مقومات طبيعية تنتظر الاهتمام في سعيدة
عين السخونة... إمكانيات تنموية معطلة
- 2474
يعلق قاطنو بلدية عين السخونة، الواقعة على مسافة حوالي 98 كلم من ولاية سعيدة، آمالا كبيرة على المسؤولين المحليين، للعمل على تحسين إطارهم المعيشي، وإخراجهم من دائرة النسيان والتهميش التي يتخبطون فيها، جراء عزلة هذه المنطقة التي تفتقر إلى الكثير من برامج التنمية، خاصة ما تعلق بفرص التشغيل، لاسيما بالقطاع الفلاحي الذي يعد قطاعا حساسا واستراتيجيا يشغل بال العديد من المواطنين، إضافة إلى مجال السياحة الحموية التي تحظى بالأولوية بالنسبة لهم، مما جعل طموحات سكان البلدية تفوق الإمكانيات التي تتوفر عليها البلدية.
تبقى التنمية مرهونة بفتح الطريق الذي يربط منطقة عين السخونة ببلدية الرقاصة، ولاية البيض، التي تتقاسم معها الحدود الإقليمية بـ 55 كلم، والنهوض بالواقع التنموي معلق بهذا الطريق، كونه يبقى بحاجة إلى تعبيد وتزفيت، وهو ما يلح عليه غالبية سكان المنطقة، خصوصا الشباب الواعون بخصوصية المرحلة الظرفية التي يمرون بها، حيث ستصبح البلدية، بفتح هذا الطريق، مركز عبور واستراحة المسافرين بها، خاصة المتجهين نحو الولايات الحدودية، كالنعامة، البيض وبشار، وبهذا تنشط البلدية في شتى المجالات.
مقومات طبيعية وأراض خصبة غير مستغلة
رغم المكان الذي تقع فيه بلدية عين السخونة، شرق ولاية سعيدة، والذي مازال بحاجة إلى التفاتة جادة، إلا أنه يبقى موقعا استراتيجيا كفيلا بدفع المسار التنموي بالمنطقة، الذي من شأنه دفع آليات التنمية بشكل يساعد على تحسين ظروف الحياة أكثر، بالنسبة للسكان الذين يتطلعون من يوم لآخر إلى أفق أفضل. في هذا السياق، يجرنا الحديث عن الخصوصيات المناخية والتضاريس التي تطبع المنطقة منذ العهود السالفة، حيث تتوفر على أراض خصبة بدأت تستغل بصفة جدية منذ ظهور الدعم الفلاحي بشتى برامجه المتنوعة، ناهيك عن وجود المياه الجوفية والفجوات التي أٌعيد لها الاعتبار بعد ما لحقها من ردم بفعل العوامل الطبيعية بمنطقة الضاية، وأصبحت تستغل لسقي الأراضي الفلاحية على مساحة 1300 هكتار مسقية للخضر والفواكه، كما توجد بالمنطقة "ضايت زراقت التي التهمت الملايير منذ عهد الحكومات السابقة"، دون أن تأتي بالأهداف المرجوة منها.
تساعد وفرة المياه الباطنية المخصصة للسقي الفلاحي، في تطوير وتنمية المنطقة ككل، خاصة فيما يخص زراعة الحبوب ومختلف الخضر والفواكه، كالبطيخ الأحمر والأصفر وغيرها، وهو الأمر الذي يرشح المنطقة لتصبح قطبا فلاحيا هاما يغطي عجز البلدية في إنتاج وتوفير الخضر والفواكه، إلى جانب تدارك النقص المسجل في منظومة التصدير.
السياحة الحموية تنتظر التفاتة المسؤولين
تشتهر البلدية التي يقطنها أكثر من 7500 نسمة، بينابيعها الساخنة المتدفقة، التي تطبعها مناظر خلابة زينتها النباتات وأشجار الصنوبر، على مساحات واسعة محاذية للجهة الغربية لها. كما تشتهر المنطقة بحمامها المعدني الصحي الخاص، الذي يساعد على التداوي والعلاج من بعض الأمراض الجلدية، لاحتواء مياهها الطبيعية على مادة الكبريت، وهو ما جعلها قبلة للعديد من المرضى وغيرهم، بشكل يومي وعلى مدار السنة، والوافدين من عدة ولايات مجاورة كالنعامة، البيض وتيارت، والمدن الأخرى كالشلف، بسكرة، وهران، الجزائر العاصمة، وسيدي بلعباس، وغيرها من المدن الداخلية للوطن، حسبما أكده لنا سكان المنطقة والعارفين بنشاط السياحة الحموية، والدينية الذين يقصدون الزاوية.
يتوفر هذا الحمام الوحيد بالبلدية، على مختلف الخدمات وظروف الراحة للوافدين من مقهى ومساحة للعب الأطفال، ومساحات خضراء، ومرآب للسيارات، حيث تعد أحواض الاستحمام الجانب الأهم في ترقية الجانب السياحي بالمنطقة، كما يمتاز فندق عين السخونة ذو الطابع المعماري المميز بأشكال هندسية، ويظهر في المكان المسمى بـ"العين"، العديد من الأسماك "تيلابيا" الموجودة بالحوض المائي الواسع وبكثرة، فهذه الثروة قيل إنها تساعد على علاج الأمراض الجلدية الخارجية، حسبما وصفه لنا سكان المنطقة، وهذه الأسماك قليلة ونادرة الوجود، حيث نجدها بكل من الصين والنيل وعين السخونة بالجزائر، وتمتاز أيضا المنطقة بطيور مهاجرة تصل بداية من شهر ديسمبر، وتمكث هناك إلى غاية شهر مارس، وتعود من حيث قدمت، خاصة من أستراليا وإسبانيا وفرنسا، وقد عثر على بعضها وهي تحمل أسماء من المناطق المذكورة في لفافات صغيرة على أرجلها.
كما تمتاز بلدية عين السخونة بنبات "حنة إيبل" و"القطفة" و"الشيح"، وعن نبتة "حنة إيبل" فهي تعالج الأعصاب والشرايين ومعظم الأمراض، وعنها أضاف نفس المتحدث، أنها نقلت إلى أستراليا أثناء فترة الاستعمار من قبل خبراء، وأصبحت منتشرة هناك في المزارع، وتُستعمل كدواء لعلاج المرضى.
غياب التنمية ونقائص بالقطاع الصحي
يبقى مشكل بعض البنايات الطوبية القديمة ببلدية عين السخونة، يشكل عقبة كبيرة، فهناك عدة سكنات مهجورة من قبل أصحابها، فيما لا تزال فئات أسرية تسكن هذه البيوت وتفضلها، كونها دافئة في فصل الشتاء وبادرة صيفا، فشباب المنطقة يعتمد على التجارة الخاصة، وهناك من يمتهن مهنة الرعي، كما فضل البعض الآخر كراء المحميات.
ومعروف لدى معظم الموالين بتنقلاتهم داخل تراب البلدية وحتى خارجها، فلا وجود في منطقة عين السخونة لأي نشاط صناعي أو حر، فهذه البلدية تعتبر من البلديات المدعمة لمناطقها الست، كمنطقة وادي شطوان، وبن هوار، وفيض الرمل، والزاوية، والحامية، وزراقت، حيث تتوفر كلها على مياه الشرب والكهرباء، في الوقت الذي يعاني القطاع الصحي بنفس البلدية، من عدم توفر بعض التجهيزات الطبية ونقص في سيارات الإسعاف والقابلات، مع طلب جلب وتوفير أطباء أخصائيين، وكثيرا ما يجد المواطنون أنفسهم مجبرين على التنقل ليلا إلى مستشفى "أحمد مدغري" بسعيدة، على مسافة 98 كلم شرقا، أو الدائرة على بعد حوالي 70 كلم.