر من المؤسسة المكلفة بالتنظيف وجمع ونقل النفايات المنزلية، أن حظيرة المؤسسة حاليا لا تتوفر إلا على 22 شاحنة، كثيرا ما تتعطّل، وتُستعمل في عمليات جمع ونقل النفايات المنزلية عبر مختلف بلديات الولاية، وأن اقتناء شاحنات جديدة أضحى أمرا حتميا.

وما زاد من الانتشار المحسوس للنفايات وما ينجم عنها من انبعاث للروائح الكريهة، انعدام حاويات القمامة بالكثير من أحياء بلديات الولاية، وهي الوضعية التي يتحمل أوزارها رؤساء البلديات؛ كونهم المسؤولين عن اقتنائها والسهر على النظافة العمومية، مثلما تشير إليه المادة 88 من قانون البلدية.

ومن الظواهر السلبية في مجال البيئة بولاية معسكر، تجاهل سلطات ولاية معسكر الأطنان من النفايات التي يخلّفها التجار يوميا، والتي يتكفل عمال المؤسسة العمومية لجمع النفايات المنزلية بنقلها بالمجان، حيث يتساءل العديد من المواطنين كيف لمؤسسة مفلسة مهمتها جمع نفايات منزلية، أن تكلَّف بنقل نفايات التجار بالمجان رغم أن هؤلاء  التجار مجبَرون على نقل نفاياتهم إلى مركز الردم التقني.

ويجد عمال المؤسسة، يوميا، أنفسهم أمام أطنان من النفايات التي يخلفها التجار بالأسواق وأمام محلاتهم وحتى بجوانب الطرق والوديان؛ الأمر الذي يتطلب التدخل من طرف السلطات الولائية للحدّ من هذه الظاهرة، التي أضحت عبءا كبيرا على مؤسسة مفلسة.