بسبب أزمة مياه الشرب بالمسيلة
عدة بلديات تنتظر تجسيد الوعود
- 1246
دعا سكان المسيلة الوالي الحاج مقداد، إلى ضرورة الالتزام بالوعود التي قطعها بخصوص توفير مياه الشرب التي تعرف ندرة حادة في عدة بلديات خلال الأشهر الأخيرة، حيث أقدم العديد من السكان في بلديات بني يلمان والعوايز، أولاد عدي القبالة وبلعايبة (50 كم بالشمال الغربي)، على الاحتجاج تعبيرا عن قلة هذه المادة الحيوية.
لا زال هذا الانشغال مطروحا، رغم تطمينات الوالي بالتخلص من أزمة العطش، علما أن المنطقة استفادت من مشروع لتعزيز التموين بالمياه بقيمة مالية قدّرت بسبعة ملايير سنتيم، تم الإعلان عنها في أعقاب زيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية للولاية خلال السنة المنصرمة. أمام هذا الوضع، اتخذ والي المسيلة عدة إجراءات استعجالية سابقة، لتغطية هذا العجز المسجل في التزوّد بمياه الشرب على مستوى بلديات المسيلة، بوسعادة، سيدي عيسى، عين الحجل، عين الملح، أولاد عدي القبالة، بنى يلمان، المعاضيد، في مقدمتها تخصيص 700 ميلار سنتيم لتدارك هذا المشكل.
كما تم في هذا الإطار، اتخاذ قرار حفر 150 بئرا ارتوازيا وإنجاز خزانات مائية جديدة، مع تجديد محطات الضخ وإنشاء المضخات وربط الآبار بشبكات التوزيع. وهو ما يعكس السعي إلى إيجاد حلول جذرية لمشكل تموين البلديات بالمياه وبدرجة أكبر الولاية وبوسعادة، بسبب ما تعانيه من تذبذب في التزود بهذه المادة الحيوية، من خلال توفير كميات هائلة من المياه عن طريق التحويلات الكبرى من سد كدية أسردون في ولاية البويرة والبيرين بولاية الجلفة.
يتّضح جليا، أن تزويد ولاية المسيلة بمياه كدية أسردون بقي حلما يراوح مكانه منذ سنة 2013، حيث كان منتظرا أن يزوّد العديد من البلديات، للقضاء ولو جزئيا على أزمة مياه الشرب، وهي المشاريع التي عاينها ووقف عندها وزير القطاع حسين نسيب في أكثر من زيارة قادته إلى عاصمة الحضنة، إلا أن المشروع بقي حبرا على ورق. كما تم تسجيل عدم انطلاق عدة مؤسسات في الأشغال، رغم أهمية المشروع في الحياة اليومية للمواطن المسيلي الذي يبقى يلجأ للتعبير عن عدم رضاه بالحركات الاحتجاجية، في حين أبدى القاطنون في الجهة الشمالية للولاية، استياءهم جراء حرمانهم من الربط، على غرار حمام الضلعة، ونوغة، تارمونت وغيرها، أضف إلى ذلك، رفض سكان عين الحجل وبوطي السايح استهلاك مياه سد كدية أسردون، في الوقت الذي تبقى بعض البلديات تعاني من نوعية المياه، إما بسبب ملوحتها الزائدة أو رائحتها الممزوجة بالكبريت، كبلدية أولاد منصور (10 كلم عن مقر الولاية)، في حين يعاني سكان بلدية الزرزور، خاصة في قرى لروية والخربة والمقسم وعلى مدار العام، من نقص التزود بمياه الشرب. كشف مدير الري مؤخرا، عن إعداد مخطّط لمواجهة أزمة نقص المياه، من خلال برمجة إنجاز 90 تنقيبا، منها 61 تنقيبا ضمن المخطط القطاعي، 29 تنقيبا في إطار برامج التنمية للبلدية، كما تم إنجاز 18 خزانا توفر أزيد من 37 ألف متر مكعب، إلا أن هذا البرنامج لم يستطع تلبية احتياجات المواطنين المتزايدة من مياه الشرب، في ظل موجة الجفاف التي عرفتها المنطقة منذ سنوات، وارتفاع معدلات الاستهلاك اليومي وسوء التسيير، ناهيك عن ضياع كميات هائلة نتيجة التسربات التي حتمت على المواطنين اقتناء مياه الصهاريج والمنابع الطبيعية بأثمان خيالية.
لجأ الكثير من أصحاب الشاحنات الصغيرة إلى تجهيزها بصهاريج بلاستيكية يعبئونها من ينابيع الدريعات، ليقوموا ببيعها بسعر خمسة دنانير للتر الواحد. حيث يلاحظ المتجول بشوارع وأحياء مدينة المسيلة والبلديات القريبة منها، تزايد باعة الماء، حيث أصبح الإقبال على شراء هذا الماء ملفتا، لدرجة أن بعض السكان يشكلون طوابير لملء قنيناتهم البلاستيكية لدى هؤلاء التجار الذين خفضوا سعر ماء الينابيع بنسبة معتبرة، تصل إلى 150 بالمائة في حال اقتنائها، عوض المياه المنتجة من قبل المؤسسات الوطنية والخاصة.
❊ جمال ميزي