صُنف ضمن أجمل 100 شاطئ عالميا

شاطئ وادي بيبي.. جنة في انتظار مستثمرين

شاطئ وادي بيبي.. جنة في انتظار مستثمرين
  • القراءات: 421
 بوجمعة ذيب بوجمعة ذيب

تمتلك ولاية سكيكدة شواطئ في غاية الروعة، يمكن تصنيفها من أجمل شواطئ البحر الأبيض المتوسط، لا سيما تلك التي ما تزال تحتفظ بعذريتها، مما يجعلها مقصدا للمصطافين الذين يؤمونها من كل حدب وصوب، إلى جانب القادمين إليها من ولايات داخلية بحثا عن الراحة والهدوء، كما هو حال بشاطئ وادي بيبي، الذي يبعد عن مدينة شولوس بحوالي 42 كلم، وعن عاصمة الولاية عبر بولقرود الشاطئ الكبير، أو باتجاه عين الشرايع، بحوالي أكثر من 12 كلم.
شاطئ وادي بيبي المتواجد بإقليم بلدية عين الزويت، والذي صنف سنة 1992 من بين أجمل 100 شاطئ على المستوى العالمي، يعتبر حقيقة ومجازا، من بين أجمل وأروع وأنظف شواطئ الولاية، تمتزج فيه زرقة البحر مع روعة الغطاء النباتي الممتد على طول الغابة التي تحتضنه، ناهيك عن نقاوة مياهه وجمالية صخوره التي شكلتها الطبيعة، فزادته رومانسية تريح الأعصاب، بعيدا عن ضجيج المدن بأحيائها، والأكثر من ذلك، فلهذا الشاطئ قيمة تاريخية، إذ تتواجد به آثار ميناء فينيقي وقلعتان تتوسطان شريطه الساحلي، إضافة إلى آثار أخرى قديمة تعكس رمزية المكان تاريخيا وحضاريا، يؤهله بأن يلعب دوره السياحي والثقافي.
وعن تسمية الشاطئ بوادي بيبي، حسب المعلومات التي جمعناها من هنا وهناك، من مصادر مختلفة، تقول إنها تعود لقائد روماني قاد أسطولا رسا بالشاطئ، الذي أبهره جماله، ووفاء بحبه لزوجته المسماة (بي- بي)، سمى الشاطئ باسمها.
ينقسم شاطئ وادي بيبي، الذي يبلغ طوله حوالي 3 كلم، وتقابله جزيرة صغيرة، كان يلجأ إليها البحارة كلما اضطرتهم الظروف لذلك، وكذا حجرين يطلق عليهما التوأم، كما أنه يقع بين كتلتين جبليتين تنتهي بمصب الوادي في البحر، ذات مياه نقية، ينقسم إلى 03 شواطئ صغيرة؛ الأول تقصده العائلات لأن الولوج إليه سهل وواسع، والثاني يسمى الصخرة، يفضله الشباب وهواة التخييم، والوصول إليه إما أن يكون باستعمال قارب يتم كراؤه من الشاطئ الأول الذي تتواجد به بعض القوارب، أو عن طريق المشي عبر ممر ترابي جبلي تقطعه صخرتان على مسافة 1 كلم، أما الثالث فيطلق عليه اسم شاطئ البحيرة، ويكون على بعد أمتار من شاطئ الصخرة، يستقطب بكثرة هواة التخييم.
وللذهاب إلى هذا الشاطئ برا، يمكن استعمال طريق معبد، انطلاقا من بلدية تمالوس عبر منطقة عين الشرايع، باتجاه وادي بيبي، على مسافة إجمالية تقدر بحوالي 25 كلم، أو باستعمال طريق تمالوس منطقة "بارون" على مسافة 20 كلم، أو انطلاقا من مدينة سكيكدة، مرورا بعين الشرايع، أو عبر طريق الشاطئ الكبير، انطلاقا من حي بولقرود، على مسافة تقدر بحوالي 10 كلم، عبر طرق ضيقة بها منعرجات ومنحدرات.
المنطقة وعلى جمالها وروعتها وخصوصيتها وعذريتها، فإنها ما تزال تبحث عن مستثمرين حقيقيين، لاسيما إذا علمنا أن الشريط الساحلي لبلدية عين الزويت، المقدر بحوالي 2500 متر، ومن ثمة فإنه يعد الأطول على مستوى الشريط الساحلي لعاصمة روسيكادا، كما سبق له وأن استفاد من منطقة للتوسع السياحي، تتربع على مساحة تقدر بحوالي 780 هكتار، ناهيك عن استفادة منطقة الشاطئ الكبير بدراسة مخطط الشاطئ، يضم شواطئ وادي بيبي، وادي طنجي والشاطئ الكبير، إلا أن تلك المنطقة التي تبقى كما هي، عدا بعض الأنشطة التجارية الموسمية التي يمارسها شباب المنطقة، بحاجة إلى مشاريع مجسدة على أرض الواقع، مع تشجيع الاستثمار بها، بتوجيه المستثمرين إليها، بما يعود بالنفع عليها وعلى شبابها، فمن غير المعقول، حسب بعض الشباب الذين تحدثوا لـ"المساء"، أن تولي الجهات الرسمية بالولاية أهمية، من خلال تشجيع الاستثمار على بعض مناطق الولاية، كما هو الحال بمدينة سكيكدة وفلفلة والقل، فيما تبقى مناطق التوسع السياحي الأخرى، تنتظر مشاريع قرى سياحية وفنادق، تجذب السياح، ومنه مساهمتها في تفعيل الحركة التنموية الحقة بالولاية، مع الاهتمام بفتح مشاريع تخص توسيع الطرقات الولائية المؤدية إليها، وتخصيص باخرة لنقل المصطافين إليها، انطلاقا من سطورة.