صدق الصائم.. يفتح أبواب السماء
- 3844
يقول سبحانه: ”يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبّروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون”. الشريعة رحمة كلها، مصلحة كلها، عدل، كلها حكمة؛ فكل قضية خرجت من الرحمة إلى القسوة ومن المصلحة إلى المفسدة ومن العدل إلى الجور ومن الحكمة إلى خلافها، ليست من الشريعة ولو أدخل عليها ألف تأويل وتأويل.
«وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، قال تعالى: ”وإذا سألك”: إذا سألك ولم يقل وإن سألك؛ لأن إذا في اللغة العربية تفيد تحقيق الوقوع، بينما إن تفيد احتمال الوقوع؛ ”إذا جاء نصر الله والفتح”، ”إن جاءكم فاسق بنبأ”؛ نصر الله محقق بينما مجيئ الفاسق غير محقق؛ قد يأتي وقد لا يأتي. ”وإذا سألك عبادي عني” يعني فطرة الإنسان تقضي بعد أن هداه الله إليه، أن يتوجه بالشكر والدعاء وحده، بالسؤال والدعاء، وهذه هي حقيقة التوحيد، وهي جوهر الدين وكل دين سماوي، وقد ورد في الأثر: ”ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتُفتح لها أبواب السماء، يقول الرب: ”وعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين”.
ولو تأملنا في آيات القرآن الكريم وفي عادة السؤال لوجدنا أن كل سؤال ورد في القرآن ورد جوابه: ”يسألونك ماذا ينفقون قل العفو”، ”يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا” إلا هذه الآية: ”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”، لم ترد كلمة قل بين السؤال والجواب؛ لذلك قال العلماء: إن عدم ورود كلمة قل في هذه الآية إشعار من الله لعباده المؤمنين بأنه ليس بين العبد وربه في سؤاله له ودعائه إياه وسيط.
لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ لأن القريب يناجَى، والبعيد ينادَى، فنزلت الآية: ”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”. وأما كلمة عباد فغير كلمة عبيد، فكل من في الأرض هم عبيد لله؛ لأنهم مفتقرون في وجودهم وفي استمرار وجودهم إلى الله، لكن العباد هم الذين تعرّفوا إليه والتزموا منهجه وتقربوا منه؛ مبادرةً منهم وبمحض اختيارهم؛ فالعبد الذي جمعه عبيد هو عبد القهر، لكن العبد الذي جمعه عباد هو عبد الشكر؛ قال تعالى: ”وما ربك بظلاّم للعبيد”. ولماذا قال تعالى: ”فإني قريب”؟ قال: ”إني قريب” ليشعر المؤمن أن الله معه في كل مكان وفي كل زمان وفي كل حال، وأنه ما عليه إلا أن يدعوه مؤمنا ومخلصا، والله يجيب دعوته، لكن الإنسان لضعف إيمانه أو لضعف توحيده يدعو غير الله؛ لذلك يقول عز من قال: ”إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم”. ”فاطر” سؤال آخر: لماذا لا يستجيب الله أحيانا لمن يدعوه؟
هذا السؤال أجاب عنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه، قال: ”إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنَّى يُستجاب له؟!”.
قال تعالى: ”فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”؛ تؤمن به وتستجيب لأمره فيجيب دعاءك، ولعلهم يرشدون إلى الدعاء المستجاب أو إلى سعادة الدنيا والآخرة. حينما لا يستجاب الدعاء يعزي ذلك إما إلى فساد الداعي وانحرافه عن منهج الله، أو أنه ليس من الرحمة والحكمة أن يستجاب له، فلو كشف الغطاء لاخترتم الواقع، على كل حظ المؤمن من الدعاء الإجابة أو التعبد؛ قال عليه الصلاة والسلام: ”الدعاء هو العبادة” أو ”الدعاء مخ العبادة”؛ لقوله تعالى: ”وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”. ”غافر”
والصيام فضلا عن أنه عبادة شعائرية هو، في الوقت نفسه، وقاية وعلاج وصحة للجسم.
«وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”، قال تعالى: ”وإذا سألك”: إذا سألك ولم يقل وإن سألك؛ لأن إذا في اللغة العربية تفيد تحقيق الوقوع، بينما إن تفيد احتمال الوقوع؛ ”إذا جاء نصر الله والفتح”، ”إن جاءكم فاسق بنبأ”؛ نصر الله محقق بينما مجيئ الفاسق غير محقق؛ قد يأتي وقد لا يأتي. ”وإذا سألك عبادي عني” يعني فطرة الإنسان تقضي بعد أن هداه الله إليه، أن يتوجه بالشكر والدعاء وحده، بالسؤال والدعاء، وهذه هي حقيقة التوحيد، وهي جوهر الدين وكل دين سماوي، وقد ورد في الأثر: ”ثلاثة لا تُرد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتُفتح لها أبواب السماء، يقول الرب: ”وعزتي لأنصرنّك ولو بعد حين”.
ولو تأملنا في آيات القرآن الكريم وفي عادة السؤال لوجدنا أن كل سؤال ورد في القرآن ورد جوابه: ”يسألونك ماذا ينفقون قل العفو”، ”يسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا” إلا هذه الآية: ”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”، لم ترد كلمة قل بين السؤال والجواب؛ لذلك قال العلماء: إن عدم ورود كلمة قل في هذه الآية إشعار من الله لعباده المؤمنين بأنه ليس بين العبد وربه في سؤاله له ودعائه إياه وسيط.
لقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم : ”يا رسول الله أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ لأن القريب يناجَى، والبعيد ينادَى، فنزلت الآية: ”وإذا سألك عبادي عني فإني قريب”. وأما كلمة عباد فغير كلمة عبيد، فكل من في الأرض هم عبيد لله؛ لأنهم مفتقرون في وجودهم وفي استمرار وجودهم إلى الله، لكن العباد هم الذين تعرّفوا إليه والتزموا منهجه وتقربوا منه؛ مبادرةً منهم وبمحض اختيارهم؛ فالعبد الذي جمعه عبيد هو عبد القهر، لكن العبد الذي جمعه عباد هو عبد الشكر؛ قال تعالى: ”وما ربك بظلاّم للعبيد”. ولماذا قال تعالى: ”فإني قريب”؟ قال: ”إني قريب” ليشعر المؤمن أن الله معه في كل مكان وفي كل زمان وفي كل حال، وأنه ما عليه إلا أن يدعوه مؤمنا ومخلصا، والله يجيب دعوته، لكن الإنسان لضعف إيمانه أو لضعف توحيده يدعو غير الله؛ لذلك يقول عز من قال: ”إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم”. ”فاطر” سؤال آخر: لماذا لا يستجيب الله أحيانا لمن يدعوه؟
هذا السؤال أجاب عنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه، قال: ”إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يده إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغُذي بالحرام فأنَّى يُستجاب له؟!”.
قال تعالى: ”فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون”؛ تؤمن به وتستجيب لأمره فيجيب دعاءك، ولعلهم يرشدون إلى الدعاء المستجاب أو إلى سعادة الدنيا والآخرة. حينما لا يستجاب الدعاء يعزي ذلك إما إلى فساد الداعي وانحرافه عن منهج الله، أو أنه ليس من الرحمة والحكمة أن يستجاب له، فلو كشف الغطاء لاخترتم الواقع، على كل حظ المؤمن من الدعاء الإجابة أو التعبد؛ قال عليه الصلاة والسلام: ”الدعاء هو العبادة” أو ”الدعاء مخ العبادة”؛ لقوله تعالى: ”وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين”. ”غافر”
والصيام فضلا عن أنه عبادة شعائرية هو، في الوقت نفسه، وقاية وعلاج وصحة للجسم.