سكان حي "الثوار" ينتفضون
حنفيات بمياه ملوثة.. وشكاوى بلا ردّ

- 499

استهجن سكان حي "الثوار" أو المعروف باسم "رود براهم" وسط مدينة قسنطينة، تجاهل السلطات المحلية رسائلهم وشكاواهم الأخيرة، خصوصا منها المتعلقة بإيجاد حل لمشكل المياه الملوثة التي تصل حنفياتهم، فضلا عن النفايات التي غزت الحي. تساءل سكان "رود براهم" الذي يتجاوز عدد قاطنيه 3 آلاف نسمة، عن سبب لا مبالاة المسؤولين بإيجاد حل لمعاناتهم ومشاكلهم، خاصة ما تعلق بمشكل تلوث مياه الشرب، الذي لم يجد التفاتة جادة من قبل المنتخبين المحليين لتسوية هذا المشكل، مشددين على ضرورة التزام مسؤولي المجلس الشعبي البلدي، بوعودهم التي قطعوها لهم خلال حملاتهم الانتخابية.
وأكد المشتكون لـ "المساء"، أن مشكل تخوفهم من تلوث هذه المادة الحيوية، أنساهم وضعيتهم المزرية، ومطالبهم اليومية الأخرى التي كانوا يطالبون بها، وهي التهيئة، وتوفير الضروريات، إذ باتت مياه الشرب شغلهم الشاغل، مضيفين أن صبرهم قد نفد تجاه المسؤولين المحليين والجهات المعنية، التي لم تتحرك رغم العديد من الشكاوى والنداءات، وبلغت بهم الأمور حد الاستنجاد بوالي الولاية نظرا للمعاناة التي يتكبدونها.
وأكد المشتكون أن آخر تحليل مخبري قام به مكتب النظافة والتطهير بمندوبية القطاع الحضري سيدي راشد خلال الشهرين الفارطين، أظهر تلوث مياه حنفيات الحي، وعدم صلاحيتها للشرب، ما جعل مسؤولي المندوبية يقومون بتحذير السكان من الشرب منها. كما تم إبلاغ مصالح الأمن وشركة "سياكو"، لاتخاذ الإجراءات المناسبة، غير أن الوضع لايزال على حاله منذ شهرين، إذ لم تتحرك الجهات المعنية لاتخاذ أي إجراء بالرغم من أن شبكات مياه الشرب قديمة ومهترئة جدا، وكثيرا ما تحدث تسربات سواء بقنوات الصرف الصحي أو شبكات المياه، وهو ما رجح، حسبهم، فرضية اختلاط المياه الصالحة بالمياه القذرة. وأضاف المشتكون أن النفايات المنتشرة بشكل كبير في حيهم أمام غياب تام للمصالح المعنية التي لم تبال بالمشكل، ساهمت في زيادة تشويه منظر الحي، الذي يضم بنايات هشة وآيلة للسقوط، مؤكدين أن انتشار النفايات وصل إلى غاية المؤسسات التربوية، وحتى المساجد، في منظر يقشعر له البدن! على حد قولهم. وأرجع محدثونا السبب الرئيس وراء غرق الحي في القمامة بشكل دوري، إلى التذبذب الكبير الذي عرفته عملية الجمع من قبل أعوان البلدية الأم، حيث قالوا إن حيهم تحوّل في ظرف قصير، إلى شبه مفرغة عمومية نتيجة الكم الهائل من أكياس النفايات التي تُرمى في كل مكان. ومن جهتها، أقرت مؤسسة المياه والتطهير "سياكو"، باهتراء شبكة مياه الشرب على مستوى العديد من الأحياء القديمة ببلدية قسنطينة الأم، والتي تم إحصاؤها كنقاط سوداء للتكفل بها، حيث يُنتظر أن يتم إعادة تجديد العديد من الشبكات، ومنها شبكة "رود براهم" القديمة جدا، وهذا بمشروع ستتكفل به مديرية الري.