تُعد حدائق ولاية البليدة رغم قلة عددها، من الأماكن المحبّبة للعائلات البليدية، والتي تقصدها في الفترات المسائية رفقة أطفالها، للاستمتاع بجمال الطبيعة، وهروبا من الحرارة الشديدة التي تعرفها الولاية. ولعل من بين أهم الحدائق التي تشتهر بها بالنظر إلى تاريخها العريق، حديقة "باتريس لومومبا" التي تُعد أحد معالم مدينة البليدة التي تقع وسط المدينة على مسافة قريبة من ساحة أول نوفمبر، وهي قريبة أيضا، من المدرسة الثانوية المعروفة ابن رشد؛ فموقعها جعلها تستقطب أعدادا كبيرة المواطنين على مدار ساعات اليوم.
أُنشئت الحديقة سنة 1858، كحديقة تجارب للنباتات؛ حيث تحتوي على بعض الأصناف النباتية النادرة مثل تلك الموجودة على مستوى حديقة الحامة بالعاصمة. وفي سنة 1890 خلال الاستعمار تم تسمية الحديقة باسم "بيزوت" ؛ تكريما لضابط في الجيش الفرنسي. وبعد الاستقلال وفي سنة 1968، حُولت إلى حديقة عامة مفتوحة للجمهور الراغب في الدخول إليها والاستمتاع بجمالها. وأُطلق عليها اسم "باتريس لومومبا" تكريما لزعيم الاستقلال الكونغولي.
ولعل أكثر ما يميز الحديقة ويشد الزوار إليها من سكان الولاية وحتى من خارجها إلى جانب احتوائها على بعض الأصناف النباتية النادرة، تمثال نافورة يزيّن مدخل الحديقة، تبرع به مهندس السكك الحديدية فونتان سوفاق؛ حيث يتدفق من النافورة الرخامية الأنيقة، المياه العذبة التي تجذب إليها الطيور وحتى الزوار لالتقاط الصور، والاغتسال بمياهها الباردة. وتنتشر في الحديقة نباتات محلية مختلفة، وأشجار معمرة مستوردة من الهند والقارة الأمريكية؛ ما جعلها قِبلة محببة لعشاق الهدوء والطبيعة.
وحسب مدير البيئة لولاية البليدة وحيد تشاشي في تصريحه لـ"المساء"، فإن حديقة باتريس لومومبا" استفادت مؤخرا من عملية تهيئة؛ حيث ترافق مديرية البيئة بلدية البليدة ومؤسسة "متيجة حدائق" من أجل إعطائها القيمة الإيكولوجية لها، خاصة أنّ بها أشجارا يفوق عمرها القرن من الزمن، وهي نفس نوعية الأشجار الموجودة في الحامة، مشيرا في السياق، إلى أنه تم مؤخرا على مستوى مديرية البيئة، عقد اجتماع  بين ممثلين عن حديقة الحامة وبلدية البليدة، وممثلين عن مؤسسة "متيجة حدائق" ، للشروع في متابعة الحديقة بالنظر إلى الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها ممثلو حديقة الحامة؛ للعناية بهذه الحديقة  التاريخية، التي تشكل منطقة جذب سياحية للولاية.