دعم الشباب في قلب السياسات التنموية
خدمات "أونجام" لـ 14 ألف امرأة بقسنطينة

- 129

❊ إحصاء 1800 مؤسسة نسوية
❊ دعم 1200 عائلة ريفية
تشهد ولاية قسنطينة، في ظل التوجه الحكومي، نحو دعم الاقتصاد المحلي وتعزيز التنمية المستدامة، حركية غير مسبوقة في برامج تمكين المرأة والشباب، من خلال مشاريع ومبادرات تقودها أجهزة الدعم والمرافقة في مجال المقاولاتية.
كشفت أطراف فاعلة في هذا المجال، وفي مقدمتها الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر "أونجام"، والوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "ناسدا"، وكذا مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، نهاية الأسبوع الماضي، عن نتائج ميدانية واستراتيجيات طموحة لسنة 2025، تهدف إلى تحويل المهارات الفردية إلى مشاريع اقتصادية فعلية، تعمل على تحقيق الثروة واستحداث مناصب الشغل.
وأجمع مديرو الهيئات الثلاث، على أن قسنطينة أصبحت، اليوم، نموذجًا في تجسيد السياسات الوطنية لدعم المرأة وتمكين الشباب، من خلال مقاربة متعددة المحاور، تجمع بين التمويل، التكوين، المرافقة والتسويق، وهي جهود تشكل، حسبهم، رافعة حقيقية للتنمية المحلية، وتفتح أمام الفئات المنتجة، آفاقًا جديدة لتحقيق الثروة والاكتفاء والاندماج الاقتصادي الفعلي.
المرأة القسنطينية في طليعة المشاريع المصغرة
أكد مدير وكالة تسيير القرض المصغر بقسنطينة، "أونجام"، سامي هباش، أن وكالته سجلت أكثر من 14 ألف امرأة مستفيدة من خدماتها، وهو ما يعكس الإقبال المتزايد على التمويلات المقدمة، لاسيما من قبل النساء الماكثات في البيت، اللواتي يمثلن أكثر من 70 بالمئة من المستفيدات.
أضاف المسؤول الولائي للوكالة، أن طبيعة القرض غير الربوي المشجع، جعلت من الوكالة الحاضنة الأولى للمشاريع المنزلية، والتي انطلقت في البداية، في أنشطة تقليدية، على غرار صناعة الحلويات، الخياطة والعجائن التقليدية، قبل أن تتوسع لتشمل قطاعات مستحدثة، كاستخلاص الزيوت، صناعة الصابون، مواد التجميل الطبيعية والأجبان.
وأشار هباش، إلى أنه، تم دعم هذه المبادرات، بتمويلات تصل إلى 100 مليون سنتيم، كقرض ثلاثي، و10 ملايين سنتيم لشراء مواد أولية، مؤكدا في نفس السياق، أن "أونجام" أطلقت مشاريع واتفاقيات جديدة لسنة 2025، أبرزها دعم الأنشطة المتنقلة عبر دراجات نارية مهيأة، كمقاهٍ ومطاعم متنقلة وورشات ميكانيك وكهرباء، وكذا تمويل ألف شاب لجمع المواد القابلة للرسكلة، فضلا عن اتفاقية مع مؤسسة "جيبلي" للحليب لتوزيع مشتقات الحليب عبر دراجات نارية مبردة، مع دعم مشاريع نقل السلع عبر الدراجات النارية، تماشيًا مع تطور التسويق الإلكتروني، وتشجيع الاستثمار في الفلاحة، زراعة الزعفران، الأركان، وتربية المائيات، واتفاقية مع "اتصالات الجزائر"، لتمويل عتاد تركيب الألياف البصرية لفائدة الشباب... وغيرها من المشاريع والاتفاقيات الأخرى.
تكوين وتمويل لمؤسسات نسوية
من جهته، أعلن مدير وكالة دعم وتنمية المقاولاتية "ناسدا" بقسنطينة، عبد الحميد خلوف، أن الوكالة مولت أكثر من 1800 مؤسسة مصغرة تملكها نساء، أي بنسبة 13 بالمائة من مجموع المشاريع الممولة في الولاية، وهو ما يعكس التزام هذه الهيئة بتعزيز ريادة الأعمال النسوية.
وأشار المتحدث، إلى أن وكالة "ناسدا"، تسير وفق استراتيجية جديدة، ترتكز على التكوين المقاولاتي عبر مراكز تطوير المقاولاتية المنتشرة في الجامعات ومؤسسات التكوين المهني، لتمكين الشباب من إدارة مشاريعهم بفعالية.
كما أبرز خلوف، أهمية الاتفاقية الموقعة مع "أونجام"، التي تتيح تمويل توسعة المؤسسات المصغرة المنشأة، في إطار القرض المصغر، وهو ما يساهم ـ حسبه- في ديمومة المشاريع وتحفيز المستفيدين من كلا الجهازين على التطور والنمو.
48 خرجة ميدانية وإحصاء 158 أسرة منتجة في رمضان
كشف مدير النشاط الاجتماعي والتضامن بقسنطينة، عبد القادر دهيمي، عن جهود مكثفة تبذلها مصالحه في مجال دعم المرأة الريفية، وتمكين العائلات المنتجة، عبر برامج قطاعية تشاركية، ترتكز على خارطة طريق واضحة، تشمل التحسيس، المرافقة، التكوين، والتسويق.
أضاف المسؤول، أنه وفي إطار اتفاقية إطار بين وزارة التضامن ووزارة اقتصاد المعرفة، تم تنفيذ حملة ميدانية واسعة خلال سنة 2025، شملت 48 خرجة إلى مشاتي ومناطق نائية، مست ما يقارب 1209 عائلة، حيث تم التحسيس بالقرض المصغر وصفة المقاول الذاتي.
كما تمت -حسب مسؤول المديرية- مرافقة 51 امرأة راغبة في إنشاء نشاطات مدرة للدخل، وتلقينها تكوينات خاصة بإنشاء وتسيير المشاريع، فضلا عن تسجيل 158 أسرة منتجة، شاركت في الأسواق الجوارية التضامنية خلال شهر رمضان 2025، وقدمت منتجات تقليدية وعصرية، تعكس التنوع والإبداع المحلي.
وقد نوه دهيمي، بوجود نماذج ناجحة لنساء ريفيات، تمكن من تأسيس مؤسسات مصغرة، وتوفير مناصب شغل، مؤكدًا أن هذه النتائج، دليل على فعالية البرامج التضامنية في إدماج المرأة اقتصاديًا، وتحقيق العدالة الاجتماعية.