قسنطينة
تنظيم التجار غير الشرعيّين بسوق "البودروم"

- 1330

قررت السلطات المحلية بولاية قسنطينة تنظيم التجار غير الشرعيين بالسوق المغطى "مساعيد عبد المجيد" بحي الدقسي المعروف بسوق "البودروم"، بعد عملية التطهير التي قامت بها بحر الأسبوع الفارط بالتنسيق مع مصالح الأمن، والتي أفضت إلى إزالة 15 طاولة مستغلة في بيع مختلف السلع والمواد، خاصة بالتجار الفوضويين المتواجدين بالمحيط الخارجي للسوق.
العملية التي تُعد الثانية من نوعها في ظرف أيام، سبقتها عملية أولى، تم خلالها إزالة 25 طاولة بصفة نهائية؛ بالاستعانة بشاحنات وآليات البلدية، حيث تم جمع كمية معتبرة من النفايات التي خلّفها تجار الخضر والفواكه، ومخلفات الطاولات من حجارة وأخشاب ومواد حديدية، كانت تُستعمل في تدعيم الطاولات.
وحسب مصادر "المساء"، فقد قام الوالي شخصيا، صباح أول أمس، بزيارة السوق بعدما وقف على إزالة السوق الموازي والفوضوي الذي ظهر بمحيط سوق "مساعيد عبد المجيد"، حيث التقى بعدد من الشباب أصحاب الطاولات التي تم إزالتها، وكان له حديث معهم حول مستقبلهم، خاصة أن العديد منهم اشتكوا من البطالة.
وحسب نفس المصادر، فقد كلف الوالي ساسي أحمد عبد الحفيظ الذي كان مصحوبا برئيس الأمن الولائي، كلف بعض أصحاب هذه الطاولات بجرد وإحصاء كل أصحاب الطاولات التي تم إزالتها، في خطوة لإيجاد حل لهم وتنظيمهم وفقا لما يقتضيه قانون التجارة، حتى يتمكنوا من مزاولة نشاطهم بصفة قانونية، وتتمكن خزينة الولاية من تحصيل مستحقاتها.
وأفادت المصادر بأن عملية الجرد انطلقت حتى قبل زيارة الوالي الذي كان يشغل منصب وزير سابق للتجارة، حيث تم تسجيل كل أصحاب الطاولات، من خلال الاستعانة بالبطاقة الوطنية وكذا شهادة التجار فيما بينهم، ووصلت العملية في بدايتها إلى تسجيل عشرات الشباب، حسب مصادرنا، التي أكدت أن العملية ستعرف غربلة وتنقية قبل إعداد القائمة، التي سيتم رفعها إلى المصالح الولائية.
ومن المقرر، حسب مصادر من بلدية قسنطينة اتصلت بها "المساء"، أن يتم تحويل هؤلاء التجار إلى مساحات مفتوحة بحي بومرزوق. ووفق المعلومات المتوفرة، سيتم خلق سوق على شكل الأسواق الباريسية، حيث يضع التاجر طاولته في الصباح ويغادر بعد الزوال، في حين اقترحت بعض الأطراف استغلال الأسواق الجوارية المغلقة من أجل امتصاص هؤلاء التجار غير الشرعيين في نظر السلطات الرسمية.
وتحوّل سوق "البودروم" بحي دقسي عبد السلام الذي افتتح أبوابه سنة 2007 وكان وقتها يضم 700 محل بنيت على أنقاض سوق فوضوي سابق، تحوّل إلى نقطة سوداء بقسنطينة بعدما عرف توسعا فوضويا كبيرا خاصة من جهة ملعب "حسان بورطل"، حيث انتشرت عشرات الطاولات كالفطريات وبشكل كبير، ساهمت، هي الأخرى، في تلويث المنطقة من طرف أصحاب طاولات بيع الخضر والفواكه، الذين يقومون برمي مخلفاتهم في آخر اليوم بالطريق العام. كما انتشرت طاولات الشيفون (الألبسة القديمة) وبيع الأواني المنزلية والألبسة، وخلقت اختناقا كبيرا في حركة المرور.