نظرا للإقبال الكبير على اقتناء العجول بقسنطينة

ضغط كبير على المذابح والإسطبلات أيام العيد"

ضغط كبير على المذابح والإسطبلات أيام العيد"
  • القراءات: 324
زبير. ز زبير. ز

شهدت مختلف المذابح بولاية قسنطينة، ضغطا كبيرا خلال يومي عيد الأضحى المبارك، من قبل المواطنين، الذين حملوا معهم أضاحيهم، وتوجهوا إلى هذه الأماكن؛ من أجل نحرها، والتقرب إلى الله بهذه الشعيرة التي سنّها نبي الله إبراهيم الخليل. وكان المميز بعاصمة الشرق هذه السنة خلافا للسنوات الفارطة، الإقبال الكبير من المواطنين على اقتناء العجول والأبقار عوضا عن الخرفان التي شهدت أسعارها ارتفاعا رهيبا؛ ما جعل المواطن يعزف عن اقتنائها.

فمع الساعات الأولى لأول يوم من عيد الأضحى المبارك ومباشرة بعد صلاة العيد والتغافر، توجه عدد كبير من المواطنين إلى المذبح البلدي ببلدية ديدوش مراد الذي يستأجره أحد الخواص، لنحر الأضاحي التي تُركت في نفس المكان ليلة قبل العيد؛ حيث تجمّع عدد كبير من المواطنين حول هذا المذبح؛ الأمر الذي فاجأ صاحب هذا المرفق البلدي، الذي أكد أنه لم يشهد نحر مثل هذا العدد من الأبقار والعجول كهذه السنة، بعدما أقدم وفريقه العامل على ذبح أكثر من 70 عجلا وبقرة في يوم واحد، بحضور طبيب بيطري، مع توفير كل شروط النظافة، خاصة الماء؛ من أجل التنظيف. وقد امتدت عملية النحر الجماعي إلى غاية الساعة الرابعة عصرا رغم ذبح بين 5 و8 أضاحي في كل دفعة. كما شهدت عملية تقطيع اللحم التي برمجت في اليوم الثاني من العيد، نفس الشيء. وعمل المذبح إلى غاية الساعة السابعة مساء.

نحر 40 عجلا بأحد الإسطبلات بحي زواغي

ولم يختلف المشهد كثيرا بمنطقة زواغي وسط حي الباي ببلدية قسنطينة؛ حيث شهد أحد الإسطبلات نحر ما يناهز 40 عجلا وبقرة. وأكد لنا مواطنون أنهم اضطروا للانتظار إلى غاية الساعة الثانية بعد الزوال من أجل نحر أضاحيهم. كما امتدت عمليات تقطيع اللحم إلى الساعات الأولى من فجر اليوم الثاني من عيد الأضحى.

وأكد السيد حسام، إطار بمؤسسة اتصالات خاصة، أنه تلقّى اتصالا من صاحب الإسطبل لتقطيع الأضحية الخاصة به في حدود الساعة العاشرة ليلا من اليوم الأول من العيد، مضيفا أنه تنقّل إلى الإسطبل رفقة أخيه لحضور عملية التقطيع، التي عرفت فوضى كبيرة حسبه؛ ما جعل العملية تتأخر إلى غاية الساعة الثانية بعد منتصف الليل. ونفس الشيء ذهب إليه السيد إلياس، وهو تاجر، أكد أنه مثل 6 عائلات، كانت شريكة في البقرة خلال عملية التقطيع، التي امتدت، حسبه، إلى فجر اليوم الثاني من العيد. ولم تختلف الأمور أيضا عن إسطبلات حي وادي الحد، مثلما قال السيد وليد، إطار بمؤسسة "سونلغاز"، الذي تحدّث عن نحر حوالي 25 عجلا وبقرة، في المكان الذي نحر به أضحيته. وكانت الأمور مشابهة حتى بالولايات المجاورة لولاية قسنطينة؛ على غرار منطقة التوميات التابعة لولاية سكيكدة، وفق ما ذكر السيد بلال، إطار بالحماية المدنية.

ارتفاع أسعار نحر العجول إلى 3 ملايين سنتيم

بسبب الإقبال الكبير من المواطنين بعاصمة الشرق، على اقتناء العجول بدل الخرفان، عرفت أسعار نحر وتقطيع العجول ارتفاعا في حدود 50 ٪؛ حيث كانت العملية تتم خلال السنة الفارطة، بمبلغ لم يتجاوز 2 مليون سنتيم، ليتم تحديد السعر هذه السنة في أغلب المذابح وحتى الإسطبلات التي تمت فيها عملية النحر والتقطيع، بـ 3 ملايين و3,5 مليون سنتيم، مع تحديد سعر سلخ رأس الأضحية بمبلغ تراوح بين 1000 و2000 دج خارج سعر الذبح والتقطيع، في حين لجأ بعض المضحين إلى حيلة أخرى من أجل كسب بعض المال؛ من خلال ذبح الأضحية داخل المذبح أو الإسطبل وتقطيعها إلى أربع قطع فقط، بمبلغ 1 مليون سنتيم، ونقلها بعد ذلك إلى محل جزارة من أجل استكمال عملية التقطيع، وفصل اللحم عن العظم بمبلغ 11 ألف دج، حسب ما أكد لنا السيد لمين موظف بقطاع العدالة، الذي أوضح أنه اشترك مع جيرانه هذه السنة، في التضحية بعجل. وهي أول تجربه له بعدما ألِف اقتناء الخرفان خلال مناسبة عيد الأضحى.

عملية نحر العجول متعبة جدا

أكد السيد مراد، أستاذ جامعي، أنه لجأ إلى ذبح عجل هذه السنة بعدما أُعجب بالفكرة التي خاضها السنة الفارطة، مضيفا أن عدد المواطنين الذين لجأوا هذه السنة إلى نحر العجول، تَضاعف بشكل رهيب؛ بسبب غلاء الخرفان، مضيفا أن عملية نحر هذا النوع من الأضاحي "متعبة جدا" ؛ بسبب إلزامية التواجد داخل المذبح لساعات طويلة بدون أكل وشرب. وقال إن العملية هذه السنة عرفت فوضى كبيرة بسبب العدد الهائل للمواطنين الذين فضلوا اللجوء إلى العجول والأبقار. ونفس الشيء ذهب إليه السيد ناصر، إطار ومختص في الهندسة المدنية، عامل عون شبيه بالناحية العسكرية الخامسة، أكد أنه قام صبيحة العيد، بتقديم يد المساعدة لبعض جيرانه الذين نحروا خرفانا قبل أن يتوجه إلى المذبح في حدود الساعة الحادية عشر صباحا، بعدما ناب عن إخوته الذين اشتركوا في ثمن العجل، مضيفا أنه لم يعد إلى  المنزل إلا بعد الساعة السادسة مساء وهو منهك القوى، قبل أن يعيد نفس الجهد خلال اليوم الثاني في عملية التقطيع، وهو الأمر الذي حرمه من زيارة الأقارب والأصدقاء خلال اليومين الأولين من العيد.

غياب المياه عن بعض التجمعات أفسد فرحة العيد

أجمع عدد من المواطنين بولاية قسنطينة على أن فرحة العيد أفسدها برنامج تزويد عدد من الأحياء بالماء الصالح للشرب؛ فرغم التوجيهات التي قدمها الوالي من أجل تجنب أي مشكل لتزويد المواطنين خلال أيام العيد، إلا أن الأمور لم تسر وفق توجيهات الوالي بعدما عانى سكان حي 6000 مسكن عدل 2 بالرتبة، من غياب الماء عن حنفياتهم لأكثر من 5 أيام قبل عيد الأضحى، قبل أن يزور الماء حنفياتهم بعد صلاة العيد في بعض المجمعات، ويتأخر إلى اليوم الثاني من العيد في مجمعات أخرى، وهو الأمر الذي أثار استياء المواطن بهذا التجمع السكني؛ شأنه شأن مواطنين آخرين بأحياء أخرى؛ على غرار حي القماص، وتجمعات بالمدينة الجديدة علي منجلي؛ حيث لم يدم جريان المياه في الحنفيات لأكثر من ساعتين، قبل أن تغيب وتترك المواطن يتخبط في شؤونه في ظل الاحتياج الكبير إلى هذه المادة خلال عملية النحر والتنظيف. ونفس الشيء أكده مواطنون من الخروب.