بلدية بوسيف أولاد عسكر بجيجل
سكان مشتة "بوزنة" يطالبون بالتنمية وفك العزلة
- 1047
ناشد قاطنوا مشتة "بوزنة"، الواقعة ببلدية بوسيف أولاد عسكر، في ولاية جيجل، السلطات المحلية والولائية على حد سواء، التدخل العاجل لنفض الغبار عنهم وفك العزلة التي خنقتهم منذ سنوات، في ظل قساوة الطبيعة، خاصة في فصل الشتاء، وغياب أبسط ضروريات الحياة بها.
طالب القاطنون في حديثهم لـ"المساء"، بمشاريع تنموية من شأنها أن تخلصهم من معاناة لطالما أفقدتهم الأمل في مواصلة العيش بالمشتة، مؤكدين في هذا الصدد، أن أهم مشكل يعانون منه، يتمثل في اهتراء الطرقات وانعدام المسالك الفلاحية، لاسيما الطريق الذي يربط بمركز البلدية على مسافة 2 كلم، والذي أصبح هذا الطريق غير صالح للسير، ويشهد تدهورا كبيرا جراء كثرة الحفر والانكسارات، ويزداد الأمر تعقيدا خلال فصل الشتاء، بسبب تساقط الأمطار وجرف السيول أجزاء منه، إذ وجدوا أنفسهم في عزلة تامة عن العالم الخارجي، كما تشهد الطرق الداخلية وضعية كارثية، باعتبارها مسالك ترابية لا تصلح -حسب السكان- حتى للسير عليها بالأقدام، حيث تتحول إلى برك ومستنقعات مائية. ولعل ما زاد الطين بلة، غياب النقل بالمنطقة بسبب عزوف الناقلين الخواص عن العمل على هذه الخطوط، بسبب تدهور حالة الطرقات وتسببه في أعطاب لمركباتهم، مما جعلهم يقطعون مسافات طويلة مشيا على الأقدام، لقضاء حاجاتهم اليومية.
اشتكى المواطنون من نقص وسائل النقل المدرسي، حيث يقطع أبناؤهم التلاميذ الذين يدرسون بالمدرسة الابتدائية في مشتة الزويتنة، على مسافة 4 كلم سيرا على الأقدام، خاصة في الفترة المسائية، وصعوبة تضاريس المنطقة والمناخ بها في فصل الشتاء، حيث يغيب النقل المدرسي ويقتصر على نقل التلاميذ في الفترة الصباحية فقط، ومنهم من يتوجه ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام إلى المدرسة، حسب تصريح الأولياء لـ«المساء"، نتيجة النقص الفادح في حافلات النقل المدرسي، وكذا النقل العمومي للخواص، مما أثر سلبا على تحصيلهم العلمي، نتيجة تأخرهم يوميا عن مقاعد الدراسة وظروف تمدرسهم الصعبة. كما يعاني سكان المنطقة، من نقص في المياه الصالحة للشرب، واعتمادهم على الطرق البدائية للحصول على الماء من الينابيع المتدفقة من الجبال، والتي غالبا ما تجف في فصل الصيف، مما يجعلهم في رحلة مستمرة في البحث عن قطرة ماء، أضف إلى ذلك، معاناتهم مع قارورة غاز البوتان التي تعرف هي الأخرى، نقصا فادحا خاصة في فصل الشتاء، خاصة خلال الاضطرابات الجوية، وتساقط الثلوج، والأمطار والبرودة الشديدة التي تتميز بها بلدية بوسيف أولاد عسكر بقراها ومشاتيها، فيقول المواطنون؛ إن معاناتهم مع هذا الوضع يزداد تأزما كل فصل شتاء، بسبب البرودة الشديدة وندرة قارورة غاز البوتان، التي يتم جلبها من مركز البلدية أو من البلديات المجاورة، وارتفاع سعرها، فتصبح الغابة ملاذهم الوحيد في الطهي والتدفئة.
فيما يخص المرافق الترفيهية والرياضية، فهي -حسب محدثينا- منعدمة تماما، الأمر الذي جعل شبابها معرضين لمختلف الآفات الاجتماعية التي تنخر جسد المجتمع. من جهتهم، عبر سكان قرية "بوزنة"، عن استيائهم من انعدام قنوات الصرف الصحي، مما جعل حياتهم تتحول إلى جحيم، وقد ظل هذا المشكل مطروحا منذ سنوات، ولم يعرف حلا، رغم استعانة قاطنيها بحفر الصرف الصحي التقليدية، وتهيئتها بطرق فوضوية، ناهيك عن حالة الانسداد التي تعرفها هذه الأخيرة، بين الفينة والأخرى، متسببة في انتشار الروائح الكريهة، الأمر الذي يؤثر على صحتهم، وما ينجر عنه من أمراض خطيرة، خاصة المتنقلة عبر المياه، وأمراض الحساسية الجلدية، والأمراض الصدرية والتنفسية. أمام هذه الوضعية المزرية، طالب سكان مشتة "بوزنة" الجهات المعنية، بالتدخل العاجل لإخراجهم من العزلة، والعمل على تحسين ظروفهم المعيشية، من خلال استفادة المنطقة من برامج تنموية، باعتبارها منطقة ظل بامتياز.