فيما تزداد حوادث "القاتل الصامت" مع انخفاض درجات الحرارة

تثبيت 726 ألف كاشف للغاز بقسنطينة

تثبيت 726 ألف كاشف للغاز بقسنطينة
  • 184
زبير. ز زبير. ز

❊ عدّاد ضحايا التسممات بأحادي أكسيد الكربون ينطلق

تواصل مديرية توزيع الكهرباء والغاز بعلي منجلي بقسنطينة، تنفيذ واحدة من أكبر العمليات الوقائية على مستوى الولاية، بعد نجاحها في تثبيت أزيد من 726 ألف كاشف لأحادي أكسيد الكربون عبر مختلف البلديات، بنسبة تقدم بلغت 86 بالمائة في إطار المساعي الرامية إلى الحد من الحوادث المنزلية، الناجمة عن التسربات الغازية، وحماية السكان من مخاطر "القاتل الصامت".

وتشمل العملية التي تمتد على إقليم نشاط المديرية بكل من عين عبيد وابن باديس وأولاد رحمون والخروب وعين سمارة والمقاطعة الإدارية علي منجلي، تركيب جهازين مجانا لكل زبون بعد معاينة الشبكة الداخلية للغاز، والتأكد من مطابقتها للشروط التقنية، ولضوابط السلامة. وأوضح مدير التوزيع بعلي منجلي سفيان بوغرارة، أن العدد الإجمالي للكواشف التي جرى تثبيتها بلغ 726 ألف و267 جهاز، استفاد منها أزيد من 863 ألف مسكن، مضيفا أن الفرق التقنية المكلفة بالعملية تُجري اختبارا فوريا لصلاحية كل جهاز بحضور الزبون؛ لضمان فعاليته.

وأشار المسؤول إلى أنه رغم وتيرة التقدم المسجلة، إلا أن العملية تواجه عراقيل ميدانية، أبرزها تسجيل 20 ألف حالة غياب للزبائن، وهو ما تَسبب في تأخر استكمال البرنامج. ودعا المواطنين المتأخرين إلى التقرب من وكالاتهم التجارية مرفقين بفاتورة الاستهلاك، وببطاقة التعريف الوطنية لتحديد موعد جديد لتركيب الكاشف.

وفي سياق تعزيز ثقافة الوقاية، أشار بوغرارة إلى أن المديرية شاركت رفقة مصالح الحماية المدنية، في قافلة تحسيسية توجهت إلى حي 114 مسكن اجتماعي بابن باديس، بهدف توعية السكان بالاستخدام الآمن للغاز الطبيعي، وأهمية صيانة الكواشف، ومراقبة البطاريات، إلى جانب التأكيد على ضرورة عدم تغيير مكان تركيب الجهاز، وتركه في النقطة التي حددتها الفرق التقنية؛ باعتباره منبها استباقيا ينذر باكتمال الخطر.

حملات تحسيسية مكثفة

كما ذكّر المدير بضرورة توفير تهوية دائمة داخل المنازل، داعيا المواطنين إلى الاتصال بالرقم 3303 للإبلاغ عن أي انشغال، مؤكدا التزام مديريته بشعار "ذات المواطن" الذي يربط المؤسسة بالمستهلك بعقد أخلاقي قبل أن يكون ماديا. للتذكير، فقد أُطلقت العملية لأول مرة بقسنطينة في 5 ديسمبر 2023، بالوحدات الجوارية 1 و15 بالمدينة الجديدة علي منجلي، للحد من حالات الاختناق بأحادي أكسيد الكربون، عبر تزويد المواطنين بكواشف مجانية بعد التأكد من سلامة الشبكات الداخلية.

ومن جهة أخرى، سجلت المديرية خلال الأسبوع الماضي، 3 حوادث تخريب وسرقة، تمثلت الأولى في سرقة 7 أمتار من الكابل الكهربائي بحي 2000 مسكن "عدل" بعلي منجلي؛ ما استدعى تدخلا سريعا لإعادة التيار. كما تم تسجيل حادثتي تخريب للتوصيلات الغازية بكل من بلدية عين عبيد؛ حيث اندلع حريق بفعل تدخُّل مجهول، وبحي حريشة عمار بعين سمارة، ليتم إعادة الطاقة في أقرب الآجال بعد تدخّل المصالح التقنية.

" القاتل الصامت" يبدأ في حصد الضحايا

وفي سياق ذي صلة، سجلت مصالح الحماية المدنية بولاية قسنطينة، مع الانخفاض المحسوس في درجات الحرارة التي تصل إلى صفر وواحد درجة في الفترات المسائية والليلية، ارتفاعا في عد التدخلات الخاصة بإسعاف المصابين في حوادث التسمم بالغاز؛ إذ تم إحصاء خلال 24 ساعة، 4 تدخلات، مع تسجيل إسعاف 9 أشخاص من كلا الجنسين، ومن مختلف الأعمار، كانوا على وشك الهلاك.

ورغم الحملات التحسيسية عبر المساجد والمدارس ومراكز ومعاهد التكوين المهني، إلا أن حوادث التسمم بالغاز خلال اليومين الفارطين، سجلت أرقاما تدعو إلى الحيطة والحذر أكثر. حيث أسعفت مصالح الحماية المدنية، نهاية الأسبوع الفارط، أثقل حصيلة بالوحدة الجوارية رقم 17 بالمدينة الجديدة علي منجلي، من خلال إسعاف 5 أشخاص من كلا الجنسين، تتراوح أعمارهم بين 08 سنوات و54 سنة، كانوا في حالة دوار وغثيان بعدما تعرضوا لتسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أنبوب تصريف الغازات للمدفأة.

وتدخلت مصالح الحماية المدنية في نفس اليوم بحي 1100 مسكن بحي زاوغي سليمان ببلدية قسنطينة، لإسعاف شخص من جنس أنثى في السبعينات من العمر، وجدت صعوبة في التنفس، وكانت في بداية التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة. كما تدخلت الحماية المدنية بالوحدة الجوارية 1 بالمدينة الجديدة علي منجلي، لإسعاف ضحية من جنس أنثى في الثلاثينات من العمر، كانت في حالة غثيان، وكانت في بداية التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة.

وتدخلت المصالح المذكورة في نفس اليوم بحي 774 مسكن تساهمي بالوحدة الجوارية رقم 14 بالمدينة الجديدة علي منجلي، لإسعاف شخصين اثنين، جراء استنشاقهما غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من المدفأة. ويتعلق الأمر بفتاة في العشرينات من العمر، كانت فاقدة للوعي، وطفل صغير يبلغ من العمر حوالي عاما ونصف عام. ولحسن الحظ كانا في حالة جيدة، فتم إسعافهما بعين المكان، وتحويلهما إلى مستشفى علي منجلي.

دعوة لتفقُّد أجهزة التدفئة

زارت مصالح الحماية المدنية التي توصي في هذه الليالي الباردة بتخصيص دقيقة من الوقت لتفقُّد لون الشعلة، والحرص على ترك فتحات للتهوية، والاتصال بأرقام النجدة 14 أو 1021. وفي خطوة لترسيخ ثقافة الوقاية والوعي الجماعي لتفادي الأضرار الناجمة عن هذه الأخطار، زارت الحماية المدنية عددا من المساجد خلال يوم الجمعة الفارط. حيث قدّم أعوانها دروسا قبل خطبة الجمعة بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف، ضمن الحملة الوطنية للوقاية من أخطار موسمي الخريف والشتاء التي أطلقتها المديرية العامة للحماية المدنية، تحت شعار "...شتاء بلا حوادث ..من  أجل دفء آمن".

وشملت الدروس التي انطلقت مند أسابيع، تقديم نصائح وإرشادات وقائية وتحسيسية حول الوقاية من أخطار الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، وكذا أخطار الفيضانات. واستهدفت مساجد "الأمير عبد القادر" ببلدية قسنطينة، ومسجد "موسى بن نصير" ببلدية عين السمارة، و«زيد بن ثابت" ببلدية حامة بوزيان، ومسجد  "علي بن أبي طالب" ببلدية ديدوش مراد، و«عبد الحميد بن باديس" ببلدية بني حميدان، و«خالد بن الوليد" ببلدية أولاد رحمون، و"أحمد حماني" ببلدية عين أعبيد، و«البراء بن مالك" ببلدية ابن باديس، ومسجد "بورصاص الشريف" ببلدية مسعود بوجريو، على أمل أن تلقى آذانا صاغية؛ للتقليل من حوادث التسمم بالغاز داخل المنازل.