الملتقى الثاني لترقية البحث العلمي بجامعة قسنطينة 3

تشجيع البحوث الابتكارية واتفاقية "فلوريدا" لتبادل الخبرات

تشجيع البحوث الابتكارية واتفاقية "فلوريدا" لتبادل الخبرات
  • القراءات: 574
شبيلة. ح شبيلة. ح

شدد المشاركون في فعاليات الطبعة الثانية من أسبوع ترقية البحث العلمي الذي احتضنته جامعة قسنطينة 3، على ضرورة وضع آليات لضمان مقروئية ومرئية أكبر للإنتاج المعرفي الوطني، وتشجيع الممارسات البحثية الابتكارية. أكد المشاركون في الطبعة الثانية التي تحتضنها جامعة صالح بوبنيدر إلى غاية 12 ماي الجاري تحت شعار من "أجل أفق جديد على العالم العلمي" برئاسة البروفيسور أحمد بوراس مدير الجامعة وممثلين عن جامعة فلوريدا وجامعات أمريكية وفرنسية ووطنية، أكدوا أن من بين هذه الآليات تشجيع الباحثين الشباب، لا سيما طلبة الدكتوراه، على إعداد رسائل تخرجهم باللغة الإنجليزية، نظرا لكونها أحد المعايير الأساسية لضمان المقروئية الدولية، باعتبارها لغة البحث العلمي، حاليا، في كل العالم، بالإضافة إلى ترجمة بحوثهم إلى هذه اللغة، من أجل إعطائها دفعا أكبر، وتثمينها.

ومن جهته، أكد مدير جامعة قسنطينة 3 البروفيسور بوراس، أن من بين الآليات الأخرى تعزيز العمل على إدراج الرقمنة والذكاء الاصطناعي في مجال البحث العلمي في الجزائر، لما لها من دور في تبيان هوية الباحثين، وتبيان المنتوج الفكري، واختصار الوقت والجهد، إلى جانب أرشفة المردود العلمي، مشيرا إلى أن الجزائر تتوفر على كمّ معرفي هائل غير مقروء على المستوى الدولي، مما يؤثر سلبا على مستوى التبادل البيداغوجي، ومنه على ترتيب الجامعة الجزائرية على المستوى الدولي.

وأضاف البروفيسور أن الأسبوع العلمي الذي جاء بهدف تقديم المساعدات العملية والمرافقة العلمية للباحثين وإفادتهم في كيفية إعداد الأطروحات وكيفية الاستفادة من التبادل العلمي من خلال الاتفاقيات المبرمة مع جامعات دولية على غرار جامعة فلوريدا، يشرف على مجرياته مجموعة من الخبراء الأكفاء من داخل الوطن على غرار جامعات قسنطينة 3، وقسنطينة 1، وبسكرة، وكذا جامعات سطيف ومسيلة وغيرها. ومن خارج الوطن جامعة فلوريدا، وباريس 12، وجامعة انسام باسانسون، يتم خلاله مناقشة أهمية انفتاح الجامعة الجزائرية على العالم العلمي الدولي، ورهانات هذا الانفتاح، فضلا عن التطرق للأطر والأسس للتبادل الجزائري الأمريكي، وكذا أسباب التحولات الهامة لجامعة الجزائر في المرحلة الراهنة.

وبدوره، أكد البروفيسور بوكرو لخضر من جامعة فلوريدا انترناشيونال ميامي بالولايات المتحدة الامريكية الذي جاء حضوره بهدف تدعيم العلاقات مع جامعة قسنطينة 3، وتبادل الخبرات، مع عرض الامتيازات التي توفرها جامعة فلوريدا للطلبة الجزائريين، أكد أن الاتفاقية التي أُبرمت السنة الفارطة بين جامعته وجامعة صالح بوبنيدر، جاءت لإعطاء فرصة للأساتذة وطلبة الدكتوراه، والاستفادة من الخبرات والتكوين العلمي، من خلال إعداد أطروحات ومقالات، يمكن أن تنتشر في مجلات علمية أمريكية حتى نصل إلى أبحاث مشتركة بين الجامعتين، مشيرا إلى أن الاتفاقية التي تم عقدها منذ سنة، هدفها الأساس هو التبادل العلمي ما بين الجامعتين، إذ ستشمل طلبة الدكتوراه، والأساتذة الباحثين في إطار مِنح. أما البروفيسور عبد اللاوي من جامعة باريس 12، فنوّه بالكفاءات الكبيرة التي تحوز عليها الجامعات الجزائرية، والتي من شأنها تطوير البحث العلمي حتى لو كانت هذه الكفاءات غير مؤطرة، وهو ما تحدّث عنه مدير مركز البحث الصيدلاني البروفيسور عبد الحميد جكون، الذي تحدّث عن تطور الجامعة الجزائرية، من خلال الإصلاحات المتتالية التي أعطت نظرة للجامعة الجزائرية، وساهمت في تبيان الكفاءات التي تحوز عليها اليوم.

للإشارة، بُرمجت، خلال أسبوع البحث العلمي، العديد من المحاضرات حول تاريخ الجامعة الجزائرية، ومختلف التحولات التي مست قطاع التعليم العالي في الجزائر، ومحاضرات أخرى تعزز الشراكة مع جامعة فلوريدا، من خلال تناول فرص البحث في الولايات المتحدة الأمريكية، وأهم برامج التبادل بين الجزائر وأمريكا التي تحث الخبراء على الدور المحوري الذي يلعبه تحرير ونشر الأعمال العلمية باللغة الإنجليزية على المستوى العالمي، حيث تسيطر اللغة على أغلب التخصصات، فضلا عن ندوات العمل التي تدور محاورها حول قضايا علمية مستجدة، كالذكاء الاصطناعي، والاستشعار عن بعد في الفضاء الجوي، وتصميم الأدوية، والكيمياء الطبية. وسيشهد اختتام الأسبوع العلمي تكريم 4 فائزين في الانتقاء المحلي لمسابقة أطروحة في 180 ثانية الذي أطلقته وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتكريم الفائزين في مسابقة أفضل أعمال الباحثين الشباب بجامعة قسنطينة 3. هذه المبادرة التي باشرتها نيابة مديرية الجامعة المكلفة بالدراسات العليا والبحث العلمي بجامعة قسنطينة 3 بالتعاون مع مكتب الملكية الفكرة لنفس الجامعة.