اعتبروا المناسبة فرصة لتثمين منتجاتهم

حرفيو بومرداس يتأهبون لمعرض الصيف

حرفيو بومرداس يتأهبون لمعرض الصيف
  • 625
حنان. س حنان. س

يستعد حرفيو بومرداس، على قدم وساق، لاستقبال موسم الصيف، الذي يشهد تنظيم معارض للصناعة التقليدية بعدة أماكن، بهدف الترويج للحرف اليدوية، ولعل أهمها ذلك المنظم بالواجهة البحرية لعاصمة الولاية، حيث أكد بعضهم لـ"المساء" أنهم يسابقون الزمن خلال هذه الفترة، لتحضير مختلف القطع الفنية واليدوية، على اعتبار أن هذا الموعد السنوي، يبقى فرصة ثمينة للترويج لبضاعتهم اليدوية، وتحقيق دخل مادي يسد حاجتهم في باقي فصول السنة.

تكتسي معارض الصناعة التقليدية، المنتظمة في إطار تنشيط موسم الاصطياف بولاية بومرداس، أهمية قصوى ليس فقط لدى الجهات المنظمة، وإنما لدى الحرفيين أنفسهم ممن ينتظرون هذا الموسم تحديدا لعدة أسباب، ولعل أهمها التدفق السياحي الكبير الذي تسجله البلديات الساحلية والواجهة البحرية لمدينة بومرداس تحديدا، وكله في سبيل تصريف بضاعتهم اليدوية وتحقيق دخل مادي، يغطي العجز المسجل لديهم باقي فصول السنة.

العمل صيفا يغطي عجز باقي الفصول..

هذا عموما ما توصلت إليه "المساء" بحديثها إلى عدد من الحرفيين، على هامش فعاليات "سوق التراث" المنظم بمدينة بومرداس، حيث أكد "عمي حميد "، حرفي في صناعة الفخار التقليدي في هذا السياق، أنه لا يسمح لنفسه بأن يُضيّع فرصة المشاركة بمعرض الصناعة التقليدية بواجهة البحر، معتبرا المكان نفسه بمثابة دعامة إشهارية قوية للعارضين به، نظرا للتوافد الكبير على شواطئ المدينة السياحية نهارا، وعلى السهرات الليلية المطولة بالكورنيش، ما يسمح بالتالي بتصريف القطع الفخارية لذلك فإن الخطأ، يقول، غير مسموح، حيث لابد من التحضير الجيد لهذه المناسبة وبالكمية المناسبة، لضمان عدم انقطاع البضاعة.

وبالمثل، تحدث حميد لداوري، حرفي في النقش على الخشب، الذي اعتبر تحضيره للمشاركة في معرض موسم الاصطياف هذه السنة، حتمية مفروضة، لكون باقي فصول السنة تسجل جمودا كبيرا، مشبها ذلك بالنمل الذي يستغل فصل الصيف في العمل المتعب دون انقطاع، ليرتاح بعدها باقي فصول السنة، ولفت إلى أنه كحرفي مضطر للتأقلم مع هذا الطرح، لكون المعارض المقامة باقي أيام السنة، لا تعرف نفس الإقبال الذي يسجله معرض الموسم الصيفي، بالنظر للتوافد الكبير للسياح من داخل وخارج الوطن.

وعن أهم التحضيرات، أكد محدث "المساء" أنها تتمثل تحديدا في مضاعفة عدد القطع الحرفية التي يصنعها، والتي قد تتشابه مثلما قد تختلف لأنها صنع يدوي محض، ووليدة أفكار ومزاج نفسي بحت، فهو ينحت من خشب أشجار الزيتون والبلوط تحفا فنية جميلة ومتقنة للغاية.

ومن نفس أنواع الخشب، يتفنن رابح بوزدية حرفي في صناعة الأدوات الخشبية كأدوات المطبخ المختلفة بإتقان شديد، يجعل الزائر لجناحه يتوقف مليا للإمعان بها، حيث أوضح أنه يسابق الزمن خلال هذه الفترة، من أجل التحضير الجيد لموسم الاصطياف، مؤكدا من جهته أنها مناسبة لا يمكن تضييعها، وهو من أجل ذلك يعتكف بورشته بمنطقة بن حشلاف ببلدية بوزقزة قدارة خلال هذه الفترة لساعات طويلة متتالية، حتى يتمكن من صناعة العدد المطلوب من كل قطعة، ومنها كؤوس وصحون وجفان وسكريات، وحتى أطقم كاملة للشاي والقهوة، وكذا أحجام مختلفة من المهراس التقليدي وبأسعار تتراوح مجملا ما بين 300 الى 3000 دينار حسب كل قطعة.

أما الحرفي مراد عمراوي، وهو كذلك مختص في النحت على الخشب، فاكتفى بالقول "أنا دائم الاستعداد للمشاركة في أي معرض"، مؤكدا أن معرض الصناعة التقليدية خلال الموسم الصيفي، يبقى مناسبة هامة ينتظرها كحرفي من أجل تصريف القطع الفنية التي يصنعها يدويا، وهي في المجمل عبارة عن حاملات مفاتيح من مختلف الأحجام، وغيرها من القطع التي تلقى رواجا لاسيما من قبل ضيوف الولاية الساحلية من السياح.

معرض الصيف.. مناسبة هامة تمتد إلى الخريف

وبنفس السوق، تحدثنا كذلك إلى الحرفية في صنع السلال التقليدية رشيدة بن زرودة، التي لفتت من جهتها إلى أن التحضير للمعرض الخاص بموسم الاصطياف، يبدأ بالنسبة إليها مباشرة بعد انتهاء الفصل الدراسي الثالث، مؤكدة في المقابل أنها تسعى جاهدة لتحضير المادة الأولية بالكمية الكافية لتنطلق في عملها اليدوي مع زوجها الحرفي كذلك لساعات متتالية. وقالت إنها ستقوم بصناعة القفة التقليدية من مختلف الأحجام، مع إدخال لمسات أنثوية على بعضها من خلال إضافة بعض أنواع الأقمشة بألوان صيفية، وكذلك بعض القبعات التي تسمى تقليديا "مظلات" ارتأت هذه المرة، أن تصنع بعضها بقصة أنثوية للترويج لها وسط الفتيات، وبالمثل القفف المزينة من الحجم الصغير، التي تستعمل في حفظ الأطعمة على الشواطئ.

كما أشارت إلى صناعة سلال العولة أو تلك السلال الموجهة لحفظ عولة الثوم، وكذلك فتل الأشرطة الخاصة بحفظ البصل الجاف، كذلك صناجات من مختلف الاحجام وهي سلال خاصة لحفظ فاكهة التين، والتي تسمى لدى العامة "الخريف"، وغيرها من القطع التي وجدت لها مكانا لدى زبائن معرض الصناعة التقليدية خلال موسم الاصطياف.