تتواجد حصرا بقرية أمناهلة ببسكرة

شجيرة ”عرق السوس” النادرة بحاجة إلى تثمين

شجيرة ”عرق السوس” النادرة بحاجة إلى تثمين
  • القراءات: 2667
نور الدين. ع نور الدين. ع

تنفرد قرية المناهلة ببلدية أمليلي، على بعد 30 كلم جنوب غرب بسكرة، بتواجد نبتة ”عرق السوس” النادرة، التي تستعمل في علاج الكثير من الأمراض، من بينها قرحة المعدة وفقر الدم وغيرها من الأمراض الشائعة، حسب بعض المواطنين الذين يتساءلون عن سبب عدم انتشار هذه الشجرة الصغيرة، التي يتعدى طولها 50 سنتيمترا، ويقتصر تواجدها على رقعة لا تتعدى مساحتها هكتارا واحدا، بقرية نائية تسمى المناهلة، وتحديدا منطقة ”الزاوية” التي كانت في السابق، أحد الحواضر الشهيرة بالمنطقة، توجد فيها زاوية ”سيدي عبد الرحمان الأخذري”.

للوقوف عند أسباب عدم انتشار النبتة ومكان تواجدها وطريقة زرعها واستعمالها، رافقت ”المساء” ساعد حيدور، أحد المواطنين القاطنين في بلدية أورلال، القريبة من بلدية أمليلي، الذي أكد أن الأمر يحتاج إلى دراسة من طرف المختصين، مضيفا أن ”عرق السوس” له فوائد  كثيرة ومتنوعة، ويستعمله سكان المنطقة في التداوي من بعض الأمراض، كفقر الدم والقرحة المعدية.

عند وصولنا إلى منطقة الزاوية، بعد قطع مسافة 10 كلم بين حقول النخيل القديمة، التي هجرها وتركها أصحابها بسبب ندرة المياه، والكثير من المشاكل المتعلقة بالنزاعات العائلية ذات الصلة بالميراث، وجدنا مجموعة من الصبية لا تتجاوز أعمارهم الـ12 سنة، بالقرب من منازلهم القصديرية، أبدوا استعدادهم لمساعدتنا على الحصول على جذور ”عرق السوس” دون مقابل، فلم نتردد بقبول العرض.

هرع أحد الأطفال إلى المنزل العائلي وعاد بمعول صغير، وبدأ فورا في عملية الحفر للبحث عن الجذور التي تستخدم كعلاج، بعد تجفيفها وتوضيبها على شكل رزم، لكن سرعان ما طلب مرافق ”المساء” ساعد هيدور، المعول من الصبي وشرع في الحفر بعمق 30 سنتمترا، فوجد كمية من الجذور.

تجاذبنا أطراف الحديث خلال مسار عودتنا، حول الأسباب التي حالت دون زراعة هذه الشجيرة واستغلال منافعها، علما أن ”عرق السوس” يستورد بالعملة الصعبة من بلدان آسيوية، حسب محدثنا، الذي طرح بدوره جملة من الأسئلة عن انحصار تواجد شجيرة ”عرق السوس” بهذه المنطقة دون غيرها.

قال إن بعض التجار القادمين من ولاية سطيف، يأتون من حين إلى  آخر إلى المنطقة، لشراء الجذور المجففة وتسويقها، مضيفا أن العرق الواحد الذي لا يتعدى طوله 10 سنتيم، يباع في الأسواق بـ 50 دينارا، وأن هذه الثروة الطبيعية ينبغي تثمينها واستغلالها لدعم الاقتصاد الوطني، على حد تعبيره.