بسبب انعكاساتها على الصحة العمومية
تحقيق حول وحدة دباغة الجلود
- 1430
تمّ التأكيد بالمجلس الشعبي الولائي للجلفة على ضرورة فتح تحقيق جاد حول وحدة دباغة الجلود الكائنة بعاصمة الولاية، ومدى تأثيرها على الصحة العمومية. وأكدت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئة على لسان رئيسها بن بلخير عبد اللطيف الذي استعرض ملفا موسعا في أشغال دورة خُصت لمناقشة وضعية قطاع البيئة، على ”ضرورة فتح تحقيق جاد حول وحدة الدباغة بعاصمة الولاية، ومدى تأثيرها على صحة المواطنين”.
من أهم هذه الملاحظات التي أشارت إليها اللجنة أن وحدة الدباغة الكائنة بالمنطقة الصناعية، أصبحت مصدر تلوث وخطر علـى صحة المواطنين بموقعها الذي أضحى داخل المدينة، حيث يوجـد بها كم هائل من النفايات الصلبة والمحتوية على الرصاص والزنك والكروم المكدسة فـي فناء المؤسسة منـذ سنة 1997. وأضافت أن ”هذه الوحدة تقوم بصرف حوالي 800 مليون متر مكعـب مـن المياه سنويا، تحتوي على مـواد سامة للغاية، لا تجد المعالجة الكافية فـي محطة التصفية التي تتوفر عليها، ولا تشتغل، في الوقت الذي تجد كميات كبيرة من الأوحال طريقها يوميا إلى المفرغة العمومية”.
وتؤثر الروائح الكريهة المنبعثة من الوحدة على صحة السكان بعدد من الأحياء المجاورة لها؛ كحي ”الحواس” و«الفتح” و«شي غفارة”؛ حيث يضطر السكان لإغلاق النوافذ في عز الصيف؛ لتجنب الرائحة الكريهة وتفادي الخطر، كما أصبـح الكثير من الأطفال عرضة لمرض الربو والحساسية.
وذكرت اللجنة أن جامعة ”زيان عاشور” قامت بدراسـة حول تأثير نفايات مصنع الجلود علـى البيئة، ومسؤوليتها على التلوث الحاصل فـي واد ملاح الذي يتوسط المدينة، حيـث أجريت هذه التحاليل فـي مخابر الجامعة. وتبين أن نسبة التلوث مرتفعـة خاصة فـي المعدنين الثقيلين الكـروم والرصاص.
وتساءلت اللجنة في موضوع آخر يخص قطاع البيئة ببلدية الجلفة، عن النشاط المنعدم للمحطة الوحيدة لتصفية المياه ببلدية الجلفة، والتي أُنجز مشروع توسعتها وإعادة تأهيلها بغلاف مالي فاق 4 ملايير دج، وهـي معطلة منذ سنوات؛ إذ باستطاعتها تصفية 36 ألف م3 من المياه المستعملة يوميا فـي حال تشغيلها.
وفي رد مدير البيئة ياسين بولحية على ما طُرح حول وحدة دباغة الجلود، أكد أن ”مصالحه قامت في وقت سابق، باقتراح إغلاق هذه الوحدة بالنظر إلى ظروف اقتصادية واجتماعية، لكن لم يتم ذلك”، مضيفا أن في الوقت الحالي هناك ”تصميم لحل المشاكل من خلال المتابعة الدائمة لهذه الوحدة، في الوقت الذي أُبرمت اتفاقية مع مرصد مراقبة البيئة لأجل إجراء التحاليل الفيزيائية والكيميائية الصناعية”. كما تم إبرام اتفاقية مع المركز الوطني للتكنولوجيات الأكثر نقاوة، من أجل إنجاز دراسة، من خلالها تكون هذه الوحدة الصناعية غير مضرة.
وفي إجراءات أخرى، تعتزم الوحدة جلب محطة لتصفية المياه سيتم استيرادها من الخارج، ”وهو أمر يجري تجسيده حسب الفواتير”، حسب نفس المسؤول.
وبشأن النفايات الصلبة المكدسة بفناء الوحدة الصناعية، أكد مدير البيئة أن ”هناك تعهدات كتابية لنقلها من مكانها”.