باقتراب الافتتاح الرسمي لموسم الاصطياف 2024

بومرداس تنتقل إلى السرعة القصوى لإنجاح هذا الحدث

بومرداس تنتقل إلى السرعة القصوى لإنجاح هذا الحدث
  • القراءات: 350
حنان. س حنان. س

فتح حظيرة الملعب الأولمبي ببومرداس بقدرة 2000 سيارة استثنائيا

دعوة إلى استعمال المُؤثرين والمُدونين الشباب للترويج لوجهة بومرداس

تسابق السلطات المحلية ببومرداس الزمن، لاستكمال التحضيرات الخاصة باستقبال موسم الاصطياف 2024، حيث تتواصل حاليا عمليات التهيئة على مستوى 45 شاطئا مسموحا للسباحة، على شريط يمتد عبر 10 بلديات ساحلية، كما تتواصل عمليات التنقية على مستوى فضاءات الراحة والحدائق العمومية، بينما تجندت مختلف المصالح وفعاليات المجتمع المدني، لإنجاح هذا الحدث السياحي والاجتماعي والاقتصادي الهام، وسط تحديات كثيرة، أبرزها قدرات الإيواء التي لا تواكب الطلب، مقابل حتمية رفع الأسعار، ناهيك عن العجز في التنويع ما بين العروض السياحية، حيث يبقى الموسم الصيفي مربوطا بالشواطئ، رغم المقومات السياحية الكبيرة لعاصمة الصخرة السوداء.

تستقبل ولاية بومرداس، خلال كل موسم صيفي، تدفقا سياحيا كبيرا، بفضل العديد من العوامل، لعل أهمها، قربها الجغرافي من العاصمة ومن المطار الدولي "هواري بومدين"، وشبكة طرقات هامة، على رأسها السيار شرق-غرب، وطول شريطها الساحلي الممتد على 107 كلم، وغيرها من المعطيات التي تساهم في جعلها محطة جذب سياحي تتصدر المراتب الأولى وطنيا من حيث عدد المصطافين، ما يجعل التحضير لهذا الحدث السنوي الهام يستحوذ على اهتمام السلطات ومختلف الشركاء والفاعلين.

تجنيد متعدد القطاعات لإنجاح الحدث الموسمي

كشف، في هذا الصدد، مديرية النقل، عن وضع مخطط خاص لضمان سيولة في نقل السياح والمصطافين نحو مختلف الشواطئ، من خلال تجنيد الحظيرة الولائية للنقل، وتخصيص 2000 مقعد إضافي، لضمان سيولة في حركية تنقل الأشخاص. كما أجرت المديرية خرجات نحو مختلف الشواطئ، للوقوف على المسالك المؤدية إليها، بالتالي وضع وسيلة نقل تتلاءم مع تلك المسالك. وقامت كذلك بدعم وسائل النقل عبر محطات القطار بكل من برج منايل، الثنية وبومرداس، وهي المحطات المرتقب أن تستقبل زوارا من ولايات شرق البلاد، لاسيما ولاية المسيلة، لتسهيل تنقل هؤلاء نحو مختلف شواطئ البلديات الساحلية، ناهيك عن تمديد ساعات عمل "حافلات بومرداس" إلى غاية منتصف الليل، مع إمكانية تمديد ذلك حسب الطلب.

فيما جندت مديرية الشباب والرياضة كل قدرات الإيواء لديها، لاستقبال وفود الزائرين، لاسيما من ولايات الجنوب والولايات المستحدثة مؤخرا، حيث تحصي المديرية حوالي 1500 سرير، موزعة عبر 7 بيوت للشباب و5 مخيمات للشباب، مع تسطير برنامج ترفيهي خاص، سواء على مستوى مراكز الإيواء المذكورة، أو على الشواطئ، بما فيه تنظيم حملات تحسيسية حول مخاطر عدة آفات اجتماعية. كما كان للقطاع مساهمة خاصة هذا الموسم، من خلال فتح حظيرة السيارات للمعلب الأولمبي "جيلالي بونعامة" ببلدية بومرداس، الذي يستع لحوالي 2000 سيارة، بهدف دعم الحظائر بذات البلدية وبأسعار رمزية فيما خصصت الساحة الخارجية لنفس الملعب للحافلات.

مصالح الأمن والدرك والحماية في الصفوف الأولى

جندت، من جهتها، مختلف المصالح الأمنية، قدراتها البشرية، وحشدت كل الإمكانيات المادية والعتاد، من أجل ضمان راحة وأمن زوار الولاية، برسم الموسم الصيفي 2024، حيث سخر أمن ولاية بومرداس 2000 شرطي، في إطار المخطط الأزرق، لتأمين كل الأماكن والساحات العمومية التي تشهد توافدا كبيرا، لاسيما ليلا، وكذا تأمين المصطافين على مستوى 5 شواطئ بإقليم الاختصاص، فيما جندت مصالح المجموعة الإقليمية للدرك الوطني، من جهتها، كل فصائل الأمن والتدخل للمجموعة، بهدف تأمين 40 شاطئا في إقليم الاختصاص، منها 14 شاطئا يتم تأمينها 24 ساعة يوميا، والتي تتوفر على مراكز حراسة، تقوم بتغطية أمنية من شاطئين إلى 3 شواطئ، والباقي يتم تأمينها عبر دوريات.

إلى جانب السهر على السيولة المرورية على شبكة طرقات، ومنها الطرق الوطنية 05 ،24 و12، والطريق الاجتنابي زرالدة-بودواو، وكذا 32 كلم على السيار شرق-غرب، وهو ما يعمل على تسهيل الحركة المرورية وتنظيمها بما يضمن تنقل العائلات من بومرداس والوافدين إليها من ولايات الوطن وزوارها من المغتربين والأجانب، بأريحية، وهي الحركية التي ينتظر أن تشهد توافدا كبيرا هذه السنة، بعد فتح الشطر الثاني من الطريق الاجتنابي لمدينة بومرداس، المنتظر مع حلول موسم الاصطياف الوشيك.

في حين جندت مصالح الحماية المدنية كل قدراتها البشرية وعتادها، للسهر على نجاح موسم الاطصياف، حيث تم في هذا الصدد، توظيف 450 حارس موسمي لشهر جوان، فيما سيرتفع العدد تدريجيا خلال شهري جويلية وأوت، يضاف لهم 93 عون حماية مدنية من مختلف الرتب، مع تنظيم يوم دراسي تكويني لفائدة رؤساء مراكز حراسة الشواطئ، يدخل ضمن التحضيرات الاستباقية لموسم الاصطياف 2024، دون إغفال الإشارة إلى تجند باقي القطاعات، على غرار الثقافة التي تتحضر لاستقبال وفود ثقافية عن أزيد من 10 ولايات، بما فيها الولايات الجديدة المستحدثة، وتوقع تنظيم أزيد من ألف نشاط ثقافي عبر جل المراكز الثقافية بالولاية، وكذا العروض الشاطئية والسهرات الليلية.

تتحضر، من جانبها، الغرفة الولائية للصناعة التقليدية، لتنشيط معارض الحرف التقليدية بعدة أماكن، أهمها معرض الواجهة البحرية، وبعض الساحات العمومية، وحتى غابة الساحل بزموري، المتوقع أن تستضيف معرضا خاصا للحرف التقليدية، وقطاعات أخرى كل في مجاله، لإنجاح هذا الحدث السياحي ذي الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية الهامة، غير أن التحدي الحقيقي، يكمن في مدى تماشي قدرات الإيواء مع التدفق السياحي المتزايد، بالنظر للعجز المسجل بالولاية من هذه الناحية، رغم تسجيل دخول منشآت فندقية، إلا أن الأسعار تبقى بعيدة عن المتناول، كما أن غياب ترويج سياحي حقيقي لوجهة بومرداس، ليس فقط من طرف الوكالات السياحية التي تروج لوجهات أجنبية على حساب المنتج المحلي، لعدة أسباب، وعدم استعمال الترويج السياحي الجديد، مثل اللجوء إلى المُؤثرين الشباب والمُدونين.. كحتمية برزت بقوة، لابد للجهات المختصة أن تضعها في الحسبان... كلها تحديات جديدة لا بد من مواكبتها.