مستشفى أول نوفمبر
حملة توعية حول مرض السل الرئوي

- 271

نظمت المؤسسة الاستشفائية الجامعية "الفاتح نوفمبر 1954" لوهران، حملة توعية حول مرض السل الرئوي لفائدة المواطنين، وكذا يوما دراسيا مخصصا للمهنيين، حسبما أفاد بذلك رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بنفس المستشفى، البروفيسور وردي عيسى.
وكانت هذه العملية التحسيسية بمناسبة اليوم العالمي لمرض السل الرئوي المصادف لـ 24 مارس، حيث نُصبت خيام عند مدخل المستشفى، مع تجنيد أطباء أخصائيين لاستقبال المواطنين، وتقديم لهم مختلف المعلومات حول هذا الداء.
وتم اختيار هذه السنة شعار "نعم، يمكننا القضاء على السل: الالتزام والاستثمار والعمل"، لإحياء هذا اليوم العالمي. وأكد البروفيسور وردي أن القضاء على هذا المرض يعتمد على ثلاثة محاور رئيسة، هي التشخيص المبكر للمرض، وفحص أفراد أسرته والمقربين منه، والالتزام الصارم بالعلاج.
وفي ما يتعلق بالكشف المبكر، أوضح الأخصائي أن ظهور بعض الأعراض مثل السعال (خاصة إذا كان مصحوبا بدم)، والحمى المستمرة، وفقدان الوزن، وعدم فعالية العلاجات التقليدية، يستوجب استشارة أخصائي. وقال: "بمجرد تشخيص إصابة الشخص حامل السل الرئوي، يجب على أفراد أسرته والمقربين منه الخضوع للفحص بدورهم، لأن المريض يمكن أن ينقل العدوى إلى ما يقارب عشرة أشخاص سنويا".
وبخصوص العلاج الذي يشمل عدة أدوية، أشار البروفيسور وردي إلى أن مدته تتراوح ما بين 6 أشهر وسنة، ما يتطلب التزاما صارما. وسجلت مصلحة الأمراض الصدرية بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية لوهران، أزيد من 130 حالة إصابة بالسل خلال سنة 2024، من بينها 70 حالة استدعت دخول المستشفى نظرا لتعقيداتها أو شدّتها، حسب المسؤول، الذي أشار إلى أن مصلحته تستقبل مرضى من مختلف ولايات غرب البلاد.
ومن جهتها، أبرزت البروفيسور ترفاني جهيدة، رئيسة مصلحة استكشاف الأمراض الصدرية بنفس المستشفى، أن مرض السل يمكن علاجه بنسبة 97 ٪ إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، لكنه قد يكون قاتلا إذا لم يتناول المصاب الدواء بانتظام.
مركز حقن الدم فضاء للتضامن في رمضان
يعرف مركز حقن الدم لولاية وهران التابع للمؤسسة الاستشفائية الجامعية "أول نوفمبر 1954"، حركة دؤوبة في كل ليلة من ليالي رمضان، إذ يتوافد العشرات من المواطنين للتبرع بكمية من هذه المادة الحيوية. ويصبح هذا المكان مفعما بالحركة ابتداء من الساعة الثامنة والنصف من كل ليلة؛ بين أطباء وممرضين وساهرين على العملية، ومتبرعين يتوافدون جماعات أو فرادى على هذا الفضاء، الذي يميزه التضامن والكرم.
وأبرز الدكتور محمد ديدي، الطبيب المنسق بالمركز، أن زهاء 50 متبرعا يقبلون كل ليلة خلال الشهر الفضيل، مضيفا أن مخزون الدم ينخفض خلال هذه الفترة بسبب الصيام، وتغيير أوقات العمل، حيث يفتح المركز أبوابه للمتبرعين كل ليلة؛ لتدارك هذا النقص. كما أضاف أن المركز يقوم بتنظيم حملة متنقلة، حيث تخصص شاحنة لجمع الدم في الساحات العمومية، وبالقرب من المساجد، مبرزا أن حوالي 20 عملية جمع متنقلة تنظَّم كل سنة خلال شهر رمضان.
فيض من الكرم
يفتح مركز حقن الدم لولاية وهران، أبوابه إلى غاية الثانية صباحا، ليتيح الفرصة لكل من يرغب في المساعدة، والتبرع بشيء من دمه، لأشخاص هم في أمسّ الحاجة إليه. ورغم تعب نهار كامل من الصيام يصل المتبرعون بابتسامة عريضة على وجوههم، وعزم فذ في قلوبهم، مجسدين ذلك الحافز التضامني الذي يدفعهم للتضحية بالراحة والسمر في سهرات رمضان، في سبيل المساعدة، وإنقاذ من هم في حاجة إلى هذه المادة الحيوية.
ويهيمن على غرفة الانتظار جو هادئ، تتخلله محادثات خفيفة وابتسامات متبادلة بين المتبرعين من حين لآخر. كما تتجلى روح التضامن في أروع أشكالها في هذا الجو الخاص، حيث يهبّ الشباب والكهول للتبرعم بدمهم.
وقال حميد ـ وهو متبرع منتظم في الأربعين من العمر ـ إنه يتبرع بالدم من أجل "إنقاذ الأرواح"، فهي طريقته للتضامن والمشاركة في هذا الشهر المبارك. وذكر الدكتور ديدي، من جهته، أن أغلب المتبرعين في هذه الفترة من السنة، تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 سنة.
وفي غرفة الانتظار، قال رجل ستيني جاء للتبرع: "من المهم أن ننقل هذه الروح التضامنية إلى الأجيال الصاعدة"، مشيرا بصوت هادئ، إلى أنه جاء للتبرع بكمية من دمه من أجل قريب له مريض في المستشفى. وحسب الدكتور ديدي، فإنّ هناك نوعين من المتبرعين: أولئك الذين يتبرعون لأقارب لهم سيخضعون لعمليات جراحية، أو آخرين في حاجة إلى الدم، إلى جانب المتطوعين.
ويحرص فريق من الأطباء والممرضين على أن تتم كل عملية تبرع في أفضل الظروف. ويسهرون على راحة المتبرعين. كما يولون أهمية كبيرة لأكياس الدم، حيث يتم جمعها وتحليلها بعناية، وتخزينها لتكون جاهزة عند الحاجة.