فيما انتشر باعة الشموع والبخور بالأسواق
تشديد على التحسيس ومعاقبة تجار المفرقعات
- 728
اقترحت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، على السلطات المحلية والحكومية، تشديد القوانين المتعلقة ببيع واستيراد المفرقعات، وفرض عقوبات صارمة على المخالفين الذين يعرضون سلعهم دون ترخيص، ما يشكل تهديدا على أمن وسلامة المجتمع، كما دعت إلى تنظيم حملات توعوية واسعة عبر وسائل الإعلام، لتعريف المواطنين، خاصة الأطفال، بمخاطر المفرقعات وضرورة الابتعاد عنها.
أكدت المنظمة في هذا الصدد، أن تقليل هذا الخطر، يتطلب تعاونا مشتركا بين السلطات والمجتمع، لتكوين بيئة أكثر أمانًا خلال الاحتفالات الدينية، موضحة أن استعمال المفرقعات خلال المولد النبوي الشريف، يبقى خطرا يهدد المجتمع في كل عام.
ومع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف، تنتشر في الأسواق أنواع مختلفة من المفرقعات والألعاب النارية، التي تستهوي الأطفال والشباب. ورغم أن هذه المفرقعات تمثل جزءا من الفرحة والاحتفالات بالنسبة للكثيرين، إلا أنها تحمل في طياتها مخاطر جدية، تهدد سلامة الأفراد والمجتمع، وتمثل تهديدا كبيرا للأمن العام، خاصة أن معظمها يحتوي على مواد كيميائية خطيرة وقابلة للاشتعال.
وأضافت المنظمة، في هذا الشأن، أن هذه المفرقعات يمكن أن تتسبب في إصابات جسيمة تتراوح بين الحروق الطفيفة، وصولا إلى فقدان البصر أو أطراف من الجسم، مشيرة إلى أن العديد من الحوادث التي تقع سنويا، يكون ضحاياها أطفال صغار يتعرضون لإصابات خطيرة، بسبب عدم قدرتهم على التعامل بحذر مع هذه الألعاب النارية، إضافة إلى الضجيج الكبير الذي تحدثه المفرقعات، والذي يمكن أن يسبب الذعر لدى كبار السن والأطفال الصغار، فضلا عن التأثيرات السلبية على مرضى القلب والأشخاص الذين يعانون من التوتر والقلق. كما أنه غالبا ما يكون فيها انفجار المفرقعات سببا في اندلاع حرائق أو أضرار مادية في المنازل والسيارات.
وتحدثت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك أيضا، عن خطر البيع بدون ترخيص أو قيود، حيث تُباع هذه المفرقعات بشكل "غير قانوني"، كونها ممنوعة من التداول في الأسواق ... وهذا ما يعرض حياة المواطنين للخطر، علما أن انتشار الباعة غير الواعين يزيد من صعوبة السيطرة على جودة هذه المواد ومصدرها، ما يفتح الباب أمام تسرب مواد مفرقعة غير مطابقة للمعايير، أو قد تكون شديدة الخطورة، ويكمن الأمر الأخطر في بيع المفرقعات للأطفال، الذين يفتقرون إلى الوعي الكافي بحجم الخطر الذي يمكن أن تسببه هذه الألعاب النارية لهم.
كما أن غياب الرقابة الأسرية وقلة الوعي المجتمعي، يعزز من انتشار هذه الظاهرة، حيث يقوم العديد من الباعة بتسويق المفرقعات مباشرة للأطفال في الشوارع، دون أي مراعاة للسلامة.
الأسواق الشعبية تحتفل بقدوم المولد النبوي
تجولت "المساء"، في بعض الأسواق الشعبية بالعاصمة، للاطلاع عن قرب على تجارة المفرقعات، أياما قبل حلول المولد النبوي الشريف، فسوق "زوج عيون" بساحة الشهداء، وكعادته يبقى مليئا بالمتسوقين، خاصة من الجنس اللطيف، وغالبيتهن كن برفقة أولادهن، ورأينا معظمهن مُتجمعات أمام طاولات بيع المفرقعات والشموع والفوانيس بإلحاح من أطفالهن. وقد تراوحت أسعار الشموع بمختلف أشكالها وألوانها، إلى جانب علب البخور بروائحه الكثيرة وتشكيلات الفوانيس بين 400 و1000 دج، وتصل إلى 1200 دج، عندما تأخذ شكل مصباح علاء الدين السحري، حسب ما صرح به الباعة. كما تعرف "النافورة الذهبية"، إقبالا كبيرا عليها، كونها تحاكي مشاهد المسلسلات الأجنبية خلال الأفراح، والتي تراوح سعرها ما بين 850 و1000دج، حيث يمكن اقتناء هذا الصنف الذي يتميز بإطلاق دخان بألوان مختلفة، مع ميزة التحذير المدون باللغة الإنجليزية على العلبة، والذي يوصي بوجود شخص بالغ مع الطفل أثناء استعمال هذه الأخيرة. كما يعرض بعض الباعة، مفرقعات تسمى "الثوم"، موجهة للأطفال الصغار الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات، وهي آمنة وغير مؤذية تماما، وتتمثل هذه الأخيرة في علب تضم 50 وحدة بقيمة 250 دج، ويمكن للصغير أن يلقيها بكل سهولة على الأرض دون الحاجة إلى إشعال أي فتيل ويستمتع بصوت الفرقعة الذي تصدره.
البخور والشموع والفوانيس موضة النساء
وعلى غير العادة، يقول تجار "طاولات المولد النبوي"، إن الإقبال الكبير هذه السنة، مركز على البخور والشموع والفوانيس ، خصوصا النساء اللائي يعتبرْنه "موضة"، حسبهن، في كل المناسبات الدينية، حيث قالت إحدى السيدات: "الفوانيس والشموع والبخور نشتريها في الأيام العادية والدينية، للشعور بالطاقة الإيجابية في البيت".
وانتشرت ظاهرة بيع الفوانيس "الجميلة" بالأسواق الشعبية، والتي تتراوح أثمانها بين 700 دج و1200 دج، وصولا إلى 2500 دج في الآونة الأخيرة، شأنها شأن "البخور" بأنواعه، والمعروف بكثرة استعماله في دول الخليج، فيبدو أن ثقافة استعمال البخور لتعطير المنازل، انتشرت لدينا، حيث رأينا فوانيس وضع البخور على مختلف أنواعها، توضع أسفلها شمعة وفي الجهة العلوية نضع صابونة معطرة، فتطلق روائح زكية عند احتراقها.
الشموع مطلوبة من الجميع..
كما لاحظت "المساء"، عرض طاولات خاصة بالشموع فقط، وبألوان وأشكال مختلفة، فهي معروضة للبيع ، والجديد فيها؛ شموع محلية الصنع بيضاء اللون، عليها رسومات لأشخاص بين ذكور وإناث، تحمل مختلف الأسماء، إذ يشتري كل طفل الشمعة التي تحمل اسمه، بسعر لا يتعدى 50 دينارا للواحدة.
وأكد لنا صاحب محل لبيع مختلف الشموع، أن العديد من النساء، يقبلن على شراء المعطرة منها لتعطير المنازل، وأظهر لنا مختلف أنواع الشموع الصغيرة والكبيرة، التي تخرج منها روائح زكية. أكد بعض المواطنين الذين تحدثنا معهم، أنهم رغم انهيار قدرتهم الشرائية، فلا استغناء لهم عن شراء الأغراض المتعلقة باحتفالات المولد النبوي الشريف، لأنها أضحت عادة ينتظرها أولادهم بشغف، حتى ولو اضطر الآباء إلى الاقتراض، خصوصا لاقتناء الشموع والمستلزمات الأخرى، التي ترافقها، لإحياء هذه الذكرى الدينية العزيزة على كل مسلم.