كشفت مصادر من مديرية الري والموارد المائية لولاية الجزائر لـ"المساء"، عن تكفل مصالحها بعملية تنقية وصيانة عدد من أقبية الحظيرة السكنية القديمة التابعة لدواوين الترقية والتسيير العقاري، والتي تحولت إلى وكر للبعوض. والسبب الحقيقي لانتشاره خاصة على مستوى الأقبية، المياهُ الراكدة بها، التي تستدعي التدخل العاجل للحد من هذا المشكل، الذي يتكرر مع حلول فصل الشتاء. 

ويأتي هذا التدخل بناء على تعليمة صدرت عن والي الجزائر العاصمىة، محمد عبد النور رابحي، القاضية بالتدخل للقيام بأشغال صيانة وتنظيف أقبية العمارات القديمة التابعة لدواوين الترقية والتسيير العقاري، بعدد من بلديات العاصمة؛ حيث سيتم مباشرة الأشغال؛ استجابة لانشغالات المواطنين الذين يعانون، جراء تدهور وضعية بناياتهم، وتحول أقبيتها إلى مرتع للبعوض، وانتشار الروائح الكريهة، وانعكاس ذلك على راحتهم.

وفي هذا الصدد، ذكرت نفس المصادر أنه يجري حاليا، تحديد قائمة البنايات المعنية التي ستمسها  الأشغال، حسب الميزانية المتوفرة التي خصصتها ولاية الجزائر لهذه العملية، والمتمثلة في تنقية الأقبية، وتجفيفها من المياه الراكدة، وإعادة  تأهيلها للقضاء على مشكل تجمّع مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار بهذه الأماكن.

وكان سكان العديد من العمارات ولايزالون يعانون مشكل انتشار البعوض والحشرات الضارة والروائح الكريهة الآتية من أقبية العمارات، خاصة على مستوى بعض الأحياء التابعة لدواوين التسيير العقاري وحتى لمؤسسة "عدل"، والمؤسسة الوطنية للترقية العقارية رغم أنها حديثة الإنجاز، وتستدعي التدخل لتنقيتها، وإيجاد حل نهائي لها.

وكان سكان حي 536 بسباعات بالرويبة، رفعوا تقريرا مفصلا إلى مديرية الري والموارد المائية لولاية الجزائر، تحوز "المساء" على نسخة منه، عن معاناتهم الناتجة عن الوضعية الكارثية للأقبية المملوءة بالمياه الملوثة، التي تحولت إلى هاجس حقيقي بالنسبة لهم، في انتظار مباشرة عملية التنقية وإعادة تأهيل أقبية عماراتهم القديمة.

ولا يقل الوضع سوءا عن العمارات التي فيها أقبية رغم حداثة إنجازها، منها عمارات 2946 مسكن بأولاد الحاج بالكاليتوس، وحي "عدل" الكروش بالرغاية، وحي 500 مسكن أل بي بي بالرويبة، وعمارات حي "الصواشات" وغيرها؛ إذ لم تفلح كل المبيدات المستعملة في التخلص من البعوض، بما فيها المبيد الذي ترشه مؤسسة النظافة الحضرية لولاية الجزائر؛ بسبب امتلاء الأقبية بالمياه، خاصة على مستوى حي 500 مسكن أحمد مدغري بالرويبة، الذي يستدعي تدخّل المؤسسة الوطنية للترقية العقارية للنظر في هذا المشكل الذي تفاقم هذه الأيام بصفة ملفتة للانتباه، والذي سيتعمق أكثر بحلول فصل الشتاء، خاصة في بعض البنايات التي تتسرب إليها مياه الأمطار، لتتجمع في أقبيتها.