ملتقى تحديات تفعيل حاضنات الأعمال الرقمية في الجزائر
تأكيد على تشجيع الطلبة لإنشاء مشاريع ناشئة
- 795
دعا المشاركون في الملتقى الوطني "حول تحديات تفعيل حاضنات الأعمال الرقمية في الجزائر كآلية لدعم المشاريع الناشئة للطلبة الجامعيين"، إلى الاستفادة من نماذج دولية ناجحة في تفعيل حاضنات الأعمال الرقمية الداعمة للمشاريع الناشئة للطلبة الجامعيين، والإحاطة بالعراقيل التي تحول دون مرافقة الجامعة لمشاريع الطلبة، مع العمل على تدارك الفجوة بين مخرجاتها ومتطلبات سوق الشغل؛ حيث طالبوا بتسليط الضوء على آليات تبنّي حاضنات الأعمال الرقمية، وربطها بالجامعة؛ كشريك مهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وشدد المشاركون في هذا الملتقى الذي احتضنته كلية الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة 3، مؤخرا، على ضرورة انتقاء المشاريع غير المكررة ذات النوعية العالية من خلال الإنتاج والأداء، مع العمل على حماية حقوق الملكية الفكرية لهذه المشاريع.
وطالب المشاركون في الملتقى الوطني من 24 جامعة وطنية، باقتراح البدائل؛ من خلال توجيه الطالب الجامعي إلى مشاريع تخرّج تتوافق مع متطلبات بيئة الأعمال؛ بالتأكيد على أهمية المقاولاتية، وتشجيع المشاريع والأفكار الإبداعية وآليات مرافقتها أكاديميا ومهنيا، مع مناقشة الدعائم التي تجعل مشاريع تخرّج الطلبة على شكل نماذج ريادية للأعمال تحت رقابة الحاضنات الرقمية، فضلا عن تسليط الضوء على أهمية توظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة، التي تساهم في تفتّح الجامعة الجزائرية على المحيط الاقتصادي والاجتماعي، وإحاطتها بكل المعلومات التي تجعلها تحتضن الأفكار والمشاريع الناشئة.
وأجمع المتدخلون في هذه التظاهرة من عدة جامعات على غرار خنشلة، وباتنة، وأم البواقي، والبويرة، والطارف... وغيرها، على مراهنة الجامعات الجزائرية في تشجيع طلبتها على إنشاء مشاريع ناشئة، وتحويل مساهماتهم البحثية إلى عمل استثماري داعم لعجلة التنمية؛ بما يساهم في تقديم خدماتهم للمجتمع، وتهيئة المناخ المناسب للعنصر البشري المبدع الذي يحمل كفاءة أكاديمية من جهة، وتفعيل بنية تحتية تكنولوجية؛ من خلال حاضنات رقمية توفر كل الإمكانيات لتجسيد المشروعات ميدانيا وربطها مع متطلبات واحتياجات سوق العمل؛ من خلال تكوين حلقة مشتركة بين مشاريع الطلبة وحاضنات الأعمال التي تمتلك خبرة في كل المجالات، من جهة أخرى.
وأكد المحاضر خالد بن دراح من جامعة عمار ثليجي بجامعة الأغواط في مداخلته حول "المقاولاتية في الجزائر: المحددات والآفاق"، أن هذه المشاريع الناشئة تجعل من المشروعات المحتضنة رقميا، تحقق الأهداف المرجوة اقتصاديا، وتنمويا، واجتماعيا، واتصاليا؛ من أجل تنمية الاستثمار في رأس المال الفكري، وحل مشكلة البطالة، وتشجيع قيام الاستثمارات في تلك المشاريع الناشئة ذات الجدوى الاقتصادية؛ لتحسين الوضع الاقتصادي للدولة، وتحقيق النمو والتطور، وهو الأمر الذي يجعل للجامعة ـ حسبهم ـ مكانة متميزة من ركائزها؛ من خلال اعتماد التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال.
وتحدّث الأستاذان إسماعيل يحياوي وعبد الرحمان عداد من جامعة طاهري محمد ببشار، في مداخلتهما حول دور الجامعة في تنشيط سوق العمل بالجزاير، عن سعي كل الدول لتطوير منظومة للتعامل داخل مؤسساتها المختلفة؛ من خلال استحداث طرق جديدة ترتكز على التكنولوجيات الحديثة للإعلام والاتصال، خاصة مع التطورات، التي استدعت ضرورة تبنّي آليات فعلية لحاضنات الأعمال الرقمية، من شأنها مرافقة المشاريع الطموحة للشباب، خاصة منها فئة الطلبة الجامعيين، مؤكدين أن الجزائر حاولت، مؤخرا، استحداث مشروع حاضنات لمشاريع المؤسسات المصغرة، والعمل على تطوير ريادة الأعمال، مع وجود عدة رهانات؛ على غرار البنية التحتية الرقمية بشكل خاص، حال دون تطبيق أساسيات المشاريع الريادية للأعمال التي تساهم في جعل الجامعة منطلقا للمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ من خلال أفكار يقترحها الطالب الجامعي على شكل مشروع للتخرج.
وأوضح المحاضر عبد الحميد بوشوشة من جامعة صالح بوبنيدر في مداخلته حول أولوية تعميم التجارب الناجحة للحاضنات في قطاعات خارج الجامعة، أنه لا بد من تنويع المشاريع الناشئة؛ من خلال التركيز على قطاعات أخرى تخدم الجانب الاقتصادي الخدماتي، بدل تركيز كل المشاريع على الأفكار الأكاديمية فحسب، مشيرا في نفس السياق، إلى أن الأولويات تبقى ضرورة تبنّي آليات فعلية، تجعل مشاريع تخرج الطلبة على شكل نماذج ريادية للأعمال تحت رقابة الحاضنات الرقمية، خاصة أن الجامعة تنتج كفاءات من حاملي الشهادات الجامعية.