لترقية السياحة بورقلة

توجُّه نحو استغلال قدرات الوسط الزراعي

توجُّه نحو استغلال قدرات الوسط الزراعي
  • 826

يجري التفكير حاليا في وضع آليات كفيلة بتوفير خدمات سياحية بالوسط الزراعي (ضمن ما يُعرف بالسياحة الزراعية) بولاية ورقلة. ويهدف هذا التوجّه إلى ترقية قدرات قطاع السياحة والصناعة التقليدية، الذي يشهد في السنوات الأخيرة انتعاشا كبيرا بالمنطقة، حسب مسؤولي القطاع.

تم في هذا الإطار رفع العديد من الاقتراحات إلى الوزارة الوصية بالنظر إلى «الآفاق الواعدة» التي يحملها هذا التوجّه لفائدة المنطقة، والذي سيسمح باستقطاب أعداد كبيرة من السياح الوطنيين والأجانب، ويضمن مردودية اجتماعية - اقتصادية جديدة، كما أوضح مدير السياحة والصناعة التقليدية عبد الله بلعيد.

وأبدى العديد من ممارسي النشاطات الزراعية بالمنطقة، لاسيما ملاك واحات وبساتين النخيل والمستفيدون من الامتيازات الممنوحة في إطار الامتياز الفلاحي، أبدوا رغبتهم في الاستثمار في هذا المجال، حيث تم استقبال إلى حدّ الآن 5 طلبات لإنشاء مشاريع تخصّ توفير خدمات سياحية بالوسط الزراعي، مثلما شرح المسؤول.

ويمثل مجموع المؤهلات الطبيعية والفلاحية التي تزخر بها ولاية ورقلة، «أرضية خصبة» لنجاح وتطوير هذا المشروع، لاسيما من حيث وفرتها على واحات وبساتين النخيل ذات المساحات الشاسعة والكثبان الرملية والظروف المناخية الملائمة، مما يسمح بتقديم خدمات ذات نوعية للسياح؛ من استقبال وإيواء واستمتاع أيضا بأنشطة ترفيهية بالوسط الزراعي، وتعرّف على عادات وتقاليد سكان المنطقة، يضيف المسؤول.

ويُنتظر أن يضمن هذا النمط الجديد للسياحة الذي يتطلّب تكاتف جهود العديد من القطاعات الأخرى على غرار الغابات والفلاحة والبيئة وغيرها، تنمية مستدامة للسياحة بالمنطقة؛ من خلال استقطاب مزيد من أعداد السياح، لاسيما عشّاق هذا النوع من السياحة الطبيعية، كما يوفّر دخلا إضافيا لأصحاب المزارع والمستثمرات، إلى جانب استحداث نوع جديد من الجذب السياحي بالولاية، كما تمت الإشارة إليه.

ويجدر التذكير بأنّ الجهود ترتكز خلال السنوات الأخيرة بهذه الولاية، على سبل تفعيل السياحة الصحراوية؛ من خلال البحث في الآليات والوسائل الكفيلة بترقية هذا المورد المالي «الهام»، وجعله وجهة مفضّلة بامتياز.

ويتمّ في هذا الصدد، العمل من أجل استدراك التأخّر المسجل في هذا المجال، لاسيما ما تعلّق منه بدعم قدرات الإيواء؛ من أجل الاستجابة لحاجيات السياح، حسب مسؤول القطاع.

وسيمكّن تسلّم العديد من المشاريع السياحة في آفاق نهاية 2019 من بينها مركّبان سياحيان وفندقان بتقرت (160 كلم شمال ورقلة) وفندقان كبيران بورقلة، من تعزيز الحظيرة السياحية بأزيد من 1.000 سرير إضافي، لتصل بذلك إلى 2.100 سرير، كما ذكر السيد بلعيد.

حاسي مسعود ... تسجيل آلاف سائح 

أعلنت مديرية السياحة والصناعة التقليدية بولاية ورقلة عن مرافقتها وتشجيعها الوكالات السياحة والأسفار والدواوين المحلية المقدّر عددها بـ 33 وكالة سياحية و11 ديوانا بلديا، من أجل ترقية نشاطاتها وضمان احترافيتها، بما يسمح بمساهمتها في تطوير السياحة بالمنطقة وخارجها، إلى جانب عدم الاقتصار على تنظيم رحلات العمرة، مثلما ذكر مدير السياحة والصناعة التقليدية السيد بلعيد.

وتمكنت في هذا الإطار إحدى وكالات السياحة والأسفار الناشطة بالمنطقة خلال الثلاثي الأوّل من السنة الجارية فقط، من استقطاب ما يفوق 500 سائح أجنبي من جنسيات مختلفة مقابل أزيد من 700 سائح أجنبي خلال 2017، من جنسيات يابانية برتغالية وصينية وألمانية وفرنسية، حسب المسؤول.

يُذكر أن سياحة الأعمال تُعد كذلك واحدة أنواع السياحة الأكثر استقطابا للسياح إلى المنطقة، حيث يصل عدد السياح الوطنيين والأجانب الوافدين على منطقة حاسي مسعود سنويا، إلى أزيد من 4 آلاف سائح من مختلف الجنسيات، كما أشار السيد بلعيد. وتستقطب بدورها السياحة الدينية (الزوايا) أعدادا كبيرة من الوافدين على المنطقة، إلى جانب السياحة البيئية التي تستهدف المناطق الرطبة والبحيرات والكثبان الرملية والقصور والواحات وبساتين النخيل.