في ملتقى جهوي حول الأمن الغذائي بقسنطينة

دعوة إلى رقمنة الثروة الحيوانية ودعم التعاونيات المتخصصة

دعوة إلى رقمنة الثروة الحيوانية ودعم التعاونيات المتخصصة
  • القراءات: 618
شبيلة. ح شبيلة. ح

مختصون: ارتفاع أسعار المواشي مرده الجفاف وغلاء الأعلاف والتربية التقليدية

دعا المشاركون في الملتقى الجهوي للبياطرة، الذي نظمته جمعية البياطرة الخواص بقسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى ضرورة رقمنة قطاع تربية الحيوانات، لتسهيل التعريف والإحصاء الخاص بالثروة الحيوانية التي تملكها الجزائر.

طالب المشاركون في الطبعة الخامسة للملتقى، الذي شارك فيه أزيد من 140 بيطري من عدة ولايات شرقية، على غرار باتنة، أم البواقي، ميلة وخنشلة وغيرها، في توصياتهم، بالعمل على تطهير وتنظيم مهنة مربي الحيوانات، والدفع في سبيل إنشاء تعاونيات متخصصة في شتى مجالات تربية الحيوانات، مع مراعاة خصوصية كل منطقة، وإعادة النظر في سياسة دعم المربين وإحداث ميكانيزمات فعالة، لوصول الدعم إلى أصحابه الحقيقيين.

أوصى المختصون والبياطرة في هذا الملتقى الجهوي، الذي جاء بهدف تسليط الضوء على دور الطبيب البيطري في الإنتاج الحيواني والأمن الغذائي، والذين اتخذوا أضحية العيد لهذه السنة، محورا أساسيا لملتقاهم، بتشجيع تكثيف إنتاج الأعلاف بكل أنواعها وتدعيمها، مع استعمال الطرق العصرية والبحث في كيفية خفض تكلفة الإنتاج، وتطوير البحث العلمي في مجال زراعة الأعلاف والبحث عن بدائل أقل تكلفة وذات مردودية جيدة، فضلا عن تدعيم المصالح البيطرية بشريا وتطويرها وتمكينها من الوسائل اللوجستيكية، لأداء عملها في أحسن الأحوال وبطريقة فعالة.

ارتفاع في أسعار الأعلاف بمرتين

أجمع مهنيو التخصص، خلال تدخلهم، على ارتفاع أسعار الأعلاف بمرتين ونصف المرة عن السعر الذي كان متداولا من قبل، والعوامل الطبيعية وحالة الجفاف التي عاشتها البلاد في الفترة الأخيرة، وتأثيرها على وفرة الكلأ والأعلاف، حيث تعرف أسعار الماشية ارتفاعا كبيرا، كما جعلت هذه الأسباب أيضا، المئات من المربين في عدة ولايات يعجزون عن مواجهة التكاليف، بالتالي تخليهم عن التربية، وهو ما ساهم في تراجع عدد الأبقار وطنيا ومحليا بالخصوص، بالتالي إحداث التأثير المباشر على نشاط الأطباء البيطريين، الذين اضطر بعضهم إلى التوقف عن النشاط الطبي وتحولهم إلى نشاطات أخرى.

البيطري خط الدفاع الأول على صحة الإنسان

من جهتها، دعت رئيسية جمعية البياطرة الخواص، الدكتورة بومقورة خديجة، إلى تثمين دور الطبيب البيطري، مشيرة إلى أن سلامة صحة الإنسان مرتبطة عضويا بصحة الحيوان، على اعتبار أن 40 بالمائة من البروتينات التي يستهلكها الإنسان مصدرها حيواني، واعتبرت المتحدثة أن الطبيب البيطري، يعد خط الدفاع الأول على صحة الإنسان، والعنصر الفعال والحامي لكل المنتجات ذات المنشأ الحيواني، موضحة، أن دور البيطري لا يقتصر على العلاج فقط، بل المرافقة التقنية، كونه الناصح للحصول على إنتاج حيواني جيد. فيما أكد البروفيسور ميرود كمال، من جامعة الطارف، والمختص في الميدان البيطري وأمراض التناسل عند جميع الحيوانات، على أهمية استرجاع الثروة الحيوانية وتنميتها، كونها ضرورة اقتصادية لتحقيق الأمن الغذائي، إلى جانب إلزامية الترقيم الوطني للماشية من أجل تسهيل متابعتها صحيا وإحصائيا، وتوجيه الدعم لمستحقيه، داعيا إلى تشجيع إنشاء التعاونيات الفلاحية، وتشديد الرقابة والردع على أماكن الذبح غير الشرعي للإناث، وتصنيف الموالين حسب نمط التربية؛ موال، وموال مختص في تربية السلالات المحلية، وموال منتج، مكثف، ومربي المواشي المعدة للتسمين.

ارتفاع أسعار الأضاحي مرده التغذية التقليدية

عن المحور الخاص بأسباب ارتفاع أسعار أضاحي العيد، تزامنا مع عيد الأضحى، أرجع البروفيسور السبب الرئيسي للظاهرة التي تشهدها الجزائر سنويا، إلى التغذية التقليدية، حيث قال، إن الموال لازال يعتمد على التربية التقليدية التي ورثها عن أجداده، بدل تطويرها والاعتماد على الأساليب والتقنيات الحديثة، فضلا عن غلاء أسعار الأغذية الموجهة للماشية، والتي تكون مستوردة في أغلبها، كالذرة، إلى جانب غياب أماكن ومساحات خاصة بالرعي، حيث أن معظم المربين ليس لهم أراض خاصة، زيادة على العديد من الأسباب الأخرى.