الصالون الوطني للفلاحة والابتكار بتيزي وزو
تجسيد توصيات الجلسات الوطنية
- 665
اختتم الصالون الوطني الأول للفلاحة والابتكار بولاية تيزي وزو، أول أمس، بعد ثلاثة أيام من العرض وتبادل الخبرات والأفكار، حيث فسح المجال للفلاحين والمهنيين الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن، لإبراز مؤهلات الابتكار الرامية إلى رفع الإنتاج كمّا ونوعا، والتي تأتي تجسيدا لتوصيات الجلسات الوطنية حول الفلاحة التي تصبو إلى الابتكار والبحث، على أن يتجدد الموعد في طبعة جديدة العام المقبل.
أشرف كمال شادي، الأمين العام لوزارة الفلاحة رفقة الوالي عبد الحكيم شاطر، على اختتام الصالون في طبعته الأولى، الذي عرف مشاركة ما يزيد عن 180 فلاحا ومتعاملا يمثلون 13 ولاية، حيث قال كمال شادي بأن ”الابتكار يكتسي أهمية كبيرة ويحتل صدارة أولويات وزارة الفلاحة، على اعتباره محركا للتنمية يسعى إلى تحقيقها هذا الصالون”، موضحا أنه ”فرصة لتبادل الأفكار وتوحيد جهود جميع الجهات الفعالة المسؤولة عن الدعم التقني والعلمي ومختلف برامج التنمية الفلاحية”.
ذكر أن الصالون يندرج ضمن برنامج التنمية الفلاحية الذي يرتكز على التحسين النوعي والكمي للإنتاج الفلاحي، موضحا أن قيمة الإنتاج الفلاحي بلغت 3060 مليار دج سنة 2017 مقارنة مع 2002، حيث كانت تقدر 359 مليار دج، في حين أن المساهمة الفعالة للقطاع الفلاحي تبزز في الناتج الداخلي الخام الذي يبلغ قدره 12.3 بالمائة في 2017، في حين كان لا يتجاوز 8 بالمائة في 2002.
أشار الأمين العام لوزارة الفلاحة بخصوص ولاية تيزي وزو، إلى أن قيمة الإنتاج الفلاحي بها بلغ 65 مليار دج سنة 2017، كما تحتل مكانة معتبرة في إنتاج زيت الزيتون، الحليب، العسل وإنتاج الفواكه. مؤكدا أن هذه المؤشرات تدفع إلى مضاعفة الجهود والعمل أكثر على تحقيق الأهداف المسطرة على المدى المتوسط، والمتمثلة في توسيع المساحة الفلاحية إلى ما يقارب تسعة ملايين هكتار، مع توسيع المساحات المسقية إلى مليوني هكتار، وهو ما يندرج ضمن برنامج رئيس الجمهورية، إلى جانب زيادة نسبة المساحات التي تغطي الغابات إلى 13 بالمائة، ومضاعفة إنتاج الصيد البحري وتربية المائيات من 100 ألف طن إلى 200 مليون طن، وخلق مليون و500 ألف منصب شغل، إضافة إلى تقليص فاتورة الري إلى 30 بالمائة ورفع قيمة الإنتاج.
كما تطرق إلى الإمكانيات الكبرى التي تزخر بها ولاية تيزي وزو فيما يتعلق بالإنتاج الفلاحي، حيث قال بأنها تتوفر على مؤسسات علمية ومركزية متخصصة، مما يحفزها على لعب دور رائد في مجال النقل التكنولوجي إلى مجال الإنتاج، وتأسيس الابتكار بجميع أنواعه، كما جاء في توصيات الجلسات الوطنية للفلاحة المنعقدة في أفريل 2018. مذكرا بأن البحث والابتكار بالنسبة لقطاع الفلاحة يكتسيان أهمية كبيرة، ومن المتوقع إدراجهما في علميات الإنتاج للحد من النفايات واستعادتها، خاصة الملوثة منها للبيئة، بخلق شركات ومشاريع صغيرة.
ينتظر ـ يضيف المتحدث ـ تعزيز الابتكار بمنتوجات محلية عبر تحسين الإنتاج ورفع الجودة، موضحا أنه في ظل التغيرات المناخية العالمية، ”يطالبون أكثر من أي وقت، بتحسين مستدام، من خلال التحكم في المداخل الفلاحية وتثمين الثروات المائية وترشيد استغلالها لضمان رفع الإنتاج كما ونوعا”. مؤكدا أن قطاع الفلاحة يعمل جاهدا من أجل ترقية وتعزيز وسائل التخزين والتحويل، للحفاظ على نوعية وجودة المنتوجات، بهدف تحسين النظام الغذائي الوطني والتوجه نحو التصدير.
كما أضاف أن كسب رهان الأمن الغذائية للبلاد يقتضي استخدام الوسائل التكنولوجية والتقنيات الحديثة، والاعتماد على الدعم التقني والابتكار بهدف عصرنة القطاع، والعملية الإنتاجية، مع التأكيد على أن وزارة الفلاحة تساهم بكل إمكانياتها لتطوير العلوم الابتكارية عن طريق معاهد البحث التابعة لها، التي منها المعهد التكنولوجي المتوسط للفلاحة الجبلية.
نوه المتحدث بالنتائج المشجعة التي حققها القطاع في مجال رفع الإنتاج كمّا ونوعا لا يستهان به، مؤكدا على ضرورة العمل أكثر لمضاعفة الإنتاج، داعيا الباحثين والعلميين إلى مرافقة هذه الدينامكية بهدف المشاركة الفعالة في تطوير القطاع، لضمان الأمن الغذائي وتعزيز السيادة الوطنية.
أضاف والي تيزي وزو، عبد الحكيم شاطر، أن الصالون يندرج في إطار خدمة الفلاحة، مشيرا إلى أن الدولة تولي أهمية قصوى لهذا القطاع الذي يعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي ويعزز ـ لا محال ـ الاستقلال التام للغذاء بالجزائر، وتم منح جائزة الإبداع لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، والمتمثلة في إطار يحمل صورته التي قدمها والي تيزي وزو عبد الحكيم شاطر للأمين العام لوزارة الفلاحة كمال شادي.