سكان الناحية الغربية للعاصمة يطالبون بخطوط "التراموي والمترو"
دراسات قائمة لبحث سبل القضاء على الاختناق المروري
- 173
نسيمة زيداني
طرح بعض العارفين بخفايا الطرقات بولاية الجزائر، إشكالية مخطط النقل الحضري، وحركة المرور بمعظم بلديات العاصمة، التي تشهد اختناقا مروريا طيلة أيام الأسبوع، تعدتها إلى العطلة الأسبوعية، خصوصا أن العاصمة تُعد قطبا اجتماعيا واقتصاديا وحتى سياسيا، وتعرف حركية كبيرة، ما يضاعف عدد المركبات ومستعملي الطرقات المتوجهين للعاصمة من كل ولايات الوطن.
وكشفت أغلب الدراسات التي تقوم بها مصالح ولاية الجزائر للقضاء على الازدحام المروري بمختلف بلديات العاصمة، أن زيادة اختناق حركة سير المركبات بالعاصمة، تعود لعدة عوامل، منها قلة حظائر المكوث، وكثرة التقاطعات، وقلة الملتقيات الدائرية والمحاور، وقلة المسالك والممرات المحمية المخصصة للمشاة، ونقص تنظيم المرور.
ولاحظت "المساء" أن حركة المرور تتوقف في أوقات الذروة بالطرق السريعة والاجتنابية، حيث يساهم توافد المواطنين في ساعة معيّنة عبر الطرق السريعة، في عرقلة الحركة المرورية. كما إن عدم مبالاة المواطن بإعطاء الأولوية لأصحاب المركبات الكبرى، يضاعف من حجم المشكل. وتصبح حركة المرور صعبة حتى على مستوى الطرق السريعة. ويكون الازدحام عادة في الطرق الاجتنابية؛ لأن القادم من المدينة يكون استغرق وقتا كبيرا للخروج من زحمتها؛ لذا يقوم بتجاوزات في الطرق السريعة، لاستدراك الوقت الضائع.
أسباب وحلول للقضاء على الظاهرة
تحدّث بعض مستعملي الطرقات بالعاصمة، عن أهم الأسباب التي تؤدي للاختناق المروري، أهمها انعدام محطات الربط في مداخل العاصمة جنوبا وشرقا وغربا. حيث يضطر القادمون من الضواحي وغيرها من المدن لا سيما السيارات الخاصة، للدخول إلى مراكز المدينة؛ ما يضاعف توقف الحركة المرورية. ويتسبب ذلك في الانسداد الكلي في حركة السير، خاصة في أوقات الذروة، يقول أحدهم، موضحا أن هذه المحطات توفر حظائر لركن السيارات؛ حيث تتسع لحجم المركبات التي تنوي دخول العاصمة، وتكون مؤمّنة. وتتوفر على مرافق خدماتية سريعة.
كما أجمع محدثونا على أن عدم احترام إشارات المرور خصوصا في مفترق الطرق بمداخل ومخارج الطرق السريعة، يساهم، أيضا، في مضاعفة الضغط. كما إن عدم احترام المواطن الإشارات الضوئية والقيام بتجاوزات خطيرة على اليمين، واستحداث رواق رابع وخامس على شريط الأروقة الثلاثة، يؤدي إلى حوادث مرور خطيرة، وبالتالي تتوقف الحركة المرورية في غالب الأحيان، علما أن فرق الدرك والأمن الوطنيين تعمل في أغلب الأحيان، على تسهيل الحركة المرورية.
للإشارة، اقترحت مصالح ولاية الجزائر سابقا، إنشاء محطات الربط بمداخل العاصمة، وتحيين مخططات المرور، والتقليل من التقاطعات الموجودة، وإنشاء الملتقيات الدائرية، إلى جانب الجسور والمحولات للتخفيف من الضغط، مع منع مرور الشاحنات الكبرى التي تنقل البضاعة عبر موانئ العاصمة، التي تساهم في عرقلة حركة المرور، والإسراع في استكمال مركز ضبط المرور الذي انطلقت السلطات المعنية في إنجازه، حيث يتحكم هذا الأخير في حركة السير بالعاصمة، وبإمكانه ضبط المخالفين لاحتوائه على أجهزة وكاميرات لمراقبة الحركة المرورية داخل المدينة. ويضاف إلى ذلك وقف إنجاز المستشفيات والأقطاب الجامعية داخل المدينة، واقتراح إنجاز مثل هذه المنشآت خارج العاصمة؛ للتقليل من الكثافة المرورية.
إنشاء محطات "تراموي" وتمديد خط المترو كحلول أخرى
ومن بين المطالب التي قدمها سكان غرب العاصمة على غرار عين البنيان والشراقة وزرالدة، إيجاد برامج استعجالية واحتياطية؛ كإنشاء محطات "ترامواي" جديدة، أو تمديد خطوط المترو للتحرك نحو العاصمة. ورأوا هذه المقترحات حلولا، ستساهم في التقليل من حجم الازدحام المروري، الذي عرقل حياتهم، خصوصا في الفترة الصباحية، وأوقات الذروة.
كما يشتكي سكان الناحية الشرقية أيضا، من الزحمة المرورية يوميا، خصوصا بدرقانة والرويبة؛ حيث يمضي السائقون وقتا كبيرا في الطرقات المذكورة في اتجاه العاصمة. وطلب المتضررون من مسؤولي القطاع، التحرك للقضاء على الخناق، وفك انسداد السير مقابل عدد المركبات المتوجّهة نحو العاصمة، ناهيك عن المحوّل الدائري الموجود بمنطقة قهوة الشرقي باتجاه الطريق السريع نحو ولاية الجزائر.
ولا يقتصر الأمر على هذه المنطقة فقط، بل تجددت المعاناة أيضا على مستوى موقف الحافلات تحت الجسر بباب الزوار، الذي يتسبب في فوضى عارمة وسط الطريق، وكذلك محاور طرق أخرى يعاني فيها المواطنون، الذين يفضّل كثير منهم الخروج باكرا كل يوم، لتفادي الوقوع في الزحمة، خاصة أن وسائل النقل تبقى غير كافية رغم تدعيم مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري "إيتوزا" ، بخطوط جديدة.
كما طالب بعض من تحدثنا إليهم بإنجاز محطات لنقل المسافرين بمعايير دولية تحتوي على المياه الصالحة للشرب، والمراحيض العمومية، ومكان للاستراحة، فضلا عن فتح الطرق السريعة لربح الوقت، والتقليل من الزحمة المرورية، وتعديل مخطط النقل، وتقليص أسعار وسائل النقل.