مسلخ الحراش ضيق والمتواجد بالكاليتوس نموذجي

تجار اللحوم بالعاصمة يطالبون بمذبح عصري

تجار اللحوم بالعاصمة يطالبون بمذبح عصري
  • 425
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

رفع تجار اللحوم الحمراء، نداء للسلطات المعنية بضرورة فتح أسواق الجملة، خاصة بمهنتهم، مؤكدين في حديثهم لـ"المساء"، أن العاصمة بحاجة إلى مذبح عصري يليق بها، لتوفير لحوم نوعية للمستهلك، من خلال إنجاز مذابح صناعية بمعايير حقيقية، يتم على مستواها الذبح وتحويل اللحوم وتبريدها، عكس المذابح الحالية التي لا تتوفر على الشروط الضرورية لممارسة هذه النشاط.

أكد أصحاب المهنة، أن غلق مذبح "رويسو"، وعدم تعويضه بآخر، أثر على نشاطهم، في ظل النقص الكبير في المذابح، ما عدا مذبح الحراش والكاليتوس وأولاد فايت، التي تعد ـ حسبهم ـ "غير كافية"، وقد قامت "المساء" بزيارة إلى مذبح الحراش لرفع انشغالات العمال.

 

مذبح جديد "مشروع" قيد الدراسة منذ 2006

أوضح تجار اللحوم لـ"المساء"، أن العاصمة لا تتوفر حاليا على مذبح يليق بها، حيث تم الحديث فيما سبق عن مشروع مذبح بمنطقة بابا علي ببئر توتة، الذي تمت المصادقة عليه سنة 2006، غير أنه لم يتحقق على أرض الواقع، بسبب انعدام الأرضية، موضحين أن السلطات الولائية وعدت بإنجاز مذبح عصري بمقاييس عالمية، لكن المشروع لم ير النور، رغم المراسلات المتكررة التي قاموا بها إلى مختلف الجهات.

وتساءل محدثو "المساء"، عن مشروعي إنجاز مذبح عمومي بمقاطعة بئر توتة، وسوق جملة عصري للحوم، موجهين نداء مستعجلا إلى والي العاصمة محمد عبد النور رابحي، لتجسيد المشروعين على أرض الواقع، لاسيما أن مذبح الحراش لم يعد يتسع للجميع، لصغر مساحته.

وأشاروا إلى أن مشروع المذبح، سيساهم في دعم الخزينة العمومية، باعتبار أن مذبح "رويسو" سابقا، كان يساهم بحوالي مليار سنتيم ونصف المليار، وإغلاقه خسارة كبيرة، مذكرين بأنهم قاموا بمراسلات عديدة إلى والي العاصمة، من أجل طرح هذا الإشكال، وتنويره بأفكار أصحاب المهنة من أجل تحقيق الاستثمار، لاسيما وأن السلطات العليا للبلاد، شددت على فتح أبواب الاستثمار.

 

ضيق مساحة المذبح و"الباركينغ" بالحراش

أفاد مهنيو مذبح الحراش، أنهم يعملون في ظروف صعبة، في انتظار إنجاز مذبح عصري مجهز بعتاد حديث، للقضاء على أزمة المذابح، حيث تحدثوا عن ضيق المذبح، الذي لا يتسع للجميع وعدد عماله محدود، ولا يمكنهم أن يجدوا راحتهم في العمل وسط الازدحام، خصوصا في المناسبات والأعياد، مؤكدين، أنهم "يعملون خلال العيد، على استقبال المواطنين وأضاحيهم بأعداد محدودة"، يقول أحدهم.

كما قال آخر، أن "ضيق حظيرة المركبات داخل المذبح مشكل آخر، حيث يجدون صعوبات في الدخول والخروج، علما أن المذبح موجود بأحد شوارع بلدية الحراش الضيقة، ويعرقل حركة المرور في أوقات الذروة.

وأوضح عامل آخر، أن مذبح الحراش، يستقطب تجار العديد من البلديات التي لا تملك مذبحا، على غرار بلدية باش جراح والدار البيضاء، وكذا السمار (جسر قينسطنة) وباب الوادي وحتى من غرب العاصمة، وتحديدا بلدية الدويرة، لذا على السلطات المعنية توفير الحلول.

 

مذبح الكاليتوس "نموذج" يستحق التعميم

الحديث على مذابح العاصمة، دفع إلى اكتشاف من خلال تصريحات أصحاب المهنة، أن مذبح الكاليتوس، عصري ويستقبل أكبر عدد من أصحاب الماشية، قادمين من مختلف البلديات بالعاصمة، والذين وجدوا فيه تقنيات جد متطورة في استقبال وذبح وسلخ الماشية وحفظ اللحوم وبيعها. 

يتربع هذا المرفق، على مساحة إجمالية تفوق 12 ألف متر مربع، ويحتوي على أحدث الوسائل والآلات المخصصة لذبح وتقطيع الذبائح، وفق المعاير المعمول بها في الدول الأوروبية، حسبما أكده محدثو "المساء"، إذ أكد أحدهم، أن المذبح حديث التجهيزات وتم تزويده بمختلف التقنيات والأجهزة التي تضمن ذبح المواشي وتقطيع اللحوم وحفظها في ظروف مثالية، بداية من الأرضية المضادة للبكتيريا ونوعية جرارة الماشية المصنوعة من مادة "إينوكس" المقاومة للصدأ. وأضاف المحدث، أن مثل هذه النماذج، تستحق التعميم عبر مختلف البلديات، لاسيما وأن مذبح الكاليتوس، يستقبل الذبائح في أماكن خاصة تفرق بين الأغنام والأبقار، ثم تعرض على البيطري بعد منعها من الطعام لمدة 6 ساعات، وبعدها تقدم للذبح، حيث تعلق وتذبح وتسلخ دون أن تلامس الأرض، وبعدها تجفف اللحوم وتحفظ في غرف تبريد خاصة، ويتم بعدها نقل هيكل الذبيحة إلى فضاء خاص لبيع اللحم، والمزود بمبردات خاصة مقاومة للبكتيريا، وبعدها يتم جر الذبيحة إلى الشاحنة بجرارات خاصة تستعمل لأول مرة في الجزائر، والتي تضمن توصيل الخروف أو البقر من الذبح إلى الشاحنة معلقة دون ملامسة الأرض.