"المساء" تستطلع واقع المصالح البيومترية ببلديات العاصمة
خدمات راقية في مستوى تطلعات المواطنين
- 1003
تعرف المصالح البيومترية ببلديات العاصمة، حركة دؤوبة، في المدة الأخيرة، من أجل استخراج بطاقات التعريف الوطنية والجوازات البيومترية، بعدما أصبح المواطنون ملزمون باستخراجها، وفق تعليمة رسمية من وزارة الداخلية، في انتظار إلغاء التعامل ببطاقة التعريف القديمة، وهو الأمر الذي واكبته المصالح المختصة بترتيبات نوعية، من شأنها تخفيف الضغط على مستخدمي الإدارات وإراحة المواطنين. وقد وقفت "المساء" على هذه العملية ببعض البلديات.
تواصل العديد من بلديات العاصمة، مجهوداتها بتسخير إمكاناتها المادية والبشرية، لتمكين المواطن من استخراج الوثائق البيومترية في ظروف حسنة، مثلما هو الحال بكل من باش جراح، بوروبة، الحراش والجزائر الوسطى التي زارتها "المساء".
المواطن مرتاح بالجزائر الوسطى
جولة "المساء" الأولى، كانت إلى بلدية الجزائر الوسطى، التي أكدت جاهزيتها لاستقبال المواطنين الذين ينوون استخراج بطاقات التعريف وجوازات السفر البيومترية، وقد فتحت، في هذا الشأن، مكتبين جديدين لتوفير هذه الخدمة.
كانت هذه البلدية نموذجا في تجسيد عملية استخراج الوثائق البيومترية من البلدية بدل الدائرة، رفقة عدد من بلديات العاصمة، لتعمم التجربة بعدها على باقي البلديات.
وانطلقت الخدمات بهاذين المكتبين ـ حسبما أكده لنا بعض الأعوان ـ في ظروف حسنة، مؤكدين أن المواطنين يقومون بإيداع ملفات بطاقات التعريف الوطنية وجوازات السفر البيومتريين في أريحية تامة، علما أن المصلحة الجديدة التي تم إنجازها في الطابق الأول، مزودة بكل الوسائل الخاصة باستخراج هاتين الوثيقتين الرسميتين.
تتربع القاعة المخصصة لهذه العملية، على نحو 100 متر مربع، ونصب بها جهاز تنظيم خدمة المواطنين في قاعة الانتظار، من أجل سحب وإيداع جوازات السفر، ففي حال إيداع الملف، يمكن الضغط على زر إيداع، فيقدم له الجهاز معلومات عن الوثائق المطلوبة في الملف، سواء تعلق الأمر بجواز السفر أو بطاقة التعريف الوطنية، وكذا رقم تسلسله في قاعة الانتظار، والأمر نفسه عند سحب أو تسلم الجواز أو البطاقة.
خدمات في المستوى ببلدية باش جراح
كشفت بلدية باش جراح، عن مواصلة جاهزيتها لاستقبال المواطنين في مصلحتي جواز السفر وبطاقة التعريف البيومترية، الراغبين في استصدارهما، بهدف تحسين الخدمة العمومية وعصرنة الإدارة.
وأكد رئيس مصلحة بالبلدية، لـ"المساء"، أن مصالح الحالة المدنية شرعت في إصدار جوازات السفر وبطاقات التعريف البيومتريين، عقب استحداث شبابيك خاصة بهذه الخدمة، وعممت العملية تدريجيا على باقي بلديات ولاية الجزائر العاصمة والوطن.
وأوضح المتحدث، أن هذه العملية، تأتي في إطار تحسين الخدمة العمومية وعصرنة الإدارة، لاسيما في شقها المتعلق باستخراج الوثائق الرسمية لتقريب الإدارة من المواطن، فضلا عن القضاء نهائيا على الاكتظاظ والطوابير الطويلة التي طبعت الدوائر الإدارية، وتسببت في خلق فوضى عارمة، لاسيما خلال الفترة الماضية.
وأكد مصدر "المساء"، أن البلدية جهزت قاعة خاصة لاستقبال ملفات المواطنين في أحسن الظروف، مع التأكيد على توفير جميع الإمكانيات المادية والبشرية، لاستقبال المواطنين الراغبين في استصدار الوثيقتين في أحسن الظروف، مشيرا إلى أن عددا معتبرا من الأعوان تلقوا تكوينا مكثفا طيلة 15 يوما بالدائرة الإدارية للدار البيضاء، بهدف التحكم في تقنيات الإعلام الآلي، الخاصة بإصدار جوازات السفر وبطاقات التعريف البيومتريين.
مواطنو بلدية بوروبة يستحسنون الخدمة
لاحظت "المساء" ببلدية بوروبة، حركة غير عادية، من خلال الإجراءات الجديدة المتخذة لاستقبال المواطنين في ظروف حسنة، لاستخراج جواز السفر وبطاقة التعريف البيومترية، وهي الفكرة التي استحسنها سكان البلدية، مؤكدين أن العملية خففت الضغط عن الدائرة الإدارية للحراش، التي تعرف ضغطا كبيرا على هاتين المصلحتين، لاسيما مع تفعيل تعليمة تحويل جواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية إلى وثيقتين بيومتريتين.
كانت بلدية بوروبة في الموعد، وسباقة في تطبيق التعليمة التي تقضي باستخراج بطاقة التعريف وجواز السفر من البلديات، من خلال توفير 4 مكاتب جديدة، تتضمن عتادا جديدا بالبلدية، ويسهر طاقم إداري على تقديم الخدمة للمواطنين في وقتها المحدد.
وأكد لـ"المساء"، بعض العمال، أن السلطات المحلية على مستوى هذه البلدية، تعمل جاهدة على ضمان التواصل وتقريب الإدارة من المواطن، من خلال جملة النشاطات والمجهودات المبذولة في السياق، منوها بأن سكان المنطقة بإمكانهم استخراج جوازات سفرهم وبطاقة التعريف الوطنية من البلدية، دون التوجه إلى الدائرة الإدارية، مضيفا أن كل التعليمات التي تصب في ضمان الخدمة العمومية للمواطن، وتخفيف العبء عنه، ستكون بلدية بوروبة سباقة في تطبيقها دون تهاون.
ارتياح كبير وسط المواطنين
أعرب بعض المواطنين، الذين التقيناهم بمختلف بلديات العاصمة، عن ارتياحهم الكبير للخطوة التي قامت بها وزارة الداخلية، والتي تخص استخراج جواز السفر وبطاقة التعريف الوطنية من البلديات بدل الدوائر الإدارية، إذ لم يكن بعضهم على دراية بالفكرة، وهي خطوة تسعى من خلالها وزارة الداخلية، إلى تقريب الإدارة من المواطن، والتقليل من الضغوط والمشاكل المفروضة عليه، لحظة توجهه إلى الدوائر بالعاصمة، حيث رحب بها الكثيرون، بالنظر إلى نقاطها الإيجابية، من خلال استحداث مكاتب بمقرات جديدة، لاسيما في البلديات التي تعاني ضيق المقرات، وهو الأمر الذي سيخفف على المواطن عبء التنقل والانتظار من أجل الحصول على بطاقة تعريف أو جواز سفر، سواء عند استخراجهما أو إعادة تجديدهما. كما تهدف العملية، إلى إحداث نوع من الاتصال بين المواطن ومسؤوليه بالبلدية، وبين البلديات والدوائر بشكل عام.