حيهم لا يبعد سوى بـ6 كيلومترات عن وسط قسنطينة

سكان الجباس يطالبون بفك عزلتهم وبعث مصنع الجبس

سكان الجباس يطالبون بفك عزلتهم وبعث مصنع الجبس
  • القراءات: 676
شبيلة.ح شبيلة.ح

جدد قاطنو حي الجباس القديم، الواقع بأعالي مدينة قسنطينة، مطلبهم للوالي، من أجل التدخل لانتشالهم من الأوضاع المزرية التي يعيشونها منذ سنوات في منطقتهم، التابعة إقليميا للبلدية الأم، والتي لا تبعد سوى بـ6 كيلومترات عن وسط المدينة.

طالب المشتكون من سكان الحي، الذي تقطنه حوالي ألف نسمة، بفتح مسلك آخر للحي، من أجل انتشالهم من العزلة، حيث قالوا إن مسلك حي بن الشرقي هو الوحيد لولوج منطقة الجباس عبر جسر صغير، فوق المجرى المائي "عين الزيت"، الذي يهدد السكان بالعزلة، إذا ما تم قطعة أو طرأ به أي طارئ، مشيرين إلى أن الثلوج الأخيرة التي لاتزال تكسوا رؤوس الجبال المحاذية لسكناتهم، أثارت تخوفهم من احتمال العزلة التي تهددهم، ليطالبوا بطريق ومسلك ثان، من خلال فتح مسلك بين الجباس وبوصوف، المقدرة مسافته بثلاثة كيلومترات، مع تعبيد جزء من الطريق الوطني رقم 21، والمقدر هو الآخر بـ 3 كلم، ولم يستفد من إعادة تهيئة وتعبيد منذ سنة 1995.

وقد طرح السكان في حديثهم مع "المساء"، جملة من المطالب الأخرى التي كانت لا تخرج عن الضروريات، على غرار العيادة الصحية، حيث قالوا إن منطقتهم تفتقر لمرافق صحية تجنبهم التنقل للأحياء المجاورة، من أجل الاستفادة من أبسط العلاجات، مؤكدين أنهم يضطرون إلى قطع مسافة لا تقل عن 4 كيلومترات، للوصول إلى أقرب مستوصف صحي، والواقع في حي بن الشرقي، لتلقي العلاج، فيما يضطر المرضى وأصحاب الحالات المستعجلة إلى التنقل للمستشفى الجامعي لتلقي العلاج، وأشار السكان إلى أن إحدى العائلات في الحي، تبرعت بقطعة أرضية قريبة من المسجد، لبناء عيادة متعددة الخدمات، من شأنها إنهاء معاناتهم في الجانب الصحي، غير أنها لم تجسد إلى حد الساعة.

أثار المشتكون مشكل الغياب التام للمواصلات، فرغم نداءاتهم المتكررة للجهات المسؤولة، قصد التدخل العاجل لتزويد الحي بحافلات النقل الحضري والمواقف الضرورية، إلا أن مطالبهم بقيت حبيسة الأدراج، الأمر الذي جعل المواطنين يقطعون كيلومترات سيرا على الأقدام، من أجل الوصول إلى محطة النقل عبر مدخل الغابة، لقضاء حاجياتهم اليومية، فيما يجبر آخرون على الاستعانة بسيارات الفرود التي تكلفهم مصاريف إضافية، ليطالبوا من مديرية النقل، الوقوف على واقع ما يحدث في هذا الحي المعزول، حيث أكدوا أن الحافلات السبع المسجلة لتوفير النقل بالحي، بالكاد تعمل منها اثنتان فقط. من جهة أخرى، تحدث المشتكون من سكان الحي، عن معاناتهم مع انعدام شبكات الصرف الصحي، مما جعلهم ينشؤون قنوات عشوائية، ويحفرون خنادق بمحاذاة منازلهم لتصريف المياه الملوثة في العراء، مع كل ما ينجر عن ذلك من روائح كريهة وانتشار كبير للحشرات والأمراض والأوبئة.

ولم تقتصر المعاناة على الكبار فقط، فتلاميذ المؤسسات التعليمية يعانون الأمرين، في ظل غياب النقل المدرسي، حيث يضطر التلاميذ إلى التنقل بصفة يومية إلى المؤسسات التربوية بالأحياء المجاورة، والتي تبعد بمساقة 4 كيلومترات عن حيهم يوميا، من أجل الوصول إلى أقرب ابتدائية، وهي ابتدائية "مولاي محمد"، مضيفين أنها تقع وسط غابة، مع انعدام الأمن، مما يجعل بعض الأولياء يجبرون على مرافقة أبنائهم مرتين في اليوم على الأقل، ناهيك عن الذين يدرسون بمدارس البلدية الأم، مؤكدين في نفس الوقت، أنه يتعذر تنقل الأطفال إلى مدارسهم في فصل الشتاء، بسبب صعوبة الأمر، حيث تتحول الطرق غير المعبدة إلى أوحال ومجار مائية بسبب كميات المياه المتراكمة. وقد واصل السكان عد مشاكلهم والنقائص التي تشهدها المنطقة، ليطالبوا بتحويل مصنع الجبس المغلق منذ سنوات، إلى مركب رياضي، لغياب المرافق الرياضية والترفيهية بالمنطقة، أو إعادة بعثه من جديد، قصد توفير مناصب شغل، لامتصاص البطالة التي خيمت على شباب المنطقة.