مسجلا إرتفاعا قياسيا في سعره هذا الموسم

زيت الزيتون بـ 1500 دينار للّتر ببومرداس

زيت الزيتون بـ 1500 دينار للّتر ببومرداس
  • 429
حنان. س حنان. س

❊ توقُّع تراجع الأسعار إلى ما دون 900 دينار بدخول إنتاج ولايات أخرى 

❊ المطالبة بإنشاء مخبر للقضاء على الزيت المغشوشة

بلغت أسعار اللتر الواحد من زيت الزيتون بولاية بومرداس، حدود 1500 دينار في أحد أغلى المواسم على الإطلاق. ويُرجع منتجو هذه الزيت المباركة ذلك، إلى عدة عوامل تقف وراء هذا الارتفاع الكبير في الأسعار، وعلى رأسها ظاهرة "المعاومة" ما بين المواسم. غير أن بعض الأصداء تفيد بتوقع انخفاض الأسعار بصفة تدريجية خلال ديسمبر الجاري، لا سيما بعد دخول إنتاج ولايات البويرة وبجاية وجيجل.

كشف عدد من منتجي الزيتون وزيته المشاركين في معرض الإنتاج الفلاحي لولاية بومرداس الذي نُظم مؤخرا، عن أن أسعار اللتر الواحد من زيت الزيتون التي تتراوح حاليا ما بين 1000 و1500 دج في أحد أغلى المواسم، مرشحة للانخفاض تدريجيا، خاصة بعد دخول إنتاج بعض الولايات؛ مثل بجاية، وجيجل والبويرة، والتي تُعد من بين أكثر الولايات إنتاجا للزيتون وزيته، ناهيك عن الجودة المضمونة. 

وفي هذا الصدد، أكد محدثو "المساء" من منتجي زيت زيتون من بلديات بني عمران وبغلية وكذا شعبة العامر، أن سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون، بلغ حاليا حدود 1500 دج، لا سيما بالنسبة للبكر الممتاز، وهو من أهم أنواع زيت الزيتون وأجودها، بينما يصل اللتر من زيت الزيتون العادي، إلى ما بين 1000 و1200 دج، مرجعين ارتفاع الأسعار مقارنة بمواسم سابقة بالدرجة الأولى، إلى بداية عملية الجني والعصر؛ ما يعني أنه عادة ما يسجَّل ارتفاع سعر اللتر الواحد مع بداية كل موسم، بالنظر إلى توفر الزيتون ذي الجودة العالية، وبالتالي تحصيل نوعية جيدة من الزيت، ثم تحصيل المراتب الأخرى من نفس الزيت؛ ما يوافقه انخفاض في السعر مقارنة بالنوعية الأولى. 

كما أشار المتحدثون إلى تناقص إنتاج الزيتون في ولاية بومرداس؛ بسبب ظاهرة "المعاومة" ؛ أي أن الإنتاج المتوقع هذه السنة، سيكون منخفضا مقارنة بالموسم الماضي، الذي سجل إنتاجا جيدا، وهكذا حسب المواسم. غير أنهم أوضحوا، في المقابل، أنه يُرتقب بداية من منتصف ديسمبر الجاري، تراجع في الأسعار تدريجيا، لتصل إلى ما دون 1000 دينار، بل ارتقب أحد الفلاحين أن تتراوح بين 800 أو 900 دج على أقصى تقدير. إلا أنه اعترف في هذا الصدد، بارتفاع هذا السعر، مطالبا بتثمين أكثر لهذه الشعبة الفلاحية المهمة جدا.

وفي هذا السياق، أشار أحد الفلاحين من بلدية بغلية منتج للزيتون وزيته، إلى بقاء مشاكل الشعبة الفلاحية للزيتون تراوح مكانها منذ سنوات بالرغم من النداءات المتكررة، بتثمين هذا المنتوج، والخروج به من دائرة الفلكلور، متحدثا في هذا السياق، عن كون إنتاج زيت الزيتون بولاية بومرداس، يبقى رهينة التضاريس وإشكالية فتح المسالك؛ حيث قال إن محور "تاورقة- أعفير" بالجهة الشرقية للولاية، يسجل تضاريس صعبة، يتعذر معها وصول الفلاحين إلى أشجار الزيتون الكثيفة ذات الإنتاج الجيد، وهو الأمر الذي يحتّم على هؤلاء أحيانا، ركوب الدواب وقصد الأشجار في موسم جني الزيتون، في الوقت الذي رفعوا فيه طلبات كثيرة إلى الجهات المعنية، بفتح المسالك، وتهيئتها بصفة دورية. وفي معرض حديثه عن تثمين منتوج زيت الزيتون بصفة حقيقية، لفت محدّث "المساء" إلى الأهمية القصوى التي تكتسيها مسألة القضاء على الزيت المغشوشة التي تباع في الطرقات، داعيا جهات الرقابة إلى بذل مزيد من الجهود بالتنسيق مع عدة جهات؛ لتطويق هذه الظاهرة، التي تؤثر، بشكل مباشر وسلبي، على عملية تثمين هذه الشعبة. كما طالب بفتح مخبر خاص بزيت الزيتون؛ من شأنه المساهمة في تثمين هذا المنتوج، مع وضع وسم للزيوت حسب المناطق، وكذا تواريخ نهاية الصلاحية.. وكلها خطوات تساهم في تطوير الإنتاج، وتثمينه، وتسهيل تصديره، مثل ما هو معمول به في بعض دول حوض المتوسط، مناشدا الجهات المختصة لتسهيل مهمة فتح هذا المخبر، الذي سيكون بمثابة الإضافة الحقيقية والبنّاءة في عملية تثمين منتوج زيت الزيتون بالولاية، والوطن ككل.

جدير بالذكر أن أرقام مديرية المصالح الفلاحية لبومرداس، تشير إلى بلوغ المساحة الإجمالية لأشجار الزيتون بالولاية خلال هذا الموسم، 8543.15 هكتار، منها 7606 هكتار مساحة منتجة، ما يقابلها 880028 شجرة زيتون منتجة، بينما يتوقع أن تصل كمية الزيتون المنتج خلال نفس الموسم، إلى قرابة 63 ألف قنطار.