"الإقامة لدى الساكن"
صيغة مفضلة لقاصدي شواطئ سكيكدة
- 496
تعتبر "الإقامة لدى الساكن" المعروفة بقيام سكان السواحل بتأجير منازلهم للمصطافين، الصيغة المفضلة لدى أغلب العائلات التي تقصد شواطئ ولاية سكيكدة، خلال موسم الاصطياف، وتعرف هذه الصيغة تناميا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وجاءت لتخفيف الضغط على المؤسسات الفندقية التي تتوفر عليها الولاية، بالنظر إلى الأسعار المعقولة المعمول بها في إيجار السكنات وفق هذه الصيغة.
في هذا الإطار، اعتبر مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية سكيكدة، زبير بوكعباش، أن صيغة "الإقامة لدى الساكن"، أصبحت الصيغة المفضلة للعائلات الجزائرية الراغبة في قضاء أيام الراحة والاستجمام بشواطئ ولاية سكيكدة، بالنظر إلى العديد من المزايا التي يستفيد منها المصطاف، من بينها ملاءمة الأسعار لدخل بعض الأسر، فضلا عن كون غالبية الشقق الموجهة للكراء تتواجد بالبلديات الساحلية القريبة من الشواطئ .
وأفاد ذات المسؤول، بأن جل العائلات التي تقصد ولاية سكيكدة، تنحدر من ولايات الجنوب الشرقي للوطن والولايات الشرقية، معتبرا أن صيغة الإقامة لدى الساكن، تساهم في الترويج للسياحة المحلية، من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من السياح والزوار، وتسمح بتسويق منتجات الصناعة التقليدية والترويج للمعالم الأثرية التي تزخر بها الولاية.
وأوضح أن مديرية السياحة والصناعة التقليدية، "تحصي 7 أشخاص منخرطين في هذه الصيغة، ومصرحين بهم لدى المديرية، وهم موزعين على بلديات سكيكدة والقل والمرسى"، مشيرا إلى أن هذا العدد "ضعيف جدا مقارنة بالعدد الفعلي للشقق المنزلية، التي يتم تأجيرها ضمن الإقامة لدى الساكن عبر كل الولاية، والتي يفوق عددها 15 ألف شقة" .
وفي هذا الصدد، دعا السيد بوكعباش المواطنين الذين يؤجرون منازلهم ضمن هذه الصيغة، إلى التقرب من المديرية والانخراط فيها والاستفادة من كل التسهيلات التي توفرها هذه الصيغة، والتي تم تقنينها بمنشور وزاري مشترك سنة 2012 بين وزارتي الداخلية والجماعات المحلية والسياحة والصناعة التقليدية، كما أنها متاحة للراغبين في ممارستها طيلة السنة، إذ لا تقتصر فقط على موسم الاصطياف، وعلى المناطق الساحلية فحسب، بل يمكن ممارستها حتى في المناطق الريفية والجبلية. تهدف هذه الصيغة السياحية كذلك، يضيف مدير القطاع، إلى تخفيف الضغط على المؤسسات الفندقية التي تتوفر عليها الولاية، وبلغ عددها 30 مؤسسة، والتي لا يمكنها لوحدها تلبية طلب الزوار الكبير، خاصة في فصل الصيف, مشيرا إلى أنه يتم الترويج لهذه الصيغة كلما أتيحت الفرصة عبر وسائل الإعلام، لحث المواطنين على الانخراط فيها. يعتبر السيد عبد السلام سعد قرمش (60 سنة)، أحد النماذج الناجحة في مجال الإقامة لدى الساكن، إذ يزاول هذه المهنة منذ عدة سنوات بمدينة سكيكدة، وبالتحديد في شاطئ سطورة، مقابل ميناء النزهة والترفيه، مما جعل الكثير من العائلات تقصده لقرب منزله من الشاطئ، وكذا مجاورته لمختلف وسائل الراحة.
أكد السيد سعد قرمش، أنه اتجه إلى "كراء منزله بصيغة الإقامة لدى الساكن، منذ سنوات عديدة، بعد أن لاحظ الاكتظاظ والنقص في الإيواء وبطلب من المواطنين الذين كانوا في كثير من الأحيان، يقصدون منزلهم للمبيت، عندما لا يجدون غرفا في الفنادق".
يقوم السيد قرمش، الذي انخرط رسميا في هذه الصيغة، على مستوى مديرية السياحة سنة 2017، بكراء 5 شقق بعمارته ذات أربعة طوابق، والتي تتوفر على كل مستلزمات الراحة، من تكييف ومطبخ مجهز وغرفة نوم وصالة، بالإضافة إلى قيامه بتأمين العائلات التي يأويها. أضاف ذات المتحدث، أنه يجتهد لتوفير الشروط الملائمة لإقامة مريحة بعمارته، التي تستقبل في طابقها الرابع المصطافين والزوار طيلة أيام السنة، مبرزا أن الأسعار تتراوح بين 5 آلاف و7 آلاف دينار لليلة الواحدة، كما يعمل بالتنسيق مع الأشخاص الذين يملكون الزوارق وأصحاب المطاعم، حيث يتم توجيه العائلات إليهم في حالة الحاجة. وقد ناشد في هذا السياق، السلطات المعنية، بـ«إعادة النظر في الشقق التي يمكنه تأجيرها" والمقدرة حاليا بـ 5 شقق فقط، مما يمكنه من زيادة العرض، وتوفير مزيد من الحلول لفائدة العائلات الراغبة في تأجير شقق ضمن صيغة الإقامة لدى الساكن.