رغم النقائص المسجلة وعلى رأسها الإنارة
"شاطئ القرصان" ببومرداس يستقطب آلاف المصطافين والباحثين عن الراحة
- 714
❊ حظيرة تتسع لحوالي 2500 مركبة وزوار من مختلف ولايات الوطن
❊ نداء لإعادة تهيئة الغابة الترفيهية بمدخل الشاطئ بما يزيد من عوامل الجذب
❊ مطالبة بإعادة بعض التظاهرات الثقافية للشاطئ مثل مهرجان "قراءة في احتفال"
ستقطب شاطئ "القرصان" ببلدية قوروصو في ولاية بومرداس، مئات المصطافين الذين يقصدونه من عدة ولايات. وحسب الأصداء التي جمعتها "المساء"، إثر زيارتها للمكان، فإن الانطلاقة الحقيقية لموسم الاصطياف 2024، بدأت عقب الإعلان عن نتائج البكالوريا واقتراب شهر أوت، ما يعني ترقب مزيد من الوافدين والمصطافين على هذا الشاطئ في قادم الأيام. في المقابل، تسجل عدة نقائص، سواء في الغابة الترفيهية بمدخل الشاطئ، أو بالحظيرة الشاسعة، ما يجعل التفاتة السلطات المحلية لها أمرا مهما لاستدراكها، وهو ما يزيد من عوامل الجذب إلى المكان..
ربورتاج: حنان. س
قال عبد السلام بلوارم، صاحب حق امتياز كراء شاطئ "القرصان" وحظيرة السيارات، الواقعين ببلدية قورصو، إنه يرتقب توفدا كبيرا للمصطافين الذين يقصدون هذا الشاطئ الجميل خلال الأيام القادمة، وأضاف في تصريح لـ"المساء"، التي زارت المكان، أن من بين عوامل الجذب الرئيسية الأخرى لشاطئ "القرصان"، شساعة حظيرة السيارات التي تتسع لأزيد من 2000 سيارة ومركبة، ما يجعل الولوج إليه سهلا، لاسيما مع توفر عامل الأمن.
أبرز عوامل الجذب
بالإضافة إلى وجود مركز أمن تابع لمصالح الدرك الوطني، التي يسهر عناصرها على تأمين المكان، فإن صاحب حق الامتياز، أكد أنه شغل 10 عمال موسميين للإشراف على عملية الحراسة، تم تقسيمهم ما بين حظائر السيارات والغابة الترفيهية المتواجدة داخل الشاطئ.
تعد الغابة الترفيهية، عامل جذب آخر للشاطئ، بها العديد من الألعاب لصالح الأطفال، وطاولات تسمح للعائلات بالتجمع طيلة أوقات النهار، بفضل الظلال الوارفة، ما يسمح للكثيرين بالاستراحة، أو حتى الاستلقاء وأخذ قيلولة، هربا من لفح أشعة الشمس.
يزداد توافد المصطافين على شاطئ "القرصان" وغابة قورصو، على مدار ساعات النهار، غير أن الاكتظاظ يسجل بعد العصر يوميا، لعدة اعتبارات، أولها توافد أبناء بلديات الولاية، لاسيما المجاورة، مثل بودواو، بومرداس، تيجلابين وغيرها، ناهيك عن تواجد مدينة ألعاب بمدخل الشاطئ، الذي يعد من جهته، محجا آخر للعائلات التي ترافق أبناءها للاستمتاع بالألعاب في هذه المدينة.
كما لا نغفل الإشارة إلى وجود عدة مخيمات تابعة لعدة شركات ومؤسسات، ناهيك عن وجود بيت للشباب بمحيط الشاطئ، ما يجعله مقصدا كبيرا بشكل يومي، غير أن الاكتظاظ الحقيقي يسجل أيام الجمعة، بتسجيل رقم قياسي للمركبات التي يفوق عددها عتبة 2500 مركبة، دون عد الوافدين ممن يقصدون الشاطئ مشيا على الأقدام، يضيف عبد السلام، الذي أكد أن هذه الإحصائيات، إنما يسجلها انطلاقا من عدد التذاكر الممنوحة للمركبات عند المدخل، وهو ما جعله يرتقب منحنى تصاعديا للمصطافين، انطلاقا من هذا الأسبوع إلى أواخر شهر أوت.
لم يغفل محدث "المساء"، الإشارة إلى رغبته في عودة بعض النشاطات الثقافية والتظاهرات التي كانت تقام في غابة قورصو، وكانت تشكل مقصدا آخر للعائلات، وعلى رأسها مهرجان "قراءة في احتفال"، الذي شهدت الغابة انطلاقته على الصعيد الوطني، قبيل سنوات، كذلك كانت تقام بعض المعارض للصناعة التقليدية "ونحن نتمنى أن تعود هذه التظاهرات، خاصة وأن المكان يتسع لذلك"، يقول عبد السلام، الذي أبدى استعداده لشراء حق الامتياز وكراء هذا الفضاء الغابي في حدود ما تسمح به القوانين، لإعادة تنشيط كل ذلك بما يزيد من جذب الوافدين.
في هذا الصدد، عدد محدثنا توافد عدة ولايات من الوطن على المكان، منها بسكرة، الوادي، برج بوعريريج، سطيف، البويرة، البليدة، المسيلة والجزائر العاصمة.
مطالب باستدراك نقائص الغابة والشاطئ
بالرغم من هذا التوافد الكبير على شواطئ قورصو والغابة الترفيهية، إلا أن العديد من النقائص سجلتها "المساء" في زيارتها، وحديثها لعدد من أصحاب الأكشاك التجارية بالمكان، حيث لفت يوسف، صاحب مطعم ومقهى، وهو الذي يصنف نفسه من أقدم التجار والباعة بالشاطئ، إلى نقص التهيئة عموما بالمكان، لاسيما تهيئة الإنارة التي تبقى نقطة سوداء، حسبه، تحول دون استمتاع العائلات بالسهرات الليلية في المكان، بالرغم من توفر عامل الأمن وشساعة الحظيرة التي تسهل على العائلات قصد الغابة ليلا.
الغابة الترفيهية، قال بشأنها المتحدث، إنها بحاجة إلى تهيئة شاملة، لتزيد من عوامل الجذب، وتأسف لعمليات التخريب والسرقة التي طالتها، لاسيما سرقة سياج الإحاطة المصنوع من حديد، وكذا الإهمال الكلي لكل الفضاءات بها. وأبدى يوسف أسفه للتدهور الذي طال الغابة والشاطئ عموما، ما جعله يفقد بريقه بشكل كبير، حيث قال، إنه صنف عام 2010 كأحسن شاطئ بالولاية، متسائلا عن أسباب الإهمال التي جعلته يتقهقر.
من جهته، أشار كل من صدام، بائع الشاي والمكسرات، ومحمد بائع مثلجات وألعاب مائية للأطفال، إلى أن نقص الإنارة يرهن تمديد ساعات العمل الموسمي في الفترات الليلية، رغم أن نسبة كبيرة من الأرباح تحقق في ليالي الصيف الطويلة، يقول صدام في هذا الشأن، إن الشاي مرادف حقيقي للسهرات الليلية، لكن نقص الإنارة على طول شاطئ "القرصان"، الممتد من حديقة النصر، على الحدود مع بلدية بومرداس، إلى شاطئ قدواري على الحدود مع بلدية بودواو البحري، يرهن هذا الأمر إلى حد كبير.
يقول الشاب، إنه يقوم يوميا بغلي وبيع قرابة 15 لترا من الشاي، أزيد من نصف الكمية تباع بعد العصر، عندما تتراجع أشعة الشمس قليلا، ويزيد إقبال العائلات على المكان حينها. بينما لفت محمد، بائع المثلجات، إلى توقف نشاطه التجاري الموسمي عند حدود العاشرة ليلا، أو منتصف الليل، في أحسن الحالات، واعتبر ذلك بمثابة العقوبة، حيث أكد أن أحسن ساعات بيع المثلجات تكون ليلا "غير أن نقص الإنارة وانعدامها كلية ببعض مقاطع الشاطئ، يجعلنا نتوقف مبكرا، رغم توفر عامل الأمن"، يقول محدثنا.
بينما لفت عمار، صاحب كشك لبيع الشاي والمكسرات والحلوى الإسفنجية "البنيي"، بمحيط الغابة، إلى نقص الماء، رغم وجود عدة ينابيع ماء، تم تهيئتها في مواسم سابقة، غير أنه تم نزعها حاليا بشكل كلي، داعيا بدوره إلى استدراك هذه النقائص قبيل انتهاء موسم الاصطياف، بينما اتفق جميع محدثينا على عامل النظافة، حيث يقوم أعوان "مادينات" برفع النفايات والحفاظ على نظافة المكان بصفة يومية، وعلى دوريات نهارية وأخرى ليلية، وهو عامل جذب آخر لشاطئ "القرصان".