فيما تتواصل حملات التحسيس بمخاطر "القاتل الصامت"
دعوات لاقتناء أجهزة الغاز محلية الصنع
- 281
دعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك، على لسان رئيسها مصطفى زبدي، المواطنين، إلى اقتناء أجهزة "كاشف الغاز" محلية الصنع، كونها تحترم معايير السلامة، لتفادي تسجيل حالات اختناق قاتلة، حيث أكد محدث "المساء"، أن صاحب المصنع لا يمكنه تسويق أجهزة لا تتوفر على السلامة، لذا على المستهلك اقتناء هذه الأجهزة والمدفآت التي تحافظ على أمنهم وسلامتهم، تزامنا مع موسم الشتاء.
طالب المحدث، بتشديد عمليات الرقابة، قبل بداية تسويق مختلف علامات المدفآت وكواشف تسربات الغاز، لتفادي بيع نماذج لا تتوفر على معايير السلامة للمواطنين، مؤكدا أن منظمته تنصح المواطنين بشراء الأجهزة محلية الصنع، سواء لكواشف تسربات الغاز أو المدفآت، لأن أصحاب المصانع لا يمكنهم تسويق أجهزة لا تتوفر على السلامة، في ظل وجود الرقابة الدائمة.
وعن تسويق الأجهزة المغشوشة في السوق، أكد زبدي، أن المشكل ليس وليد اليوم، حيث تم اكتشاف بعض العلامات "غير المطابقة" للمواصفات التقنية المعلنة، موضحا أن الغش في كواشف الغاز، يعتبر أخطر من المدافئ غير المطابقة، لأن أجهزة كشف تسربات الغاز تعطي أمانا للمواطنين الذين يظنون أنهم بمجرد تركيبها في المنازل، يمكنهم إغلاق جميع منافذ التهوية في أيام البرد الشديد والنوم باطمئنان، وعندما تكون هذه الكواشف مغشوشة، فإنها تؤدي، حسبه، للوفاة المحقق.
حملات تحسيسية لاقتناء منتوج مطابق للمعايير
قال نفس المتحدث، إنه حان الوقت لتكثيف حملات التحسيس، وإعلام المواطنين باختيار منتوجات مطابقة للمعايير التي تحميهم من "القاتل الصامت"، لتركيبها داخل المنازل، مشيرا إلى أن كواشف تسربات الغاز توفرها مؤسسة "سونلغاز" في المنازل، بالمجان، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وتتم مراقبتها وتتحصل على المطابقة من قبل خبراء "سونلغاز"، وهي آمنة للاستعمال بنسبة 100 بالمائة، وتحافظ على أمن وسلامة المواطنين.
كما أشار زبدي، إلى أن المدفآت التي لا تحرق الغاز جيدا، وتعاني من خلل في بعض تجهيزاتها، تسبب خطرا كبيرا، لكن أخطارها تقل مع وجود فتحات التهوية، والمشكل راجع إلى غلق منافذ التهوية، ما يؤدي بالأشخاص إلى استنشاق هواء مسموم بترسبات غاز أحادي أكسيد الكربون.
ونصح، في سياق تصريحه لـ"المساء"، المواطنين، بضرورة الاستعانة بمختصين محترفين في الترصيص، يمتلكون شهادات وتكوين، وليس بعض الهواة الذين يدعون معرفتهم بهذا الاختصاص، ما يجعلهم يرتكبون أخطاء قاتلة في عملية تركيب إمدادات أنابيب الغاز، وتركيب المدفآت واستعمال مواد غير آمنة. وكشف، بالمناسبة، أن الأجهزة تختلف، منها ما يختص بالكشف عن غاز أحادي أكسيد الكربون، ومنها ما يكشف عن الغاز عموما، لذا وجب على كل مواطن، الاستفسار عن نوعية الجهاز من التاجر أو أي مختص في المجال، عند الشراء.
"سونلغاز" تواصل تركيب أجهزة كواشف الغاز
تواصل مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز بولاية الجزائر، عملية تركيب أجهزة كشف غاز أحادي أكسيد الكربون في البيوت مجانا، تزامنا مع موجة البرد التي تمس البلاد، وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية، الرامية إلى الحد من حوادث الاختناق الناجمة عن احتراق الغاز بأجهزة التدفئة، وسخانات المياه والمواقد.
وشرع عمال المصالح التقنية لمديرية توزيع الكهرباء والغاز، في تنصيب جهازين اثنين لكشف غاز أحادي أكسيد الكربون في كل بيت مجانا، أحدهما بجانب المدفأة، والآخر بالمطبخ بجانب سخان المياه، بعد معاينة الدارة الداخلية لتوزيع الغاز. ويطلق جهاز الكشف، الإنذار مباشرة بعد أن يسجل نسبة 10 بالمائة من تسرب غاز أحادي أكسيد الكربون، مما يمكن من تنبيه المواطن، وتهوية المسكن لتفادي حالات الاختناق، حيث تمس عملية معاينة الدارة الداخلية للغاز، وتنصيب أجهزة الاستشعار لغاز أول أكسيد الكربون، جميع المواطنين بدون استثناء.
وطالبت المصالح المختصة، بالتكثيف من عمليات تحسيس وتوعية المواطنين، ومراقبة المساكن العائلية، باستعمال جميع الوسائل المتاحة، خاصة وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، للحد من مخاطر غياب أو انسداد منافذ تصريف الغازات المحترقة بالمنزل، وتفادي حوادث التسممات، مشددا على ضرورة أن تمس العملية كذلك، كل الهيئات، خاصة المؤسسات التربوية، التي تشتغل بها المدافئ بالغاز الطبيعي، لحماية التلاميذ والعمال من خطر "القاتل الصامت".
حملات ضد القاتل الصامت إلى غاية أفريل المقبل
تبقى أخبار الموت بالغاز، تطل علينا مع بداية كل فصل شتاء، رغم الحملات التحسيسية التي تقوم بها مختلف الأجهزة من حماية مدنية ودرك وطني ...وغيرها، علما أن كل هذه الحوادث لم تدفع المواطنين إلى توخي الحذر والتعامل مع الغاز ومختلف الأخطار الأخرى بجدية أكبر. وأشارت مصالح مديرية توزيع الكهرباء والغاز بالعاصمة، إلى أن عملية التحسيس بخطر "القاتل الصامت"، والوقاية من الحوادث المنزلية والاختناقات الناجمة عن الغاز، ستستمر إلى غاية شهر أفريل المقبل، بالنظر إلى حجم الخسائر الناجمة عن ذلك، لاسيما الأرواح، حيث ستجوب العديد من البلديات، وفق رزنامة معينة، مع التركيز على الأحياء السكنية الجديدة. كما ستنتقل القافلة التحسيسية إلى المؤسسات التربوية والإقامات الجامعية والساحات العمومية والمكتبات ودور الشباب، وغيرها من المرافق التي تستقطب المواطنين، حيث تشمل دروسا توعوية حول هذه الأخطار.
ويبقى الهدف الأسمى من تنظيم هذه الحملات التحسيسية، هو تقديم صورة واضحة ومبسطة حول خطورة التسربات الغازية، وكيفية استعمال الكواشف والمدفآت، لما لها من أهمية بالغة في حماية حياة المواطنين.