شدد صيادلة جزائريون، خلال اليوم الدراسي الوطني السابع للصيادلة، المنظم، أمس، بقسنطينة تحت شعار "مد جسور الممارسة الصيدلانية الناجعة: رقمنة، ابتكار، مستجدات"، على ضرورة تطوير الممارسة الصيدلانية، إذ أكدوا على أهمية تبني الرقمنة والابتكار لمواكبة التطورات التكنولوجية في هذا القطاع الحيوي، وضمان جودة الرعاية الصحية للمواطنين.

أوصى المشاركون في التظاهرة التي جمعت أكثر من 2000 صيدلي من مختلف التخصصات، بتكييف مدونة أخلاقيات مهنة الصيدلي، لتتماشى مع أساليب الممارسة المتطورة، حيث شددوا على ضرورة توضيح مفهوم الفعل الصيدلاني، من خلال عدة محاور رئيسية، تشمل الأخلاقيات المهنية، الرقمنة، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي. كما أكدوا على أهمية عقد شراكات مع أقسام كليات الصيدلة، للإشراف على خريجي هذا المجال مستقبلاً، نظرا للدور الحيوي للصيدلي في النظام الصحي.

ناقش المشاركون في هذا اللقاء، الذي جمع صيادلة وأكاديميين ومختصين، التطورات الهائلة التي يشهدها قطاع الصيدلة، في ظل التحول الرقمي والابتكار، حيث أكدوا أن التحول الرقمي يساهم في تبسيط العمليات الإدارية، وتحسين إدارة سلاسل التوريد، وتوفير معلومات دقيقة ومحدثة بشكل مستمر للصيادلة، مما يساهم في تقليل الأخطاء الدوائية، وتحسين رعاية المرضى. كما سلطوا الضوء على الابتكار في مجال صناعة الأجهزة الطبية، كأحد المحاور الأساسية لتطوير القطاع الصيدلاني، مشيرين إلى أن الجزائر تشهد نموا ملحوظا في هذا المجال.

دعا المشاركون إلى تشجيع الابتكار في مجال الأجهزة الطبية، حيث أشار وليد قيسمون، رئيس الفرع النظامي للصيادلة، ناحية قسنطينة، إلى أن سوق الأجهزة الطبية شهد تطورا سنويا كبيرا بنسبة 6.99٪، بحلول عام 2024، رغم التحديات التي تتعلق بتوريد المواد الأولية وتأثيرات جائحة "كوفيد-19". وأوضح المتحدث، أن الجزائر تنشط بها حوالي 40 مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم في مجال تصنيع الأجهزة الطبية، مما يساهم في الحد من الواردات، ويعزز القدرة التنافسية للصناعة الصيدلانية.

أبرز المتحدثون، أهمية تعزيز الشراكات بين القطاعين الصيدلاني والأكاديمي، لتطوير كفاءات الصيادلة الجدد، وتأهيلهم لمواجهة التحديات المستقبلية. واعتبروا أن هذه الشراكات ستساهم في توفير برامج تدريبية متقدمة، تلبي احتياجات السوق، وتضمن تخريج صيادلة متميزين، قادرين على تقديم خدمات صحية عالية الجودة. كما أكدوا على ضرورة تحديث مدونة أخلاقيات مهنة الصيدلي، لتواكب التطورات التكنولوجية الحديثة، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لضمان ممارسة مهنية شريفة ومسؤولة، في ظل التحديات الجديدة التي يفرضها العصر الرقمي.