مديرية المصالح الفلاحية بغرداية

جني 6 آلاف قنطار من الفول السوداني

جني 6 آلاف قنطار من الفول السوداني
  • 306
ك. أ ك. أ

أُنتج 6 آلاف قنطار من محصول الفول السوداني بولاية غرداية، في إطار حملة الجني لسنة 2023، حسبما عُلم من مديرية المصالح الفلاحية. ومسّت هذه الحملة التي انتهت مؤخرا، مساحة إجمالية مسقية قوامها 352 هكتار؛ بمعدل إنتاج يصل إلى 15 قنطارا في الهكتار الواحد، مثلما أوضح المهندس الرئيس المكلّف بالإحصائيات، خالد جبريط.

سجّلت المصالح الفلاحية بغرداية هذا الموسم، "انخفاضا محسوس"، في الإنتاج مقارنة بالسنوات الماضية، وذلك راجع إلى نقص المورد المائي والرياح الرملية، والتي تزامنت والموسم الفلاحي 2022-2023، استنادا إلى نفس المصدر.

وتسببت هذه الظروف المناخية في تقليص المساحة المخصصة لزراعة الفول السوداني، وهو محصول يمثل مصدر دخل رئيسي للعديد من الأسر بالمناطق الريفية بغرداية؛ على غرار سبسب ومتليلي والمنصورة. ويرجع كذلك هذا الانخفاض في الإنتاج إلى تدهور التربة والبذور، وتقلص المساحات المزروعة بالفول السوداني، وصعوبة الوصول إلى المدخلات (البذور والأسمدة ومنتجات حماية النباتات)، وكذا سوء الممارسات الزراعية، ناهيك عن مناطق الإنتاج المعزولة.

وتتم زراعة الفول السوداني الذي ينتمي لفصيلة البقوليات، في تربة رملية مروية تقع، أساسا، بجنوب غرداية، وبالتحديد بمناطق سبسب والمنصورة ومتليلي، حيث تتميّز تلك المناطق بتوفر الموارد المائية، والطقس المشمس المناسب، لتطوير زراعة الفول السوداني ذي النوعية الجيدة. وحسب مهندسين بمديرية المصالح الفلاحية، فإنّ الشروع في زراعة الفول السوداني بغرداية، يعود إلى ثلاثينيات القرن الماضي من قبل فلاح بمنطقة سبسب الواقعة على بعد 50 كلم جنوب غرداية، قام بزارعه كمية من الفول السوداني من صنف مصري، قبل أن تتوسع زراعته لتشمل مناطق أخرى بالولاية.

ولاتزال زراعة هذا النوع من المحاصيل تمارَس بطرق تقليدية عبر المزارع العائلية، وعلى مساحات صغيرة، وبطريقة التناوب مع مزروعات أخرى، وفق ما أشار إليه تقنيون بمديرية المصالح الفلاحية. كما تبقى عملية بذر الفول السوداني تمارَس يدويا من قبل المزارعين المحليين، الذين تواجههم عدة صعوبات، خاصة ما تعلق منها بعدم الإلمام بالمسار التقني لهذه الزراعة، إضافة إلى العديد من الآفات المدمرة لها، خاصة العصافير والقوارض وغيرها. وحسب العديد من المختصين في التنمية الريفية، فإنّ تكثيف هذا النوع من الزراعة ‘’الاستراتيجية’’ والتي يجب أن تكون مدعّمة بتكوين تقني للفلاحين، يمكن أن تساهم في تحقيق تنمية مستدامة حقيقية على مستوى هذه المناطق؛ من خلال استحداث وحدات لتجميع الفول السوداني وحفظه، إلى جانب معاصر لاستخراج الزيت، ووحدات لإنتاج الصابون.

ويتوفّر الفول السوداني على قيمة غذائية عالية. وهو من بين أهم المحاصيل الزيتية؛ حيث تحتوي حباته على ما بين 40 و50 ٪ من الزيت، وما بين 20 و30 ٪ من البروتين، وتشكل أيضا مصدرا غنيا بفيتامين "ب". وباعتباره من بين المنتوجات الفلاحية المتوفرة بسوق غرداية على غرار مختلف أنواع التمور المبكرة، فإن الفول السوداني المنتج خاصة بمنطقة سبسب، يظل يحتل أفضلية تلك المنتوجات التي تتهافت عليها الأسر والعائلات، بفضل مذاقه ذي النوعية الجيدة، والتي تعدت سمعتها حدود ولاية غرداية، فأصبح منتوجا مفضلا في أوساط زوار غرداية.