لإحياء عيد الفراولة المحلي
سكيكدة تضبط آخر الترتيبات

- 153

تستعد ولاية سكيكدة لإطلاق فعاليات مهرجان عيد الفراولة المحلي، بعد غياب دام سنتين، حيث ترأس الوالي السعيد أخروف نهاية الأسبوع الأخير، اجتماعا خصّص لتقييم وضبط آخر الترتيبات والتحضيرات الخاصّة بمهرجان عيد الفراولة.
وحسب معلومات تحصّلت عليها "المساء"، يتضمّن البرنامج الخاص بالتظاهرة، تنظيم معرض للفراولة بمشاركة منتجي سكيكدة، بالإضافة إلى معرض حول الموضوع ومسابقات حول أحسن إنتاج للفراولة وأحسن كعك للفراولة وأحسن مربى للفراولة وأحسن عصير للفراولة، زيادة إلى مسابقة من تنظيم مديرية الثقافة لأحسن تقرير مصور حول موضوع "عيد الفراولة" لسنة 2025، إلى جانب تنظيم معارض مختلفة في الصناعة التقليدية وأنشطة فنية وثقافية ورياضية وغيرها من الأنشطة.
نحو إنتاج 1900 قنطار من الفراولة
وتتوقع المصالح الفلاحية لولاية سكيكدة خلال الموسم الفلاحي الحالي، تحقيق إنتاج يفوق 1900 قنطار من الفراولة التي تتربّع على مساحة إجمالية تقدّر بحوالي 39 هكتارا بمردود يصل إلى حدود 50 قنطارا في الهكتار الواحد. وما يميّز خاصية الفراولة بسكيكدة أن اغلبها تغرس خارج البيوت البلاستيكية ممّا يكسبها نكهة خاصّة ومتميّزة. وينطلق موسم جني هذه الفاكهة، في شهر أفريل من كل سنة، حيث يقدّر عدد منتجي هذه الفاكهة بالولاية حوالي 500 فلاّح يتمركز نشاطهم في مناطق تمالوس وعين زويت وبوشطاطة وعين الزويت وبمنطقة سطورة ببلدية سكيكدة.
هذه قصة ظهور "لمكركبة" بسكيكدة
لفراولة سكيكدة المتميّزة المعروفة بـ"فراولة روسيكادا" أو "الفراولة لمكركبة" قصة، فحسب المصادر المتنوّعة التي جمعتها "المساء"، فإن أول منتوج للفراولة عرفته مدينة سكيكدة كان سنة 1885، وبالضبط بمرتفعات سطورة الجبلية المطلة على البحر، وبالضبط على مستوى الشاطئ الكبير.
وتشير الروايات المتواترة، أنّ أوّل من أدخل هذه الفاكهة القادمة من أوروبا إلى سكيكدة أحد المعمرين الإيطاليين، قام بزراعتها في منطقة سطورة أين أثمرت وحقّقت نتائج كبيرة إنتاجا ونوعية، وفي غفلة عن هذا المعمّر الايطالي، قام أحد السكيكديين من أهالي المنطقة بأخذ إحدى الشتلات من تلك النبتة العجيبة ذات الذوق المميز واللون المائل إلى الاحمرار، بتمريرها داخل حذائه البلاستيكي، خفية عن صاحب الأرض الذي كان يخضع كل عماله للتفتيش عند مغادرة المزرعة، ليقوم بغرسها، ولم يكتف بذلك، بل راح يوزع الشتلات على باقي الفلاحين.
وبعد نجاح التجربة أصبحوا هم أيضا يعرضون منتوج الفراولة المحلية في أسواق المدينة، مما فاجأ المعمر الذي وجد بالسوق منافسين له، ومن هنا بدأت حكاية فاكهة الفراولة في الانتشار من نصف هكتار سنة 1885، إلى حوالي 900 هكتار خلال سنة 2024، موزعة على بلديات سكيكدة وعين الزويت وبوشطاطة وتمالوس. وحسب الأرشيف الكولونيالي، فإن 14 عائلة إيطالية فقط اشتهرت خلال تلك الحقبة، بزراعة الفراولة السكيكدية.
أنواع جديدة تدخل سكيكدة
في سنة 1970 وفي إطار الإرشاد الفلاحي الذي اعتمده معهد تنمية زراعة محاصيل الخضر، تم إدخال نوعين جديدين من الفراولة هما "التيوغا" التي أصبحت نسبة إنتاجها محليا تقدر بحوالي 10 بالمائة، و"الدوغلاس" أيضا بـ 10 بالمائة، وما يميزهما عن الباقي، حجمهما الكبير نوعا ما وشكلهما الجميل، لكنهما تحملان نسبة عالية من الحموضة، لتبقى من إيجابيات هذين النوعين، قدرتهما على مقاومة النقل وتحمل مدة التخزين التي تصل إلى أربعة أيام، في سنة 2006، قامت مصالح مديرية الفلاحة للولاية بإدخال نوع جديد من توت الأرض يسمى "الكوندونغا" التي تم تجريبها لأول مرة في نواحي المصيف القلي داخل بيوت بلاستيكية.
فراولة "روسيكادا" الأجود ذوقا ونكهة
وإذا كانت بسكيكدة أنواع كثيرة من الفراولة "كتيوغا" و"دغلاس"و"الكماروزا"و"تيتسيلفا" و"الشوندلار" و"سبلان"، إلاّ أنّ أجودها من حيث الذوق والنكهة، فراولة "روسيكادا" التي لا تقاوم، أو كما تعرف محليا بفراولة "لمكركبة"، التي لا يوجد مثلها على المستوى الوطني إطلاقا، هذه الأخيرة التي تقدر نسبة إنتاجها في الولاية بحوالي 90 بالمائة، تتميز بكثرة حلاوتها عن باقي فراولة المناطق الأخرى، رغم صغر حجمها وضعف مقاومتها، حيث لا تتعدى مدة تخزينها يومين، زيادة إلى هذا، فإن فراولة "روسيكادا" تحتوي على كميات جد كبيرة من الفيتامينات، لأن منتجوها لا يستعملون الأسمدة.
رغم الوفرة فإنّ الأسعار تخضع للعرض والطلب
إذا كانت أسعار باقي أنواع الفراولة لا يتعدى 300 د.ج/ كلغ الواحد حسب ما وقفنا عنده في أسواق سكيكدة، فإنّ سعر الكيلو من فراولة روسيكادا (لمكركبة) يفوق الـ 450 د.ج، وأرجع بعض المنتجين سبب ارتفاع أسعارها إلى قلّة إنتاجها بخلاف الفراولة العادية التي أصبحت تزرع داخل البيوت البلاستيكية على مدار السنة، ومن ثمّة، فإنّ أسعارها تخضع لقانون العرض والطلب، ناهيك عن إقبال أصحاب الفنادق بسكيكدة على اقتناء فراولة روسيكادا التي أصبحت كما قيل لنا، مطلوبة بكثرة.