اتحادية اللحوم تتبرأ وحماية المستهلك تدعو للتبليغ

جزارون يتلاعبون بأسعار اللحوم المسقَّفة بـ 1200 دج

جزارون يتلاعبون بأسعار اللحوم المسقَّفة بـ 1200 دج
  • 486
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

أكد رئيس الاتحادية الوطنية للحوم الحمراء، مروان خير، لـ "المساء"، أن سعر اللحوم المستوردة من قبل الدولة، موحد، ومحدّد بـ 1200 دج، ولا يجب على التجار استغلال احتياجات الناس لتطبيق مخططاتهم الهادفة إلى إشباع جشعهم، داعيا أصحاب القصابات (الجزارين) لاحترام الأسعار المتفق عليها؛ لتمكين المواطن من صيام شهر رمضان في ظروف حسنة.

ولاحظت "المساء"، خلال جولة استطلاعية ببعض القصابات بالعاصمة، ارتفاع أسعار اللحوم الطازجة المستورد المسقفة؛ حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الهبرة إلى 1800 دج.

وقام بعض الجزارين ببعض أسواق بالعاصمة، بتحديد أسعار "الهبرة"، بين 1500 دج و1700 دج و1800 دج للكيلوغرام الواحد؛ على غرار الرغاية، وحسين داي، والمحمدية. أما بقية اللحوم التي تحتوي على العظام، فتباع بـ1200 دينار، بعد أن تم فصل الهبرة عنها، وما بقي فيها إلا العظم والشحم، ضاربين تعليمات الالتزام بالسعر المسقف عرض الحائط، وهوما أثار استياء المواطنين، الذين دعوا السلطات المعنية إلى التدخل العاجل من أجل وضع حد لهؤلاء التجار الجشعين، الذين يتلاعبون بقوّتهم، وبقدرتهم الشرائية.

واتخذت الدولة، تحسبا لشهر رمضان المبارك لهذا الموسم، إجراءات عديدة؛ لحماية القدرة الشرائية للمواطنين، والتخفيف عنهم؛ حيث تم استيراد اللحوم الطازجة والعجول الجاهزة للذبح، بعد التوقيع على اتفاقيات صحية مع كل من دول البرازيل، والأرجنتين، والسودان، وكولومبيا، وبولندا؛ لكسر أسعار اللحوم المحلية التي فاقت 2500 دج للكيلوغرام الواحد.

وشرعت الشركة الجزائرية للحوم الحمراء، 15 يوما قبل شهر رمضان المبارك، في تسويق هذه اللحوم المستوردة عبر مختلف الأسواق الوطنية، بسعر مسقف حُدد بـ1200 دج للكيلوغرام؛ من خلال إبرام اتفاقيات مع عدة متعاملين، مشددة على ضرورة الالتزام بالسعر المسقّف.

المواطن يطالب بتنظيم عملية التوزيع

جولة "المساء" ببعض القصابات بالعاصمة جعلتنا نلمس استحسان المواطنين فكرة تسويق اللحوم المدعمة بسعر 1200 دج؛ حيث وجد الكثير منهم ملاذا ملائما في شراء هذه اللحوم المدعمة المستوردة، خاصة أن أسعارها في متناول فئة واسعة منهم؛ فرغم محدودية نقاط البيع، إلا أن الكميات المتوفرة من اللحوم الحمراء لبت رغبة كثير من العائلات متوسطة الدخل، التي رأت أن الأسعار الجديدة "معقولة جدا"، أياما قليلة قبل حلول شهر الصيام.

وأكد لـ"المساء" بعض المواطنين الذين وجدناهم بسوق الحراش، أنهم تمكنوا من شراء اللحم بأسعار تلبي قدرتهم الشرائية رغم تأخر بعض بلديات العاصمة في تسويق هذه المادة الغذائية الأساسية في تحضير  وجبات الإفطار في رمضان، مشيرين إلى أن أصحاب بعض القصابات بالقبة والجزائر الوسطى، لا يعملون بهذه اللحوم المستوردة التي تباع بأسعار منخفضة، فيما كشف آخرون عن رفض العديد من الجزارين بيع مثل هذه اللحوم؛ لأنها لا تجني لهم أرباحا مالية ملائمة، على حد قولهم، وهذا رغم إبرامهم اتفاقيات تعامل مع بعض المذابح والممونين برؤوس الماشية.

وعبّر بعض المواطنين عن أملهم في شراء هذه اللحوم خلال الأيام القادمة، والتي تبقى الملاذ الوحيد؛ إذ تسوَّق بأسعار معقولة، خاصة أن اللحوم الحمراء المحلية تشهد ارتفاعا غير مسبوق تجاوز 2000 دج للكيلوغرام الواحد.

وأكدت سيدة كانت تنتظر دورها لشراء اللحم في قصابة بحسين داي، أنها سمعت باللحوم الحمراء المستوردة والمسوّقة بسعر 1200 دج للكيلوغرام، ففضلت النهوض باكرا للظفر بهذا النوع من اللحم، لتتفاجأ بعدم شروع القضابات التي مرّت عليها، في تسويق هذه اللحوم.

منظمة حماية المستهلك تدعو للتبليغ عن التجاوزات

وبدورها، دعت المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، المواطنين، إلى فضح الجزارين الذين يتعمدون التلاعب بأسعار اللحوم المستوردة الموجهة للمستهلكين بسعر 1200 دج للكيلوغرام؛ من خلال فصل "الهبرة" عن باقي الأجزاء، وبيعها بأسعار تتراوح بين 1700 دج و1800 دج.

وبعنوان "بلِّغوا عنهم وافضحوهم"، نشرت المنظمة عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنه بلغ مكاتب المنظمة أن بعض نقاط بيع الخواص التي طلبت توزيع اللحوم المستوردة، لجأ أصحابها إلى حيل، تمثلت في فصل الهبرة وبيعها بين 1700 و1800دج للكلغ، مع بيع بقية الأجزاء بـ 1200 دج. وأضافت: "السعر موحد كله بـ 1200 دج؛ فلا تستغلوا احتياجات الناس لتطبيق مخططاتكم لإشباع جشعكم". ودعت المنظمة، في السياق، إلى فضح هذه الممارسات بالتبليغ عنها لدى مفتشيات التجارة، ومصالح الأمن، والاستعانة برقم المنظمة القصير "3311".