موالون يبررون عدم عرض مواشيهم بالمدن

"سماسرة" يشكون ركود أسواق الماشية وعزوف المواطن

"سماسرة" يشكون ركود أسواق الماشية وعزوف المواطن
  • القراءات: 404
 نسيمة زيداني نسيمة زيداني

تعرف السوق الشعبية بالحراش (الإسطبلات الخمس) المعروفة بـ سانكوري، ركودا مع دخول موسم عيد الأضحى هذه السنة؛ حيث أدى ارتفاع الأسعار إلى غياب المشترين لأسباب متعددة، حسبما أكد الباعة لـ "المساء". ويُرجع المراقبون أهم سبب وراء ركود سوق الماشية، إلى غلاء الأضاحي بالأسواق الأسبوعية بالولايات الداخلية مقارنة بالسنوات الماضية؛ على غرار الجلفة، والأغواط، وعين الدفلى، وسطيف. وأبدى مربو وتجار الماشية بسوق الحراش، تخوفهم الكبير من خروجهم بخسائر عوضا عن الأرباح، لا سيما مع عزوف المواطنين عن اقتناء المواشي المعروضة مقارنة بالسنوات الماضية.

ركود بأسواق الماشية وغياب للزبائن

زيارة "المساء" لسوق الحراش جعلتها تلاحظ عرض مختلف المواشي بمختلف أحجامها، الصغيرة منها وكبيرة الحجم؛ إذ أكد أحد الباعة أنه قام بشراء 200 رأس غنم منذ أزيد من شهر، لكنه لم يتمكن من بيع سوى 30 رأسا، معربا في نفس الوقت، عن قلقه من تراجع الطلب على شراء الأضاحي قائلا: كمية ما تم نقله للبيع هذه السنة يقدر بـ 200 رأس. وما تم بيعه لا يتجاوز 30 رأسا من الخرفان، وهو ما يعني أننا على أبواب خسائر مالية في حال الفشل في بيع ما تبقّى من رؤوس الماشية".

وأضاف تاجر آخر: "في السنوات الماضية، كان الزبائن يحجزون ويشترون الأضاحي قبل عيد الأضحى بشهر أو أكثر"، مشيرا في نفس الوقت، إلى أنه فى سابقة غير معتادة في مثل هذا التوقيت قبيل عيد الأضحى، تشهد مختلف أسواق الماشية حالة من الركود في حركة البيع والشراء؛ حيث امتلأت الأسوق بالأغنام والخرفان والعجول، وغاب المشترون؛ ما جعل التجار يكثفون من ساعات عملهم ووجودهم داخل السوق، على أمل الفوز بزبون.

وفي نفس الإطار، أيّد تاجر آخر كلام صديقه قائلا: "في السنوات الماضية كان الزبائن يحجزون ويشترون الأضاحي قبل عيد الأضحى بشهر أو أكثر. واليوم قبل  أسابيع عن العيد، هناك ركود كبير رغم استقرار الأسعار تارة، وارتفاعها تارة أخرى".

العرض أكثر من الطلب والأسعار متقلبة

زيارة "المساء" سوق "سانكوري" بالحراش، جعلتها تتساءل على الارتفاع الفاحش في أسعار المواشي التي تتراوح ما بين 8 ملايين سنتيم و15 مليون سنتيم للخروف. ورغم أن المؤشرات كانت تؤكد أن أسعار الأضاحي يُفترض أن تنخفض بنسبة لا تقل عن 15 ٪ هذا العام مقارنة بالعام السابق بسبب انخفاض أسعار الأعلاف وتخفيض الحكومة أسعار الشعير المدعم الموجه للماشية، إلا أن العكس هو ما جرى؛ حيث فرضت المضاربة منطقها على الأسواق.

ويرى بعض المواطنين أن المضاربين هم من أدخلوا السوق في حالة ركود لا يُعلم عواقبها؛ "فرغم ارتفاع المعروض إلا أننا نجد الأسعار مرتفعة في بعض المناطق"، يقول أحدهم، مضيفا أن مربي الماشية يفرضون هامش ربح معقول، يغطي مصاريف الأعلاف والنقل. وبالمقابل نجد جشع المضاربين يقفز بالأسعار.

أسعار الماشية بالمدن تحت رحمة "السماسرة"

وتحدّث المواطنون عن استغلال "سماسرة المواشي والوسطاء" المناسبة الدينية لمضاعفة أسعار المواشي؛ حيث يقومون باستغلال نقاط البيع بمختلف الأحياء؛ لعرض سلعهم بأسعار متفرقة.

وتجولت "المساء" بسوق الحراش، فلاحظت أن أسعار الماشية ارتفعت بنحو مليون سنتيم مقارنة بالسنة الماضية. وبعد أن تفاءل المواطن بانخفاضها بعد انتشار شائعة استيراد المواشي المستورَدة وتوجيهها للذبح، تفاجأ، في الأخير، بارتفاع "غير متوقع" في سعر الماشية، خاصة في العاصمة والمدن الساحلية الأخرى.

وأوضح بعض الموالين أن وفرة رؤوس المواشي في السوق لا تعني، بالضرورة، أن أسعارها ستبقى منخفضة ومعقولة؛ حيث إن "السماسرة" وجدوا في بعض المدن، فرصة غياب الموال الحقيقي للمضاربة في الأسعار؛ ما قد يعرّض أسعار الأضاحي للتقلب مع اقتراب العيد.

موالون يرفضون المغامرة بثروتهم الحيوانية

يرفض العديد من الموالين بالولايات الداخلية، جلب مواشيهم لعرضها بالمدن الكبرى والمغامرة بثروتهم الحيوانية؛ بسبب غياب المساحات والفضاءات الواسعة المراقَبة أمنيا؛ حيث إن الخلل بين العرض والطلب في سوق المواشي بين الولايات ـ يقول جليدة موال بالجلفة ـ أحدث تذبذبا في الأسعار، واختلافها الواسع بين المدن الداخلية والمدن الساحلية. هذه الأخيرة وجد فيها السماسرة والوسطاء فرصة المضاربة في الأسعار؛ بزيادة قد تصل إلى مليون سنتيم في الرأس الواحد من الماشية.

وأضاف جليدة من البيرين (الجلفة)، أن نقاط البيع النظامية "غير كافية" بالعاصمة، متسائلا: "لماذا لا تفتح السلطات المحلية بعض الفضاءات الكبيرة والمعروفة؟ ما يساعد في حل المشكل". ويرى أن الموال الحقيقي لا يغامر بثروته في حال عدم وجود الأمن؛ حيث إن 200 خروف مثلا، لا تباع ـ حسبه ـ بدون ضمانات أمنية.