"المساء" ترافق مصالح الأمن في مداهمة الشواطئ

حجز مخدرات، خمور وأسلحة بيضاء بسكيكدة

حجز مخدرات، خمور وأسلحة بيضاء بسكيكدة
  • 1705

نفذت مصالح الأمن المشتركة المكونة من عناصر الدرك والشرطة، أمسية الخميس المنصرم، عملية مداهمة كبيرة، مست بالأساس شواطئ الكورنيش السكيكدي، انطلاقا من شاطئ القصر الأخضر إلى غاية سطورة وميرامار، ثم المحجرة، في إطار التفعيل الميداني لـ"مخطط الدلفين" و"المخطط الأزرق" الخاصين بتأمين شواطئ البحر خلال موسم الاصطياف.

على مستوى ميناء سطورة الترفيهي، تجمعت الوحدات الأمنية التابعة للدرك والشرطة بتعداد كبير، إلى جانب العتاد، بما فيها فرقة الكلاب المدربة، والمخبر العلمي المتنقل للشرطة، إذ وبعد الاطلاع على آخر الترتيبات العملية التي أشرفت عليها قيادات المؤسستين الأمنيتين بالولاية، والأهداف المرجوة منها، انطلقت العملية في حدود الساعة الخامسة مساء بمداهمة شاطئ "مولو الصغير" بسطورة، الذي كان يعجّ بالمصطافين القادمين من بعض الولايات المجاورة، كقسنطينة وسطيف وحتّى باتنة وأم البواقي. تمكنت الوحدات الأمنية من توقيف شاب مشتبه فيه، حاول عند مشاهدته لمصالح الأمن  التخلص من كمية مخدرات كانت بحوزته، إلا أن محاولته باءت بالفشل أمام يقظة أفراد الشرطة، ليتم توقيفه في الحين، مع حجز الكمية التي كانت بحوزته، ومن ثمّ اقتياده إلى إحدى المركبات الأمنية التي كانت متوقفة بميناء سطورة. تفاعل العديد من المصطافين على مستوى هذا الشاطئ، مع هذه العملية الأمنية التي اعتبروها أكثر من ضرورية، بهدف وضع حد للممارسات التي تصدر أحيانا من قبل مافيا الشواطئ، لتستمر عملية المراقبة عبر الممر الترابي الضيق، انطلاقا من شاطئ "مولو" باتجاه "ميرامار"، فرغم جمالية المكان الذي يجمع بين الكتلة الجبلية بغطائها النباتي والبحر، إلا أن المصالح البلدية المختصة لم تول عناية لهذه المنطقة التي خضعت فقط لعملية تهيئة بسيطة و«بريكولاج" يتكرر كل سنة. كان أفراد الأمن خلال تنقلهم على مستوى هذا الممر الذي يعج بالمصطافين بين قاصدي البحر والراجعين منه، يقومون كلما راودهم شك، بمراقبة الأوراق الثبوتية لعدد منهم، مع إخضاع حقائبهم الظهرية للمراقبة باستعمال الكلاب المدربة. وفي شاطئ "ميرامار"، استوقف أفراد الأمن فتاة قاصر وجدوها بمفردها، وبعد أن استفسروا إن كانت لوحدها أم مع أفراد عائلتها، وبعد التأكد من هويتها، واصلوا عمليتهم ليعثروا في نفس الشاطئ على كميات معتبرة من قارورات الخمر، كانت مخبأة من قبل بعض الأشخاص الذين يحوّلون الشاطئ إلى مخمرة مع حلول الليل، ليتم على الفور حجزها. بالموازاة، طوّقت وحدات الدرك الوطني شاطئ المحجرة إلى غاية المرفأ القديم، انطلاقا من الطريق العلوي لسطورة المؤدي إلى الشاطئ الكبير بمنطقة "وادي مديني"، في عمل منسق بين الجهازين، مع التركيز أكثر على الشواطئ غير المحروسة والجانبية التي تشهد أيضا إقبالا كبيرا للمصطافين، ليتمكنوا من توقيف 05 أشخاص عثروا بحوزتهم على كميات من المخدرات والحبوب المهلوسة، إضافة إلى أسلحة بيضاء تم حجزها.

خلال عملية المداهمة، أشار مسؤول الشرطة القضائية بأمن الولاية، السيد رضا مومني، أن هذا النشاط التنسيقي مع مختلف المصالح الأمنية بالولاية، يهدف إلى تحسيس وتوعية المصطافين بجاهزية عناصر الشرطة والدرك لتأمينهم وممتلكاتهم، مع السهر على توفير كل شروط الراحة والأمان لقضاء أوقات ممتعة على شواطئ البحر، تنفيذا لـ«المخطط الأزرق" الذي تعدّه كل سنة المديرية العامة للأمن الوطني، مضيفا أن عملية المداهمة التي شهدتها هذه المنطقة، انطلقت في ظروف حسنة للغاية، وتم من خلالها توقيف عدد من الأشخاص المتورطين في المخدرات وتعاطي المشروبات الكحولية. كما استهدفت كل أوكار الجريمة، مع السهر على مجانية الولوج إلى الشواطئ المسموحة للسباحة، ومحاربة التجارة الطفيلية، إلى جانب حسن استقبال المصطافين، وتوفير ظروف التخييم اللازمة في المقام الأول.

من جانبه، أكد الرائد رشيد بطة من المجموعة الإقليمية للدرك الوطني بسكيكدة، أن الغرض من هذه العملية التي باشرتها وحداته مع مصالح الأمن الوطني على مستوى الشواطئ الساحلية بإقليم الاختصاص، بث الطمأنينة والسكينة في نفوس العائلات والمصطافين، من خلال المداهمة الفجائية لأوكار الجريمة، ومن ثمة السهر على مكافحة كل أنواع الإجرام، ومحاربة التجارة الفوضوية، ومراقبة الحظائر وأماكن ركن المركبات، والسهر على مجانية الدخول إلى الشواطئ.

المصطافون يثمنون العملية

عند حديثنا مع عدد من المصطافين، لاسيما المتوافدين من الولايات المجاورة، عبروا لنا عن ارتياحهم الكبير للإجراءات الأمنية المتخذة على مستوى كل شواطئ سكيكدة، من خلال التواجد المكثّف لرجال الأمن، وهو ما شجعهم على القدوم إلى ولاية سكيكدة للاستمتاع بشواطئها الجميلة، مؤكدين على الأهمية التي تشكلها مثل هذه العمليات الأمنية التي تزرع ـ حسبهم ـ الطمأنينة لدى العائلات التي تقصد شواطئ الولاية. نفس الانطباع لمسناه لدى بعض العائلات السكيكدية التي ثمنت توفر الأمن، مما ساعدهم على  قضاء سهراتهم الليلية على شاطئ البحر والتنزه مشيا على الأقدام، انطلاقا من الشاطئ الأخضر إلى غاية سطورة في اطمئنان تام. ولعل النقطة السوداء التي يمكن تسجيلها هنا؛ الازدحام المروري الرهيب الذي يعيش على إيقاعه الكورنيش السكيكدي، تزداد حدّته بالخصوص عند نهاية كل أسبوع، وهو ما يؤزّم الوضع أكثر، لاسيما مع مرور مواكب الأعراس التي تعبر الكورنيش بعدد كبير، لتبقى سكيكدة بحاجة ماسة لمخطط النقل، بالخصوص على مستوى شواطئها.

يبقى دور المواطن أكثر من ضرورة فيما يخص التبليغ عن كل التجاوزات التي تحدث على مستوى الشواطئ، سواء تعلّق الأمر بركن المركبات، أو التحرشات الناجمة عن مافيا الطاولات والمضلات، الذين يعمدون إلى احتلال مساحات داخل هذه الشواطئ.